تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22
أرشیف کلمات و خطب سماحة القائد/5

کلمة الإمام الخامنئی فی مراسم التخرّج المشترکة لجامعات الضباط فی جیش الجمهوریة الإسلامیة

کانت برامج المیدان جمیلة و ذات معان عمیقة. أرى لزاماً علیّ أن أبارک لکم جمیعاً أیها الشباب الأعزاء، سواء منکم المتخرّجون الذین نالوا الیوم شرف الحصول على رتبهم العسکریة و صاروا رسمیاً أعضاء فی الجیش المجید الشامخ للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، أو الشباب الجامعیین الذین نالوا رتبهم و بدأوا طریقهم نحو الجاهزیة و تلقی قیم الضباط فی القوات المسلحة للجمهوریة الإسلامیة. نتمنى أن یشملکم الله تعالى کلکم برحمته و فضله و هدایته، و یقدّر لکم حیاتکم و عواقبکم بالنحو الذی یرتضیه.
رمز الخبر: ۶۰۱۸۴
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۶:۱۵ - 29September 2014

 کلمة الإمام الخامنئی فی مراسم التخرّج المشترکة لجامعات الضباط فی جیش الجمهوریة الإسلامیة

بسم الله الرحمن الرحیم
کانت برامج المیدان جمیلة و ذات معان عمیقة. أرى لزاماً علیّ أن أبارک لکم جمیعاً أیها الشباب الأعزاء، سواء منکم المتخرّجون الذین نالوا الیوم شرف الحصول على رتبهم العسکریة و صاروا رسمیاً أعضاء فی الجیش المجید الشامخ للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، أو الشباب الجامعیین الذین نالوا رتبهم و بدأوا طریقهم نحو الجاهزیة و تلقی قیم الضباط فی القوات المسلحة للجمهوریة الإسلامیة. نتمنى أن یشملکم الله تعالى کلکم برحمته و فضله و هدایته، و یقدّر لکم حیاتکم و عواقبکم بالنحو الذی یرتضیه.

الذکریات المجیدة لجیش الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و خصوصاً القوة الجویة فی جیش الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة – و تقام مراسم الیوم بضیافة هذه القوة – لا یمکن أن تمحى من ذاکرة تاریخ هذا البلد. نعم لقد عرج إلى الملکوت شهداء و مضحّون، لکن دربهم و هو درب الجهاد المجید فی سبیل مبادئ الإسلام و القرآن و حمایة الوطن الإیرانی العزیز، لا یزال مستمراً. کانت معنویات الطیّارین الإیرانیین خلال فترة الحرب المفروضة من جملة الظواهر المنقطعة النظیر فی القوات المسلحة لبلدان العالم أو النادرة النظیر جداً. ضباط القوة الجویة – سواء الطیّارون الشجعان أو الضباط التقنیون – کان لکل واحد منهم فی موضعه دوره المهم، و قد استطاعوا الانتهاء بتجربة الدفاع المقدسة العظیمة على مدى ثمانیة أعوام إلى نتائج باعثة على الفخر و الاعتزاز. إن ذکرى طیار مثل الشهید بابائی و ضابط تقنی جلیل القدر مثل الشهید ستاری لن تمحى أبداً من ذاکرة الشعب الإیرانی.

لقد استطاع جیش الجمهوریة الإسلامیة و حرس الثورة الإسلامیة فی فترة صعبة من الامتحان العسیر إظهار شخصیة و هویة عن أنفسهم لا شک أنه لا یمکن أن نجد لها نظیراً فی ماضینا أو نادراً ما یمکن مشاهدة نظیر لها. لیعرف شبابنا الأعزاء قدر هذا. اعلموا یا أبنائی الأعزاء أننا نفخر بقواتنا المسلحة الشجاعة، و لتشعروا أنتم أیضاً بالفخر لانخراطکم فی سلک هذا القوات المقدسة الشجاعة المضحیة المعروفة.

إننا و من دون أن نهدد أحداً، نعتبر تعزیز و اقتدار القوات المسلحة أهم عامل فی سبیل صیانة الأمن الخارجی للشعب الإیرانی و الجمهوریة الإسلامیة الإِیرانیة. إننا لا نهدّد أحداً، لکننا نرى من اللازم أن یشعر شعب إیران و بلدنا العزیز فی ظل السور المتین الرصین للقوات المسلحة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة – من جیش و تعبئة و حرس ثوری و قوات شرطة – بالأمن. لذلک نعتقد أنه من واجب کل المسؤولین أن یبذلوا مساعیهم فی سبیل اقتدار القوات المسلحة، و یجعلوا تعزیز هذه القوات ضمن جداول أعمالهم. إننا نسمع التهدیدات المتکررة و المقززة لأعداء الشعب الإیرانی، و سیکون ردنا على أیة شرور ضد شعب إیران رداً جدیاً و شدیداً. هذا ما یجب أن یعلمه کل الذین تعوّدوا على تهدید شعب إیران بالألسن. شعب إیران شعب أثبت صلابته فی سبیل الدفاع عن مبادئه و مصالحه بنفس الشکل الذی أثبت به رغبته فی السلامة و الصلح و التعایش مع أخوته المسلمین و مع کل أبناء البشر. هاتان الحالتان متوازیتان.

و أضیف بأننا ندعم التحرک الدبلوماسی للحکومة. إلى جانب الاستعدادات الشاملة للشعب الإیرانی – سواء من الناحیة الاقتصادیة، أو من الناحیة الأمنیة الداخلیة، أو من حیث متانة البنیة الداخلیة للنظام الإسلامی، أو من حیث الوحدة الوطنیة، أو من الناحیة العسکریة – فإننا نهتم للمساعی و التحرکات الدبلوماسیة سواء فی هذه الزیارة الأخیرة أو فی غیرها، و ندعم ما تقوم به حکومتنا و الجهود الدبلوماسیة و الحراک على هذا الصعید. طبعاً بعض ما حدث فی زیارة نیویورک لم یکن فی محله حسب رأینا، إلّا أننا متفائلون بالهیئة الدبلوماسیة لشعبنا العزیز و الحکومة الخدومة فی إیران، و نحن طبعاً نحمل نظرة سلبیة تجاه الأمریکان و لا نثق بهم أبداً. إننا نعتبر حکومة الولایات المتحدة الأمریکیة حکومة لا یمکن الثقة بها، و هی حکومة ترى نفسها فوق الآخرین، و غیر منطقیة، و ناکثة لعهودها، و هی إلى ذلک حکومة محبوسة بشدة فی قبضة تصرف و اقتدار الشبکة الصهیونیة الدولیة – و من أجل مراعاة مطالیب و إرادات و المصالح غیر المشروعة للشبکة الصهیونیة الدولیة یضطرون لمماشاة الکیان الزائف الغاصب المحتل لفلسطین، و إبداء اللین معه، و یسمّون ذلک مصالح أمریکا، و الحال أن المصالح الوطنیة الأمریکیة تتعارض تماماً مع ما یقوم به هؤلاء راهناً من دعم لذلک الکیان المصطنع، فحکومة الولایات المتحدة الأمریکیة تبتز العالم کله و تخضع لابتزاز الکیان الصهیونی الزائف، و هذه حقیقة نشاهدها و نلمسها بوضوح – و نحن لا نثق بالحکومة الأمریکیة لکننا نثق بمسؤولینا و نتفاءل بهم و نطلب منهم قطع الخطوات الصحیحة بدقة و بملاحظة کل الجوانب، و أن لا ینسوا المصالح الوطنیة حتى للحظة واحدة.

المهم بالنسبة لنظام الجمهوریة الإسلامیة هو متانة البنیة الداخلیة لهذا النظام، و رصانة بنیة الشعب الإیرانی، و هذا هو الشیء الذی استطاع منذ الیوم الأول و إلى الآن صیانة هذا البلد و حفظه.. الاتحاد الوطنی، و الاهتمام بالمبادئ السامیة لنظام الجمهوریة الإسلامیة، و الاهتمام للعزة الوطنیة. الشعب الإیرانی شعب عزیز، و قد أعادت الثورة العزة لهذا الشعب. لقد ولّى الزمن الذی کان یتجرّأ فیه عریف أمریکی على صفع عقید إیرانی. لقد ولّى الزمن الذی کان فیه مدراء بلدنا العزیز مضطرین لملاحظة الأعداء الجشعین الطمّاعین. لقد أعزّت الجمهوریة الإسلامیة شعب إیران، و هذه العزة باقیة، و هی تزداد یوماً بعد آخر، و بعد الآن أیضاً من واجب کل واحد من المسؤولین و جمیع أبناء الشعب الإیرانی صیانة هذه العزة و الدفاع عنها. الشعب یبقى شامخاً و یمکنه أن یتقدم بهویته الأصلیة و بعزته.

و دور القوات المسلحة فی هذه الغمرة هو أن یحافظوا على جاهزیتهم و على روحیتهم فی الدفاع عن المبادئ و عن الشعب الذی منحهم ثقته و اعتمد علیهم. لیعتبر الجیش و الحرس و التعبئة و قوات الشرطة و کل الذین على صلة بالقوات المسلحة من واجبهم أن یکونوا سوراً قویاً منیعاً بوجه مؤامرات الأعداء و شرورهم ضد شعب إیران. و هذا بحاجة إلى الجاهزیة و الاستعداد. إنکم شباب و مفعمون بالطاقة و تتمتعون بنقاء القلوب، و تستطیعون إعداد أنفسکم لمستقبل البلاد، و سیکون الله تعالى فی عونکم. أسأل الله تعالى علوّ الدرجات للشهداء الأعزاء و علوّ الدرجات للإمام الخمینی الجلیل، و التوفیق لکم أیها الشباب الأعزاء فی فترة خدمتکم و فی کل أطوار حیاتکم.

و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.

المصدر: http://arabic.khamenei.ir

رایکم
الأکثر قراءة