تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

المقارنة بين سوريا وكوريا الشمالية .. لكل خصوصيته وقدراته

باتت المقارنة مطروحة بكثرة في الأروقة الأمريكية بل ولدى الشارع الأمريكي أيضاً بين سوريا وكوريا الشمالية وقوة كل منهما.
رمز الخبر: ۶۵۰۷۶
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۳:۴۸ - 24April 2017
أفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء أن أظهر استطلاع للرأي صدر عن مركز هارفرد للدراسات السياسية الأمريكية أن غالبية الأمريكيين يؤيدون ضرب سوريا، ولكنهم ضد القيام بأعمال مشابهة مع كوريا الشمالية، حيث يرى غالبية الأمريكيين أن ضرب سوريا قرار صائب، في حين يعارض أمريكيون بنسبة أقل ضرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأهداف في سوريا.

على ما يبدو فإن المركز والرأي العام يبنيان تلك الآراء على معطيات تقول بحسب اعتقادهم أن سوريا التي تحولت إلى ساحة لعب عالمية وإقليمية والتي تعرضت للكثير من خروقات سيادتها سواءً بحسب الجماعات المسلحة والمعارضة أو من الدول الداعمة لتلك المعارضة في الحلف الدولي كأمريكا وفرنسا وبريطانيا أو كتركيا، أو من قبل إسرائيل التي أغارت مرات عدة على أهداف في العمق السوري فإن كل تلك الخروقات تعطي صورة حول قدرات الدولة هناك على الرد حيال أي تهديد أو خطر أو انتهاك للسيادة بعكس كوريا الشمالية التي تمتلك السلاح النووي والآلاف من الصواريخ البعيدة المدى ذات القدرة التدميرية الكبيرة، فضلاً عن تهديدها للقواعد الأمريكية في كل من كوريا الجنوبية واليابان، والتسبب في أزمة اقتصاد عالمية في حال نشبت حرب ضد بيونغ يانغ.

فيما يعتقد بعض المحللين أن المقارنة خاطئة لعدة نواحي حيث أن سوريا أهم بكثير من الناحية السياسية والديمغرافية والاقتصادية والعسكرية والأمنية للكثير من الدول في العالم، فضلاً عن كون سوريا تتمتع بقدرات قوية أثبتها صمود الجيش السوري على مددى ست أعوام من القتال الدامي على مختلف الجبهات وعلى مساحة جغرافية واسعة الأمر الذي لو تعرضت له جيوش أخرى سواءً عربية أو أجنبية لانهارت منذ العام الأول على أبعد تقدير.

يُضاف إلى ذلك الدعم الذي تتمتع به دمشق من حلفائها كإيران وروسيا والمقاومة اللبنانية، فروسيا هي القوة العالمية الثانية بعد الولايات المتحدة حالياً ولديها إمكانات عسكرية مهولة يمكن تزويد دمشق ببعضها، في حين إيران تُعد من أقوى الدول في المنطقة الشرق أوسطية وهي الأخرى تتمتع بخبرة جيدة في التصنيع العسكري ولديها ما يكفي للردع الصاروخي والبحري والبري.

صحيح أن تأثير حرب على كوريا الشمالية قد يؤدي إلى حرب عالمية كون بيونغ يانغ تحوز النووي لكن ذات الأمر ينطبق على سوريا في حال قررت واشنطن شن عملية اجتياح لسوريا على الطريقة العراقية، الأمر الذي سيجعل الشرق الأوسط بأكمله يشتعل أكثر لتتناثر شراراته إلى الدول الغربية المجاورة.

لذلك فإن لكل بلد منهما خصوصيته الجغرافية والسياسية والاقتصادية والديمغرافية، ولكل بلد منهما نادي من المعجبين الذين يهتمون لأمره سواءً سلباً أو إيجاباً، حيث أن سوريا قسمت العالم إلى فريقين أحدهما معادي يتربص بدمشق وإسقاطها تقوده واشنطن ومعها أوروبا والعرب وتركيا وإسرائيل، والثاني يؤكد دعمه المستمر لسوريا تتزعمه روسيا وإيران، بعكس الملف الكوري الشمالي الذي لن نرى فيه ذلك الاصطفاف العالمي حوله كما هو الوضع إزاء الملف السوري
 
 /انتهی/421
رایکم
الأکثر قراءة