تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

مخیمات النازحین السوریین، استغلال وذلّ وتسلّط

سمر (إسم مستعار، 33 سنة) التی لجأت إلینا لفضح ما یجری فی المخیم، والتی تعرّضت للضرب من قبل والدة صاحب المخیم، تروی تفاصیل عدة استطعنا التأکد منها عند نزولنا إلى المخیم.
رمز الخبر: ۶۰۲۲۶
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۲:۰۳ - 01October 2014

مخیمات النازحین السوریین، استغلال وذلّ وتسلّط

نادین جونی

ثغراتٌ کثیرة تقوم بها الجمعیات والمنظمات المعنیة بملف النازحین السوریین فی لبنان. وهذه الثغرات لا تترتّب نتائجها إلا على اللاجئین أنفسهم الذین یعانون من الکثیر من الظروف الصعبة التی أجبروا قصراً على العیش بها. فی حین من المفترض أن تکون هذه المؤسسات المساعد الأول لهم. فی أحد المخیمات فی منطقة إقلیم الخروب فی شوف لبنان، معاناةٌ أخرى یرویها النازحون الذین یعانون من تقصیر هذه المنظمات وعلى رأسها المفوضیة العلیا لشؤون اللاجئین السوریین للأمم المتحدة، التی ألغت الکثیر من المساعدات لهم وللکثیرین منهم دون مبرر، معتبرین أنّ قرار إلغاء المساعدات عن بعض العائلات ظلم الکثیر منهم، من الذین کانوا یعتمدون على هذه المساعدات الغذائیة.

فی هذا المخیم المسؤول عنه رجل لبنانی، والذی تدفع له الأمم المتحدة بدل إستثمارٍ للأرض لإقامة المخیم، یتعرض قاطنوه لأبشع أنواع الإستغلال والعنف النفسی والجسدی حتى من قبل هذا الرجل ووالدته. وبعدما قامت "سلاب نیوز" من التحقّق مما یجری فی المخیم ولقاء عددٍ کثیر من الناس القاطنین هناک، بدا واضحاً الذلّ المتعمد الذی یمارسه صاحب المخیم علیهم.

سمر (إسم مستعار، 33 سنة) التی لجأت إلینا لفضح ما یجری فی المخیم، والتی تعرّضت للضرب من قبل والدة صاحب المخیم، تروی تفاصیل عدة استطعنا التأکد منها عند نزولنا إلى المخیم، وفی التفاصیل أنّ سمر هی إمرأة مطلقة وأم لأربعة أولاد وتعمل متطوعة فی إحدى المنظمات، تحسّس منها صاحب المخیم وبدأ الضغط علیها، فبرأیه لا یمکن لأی سوری أن یحاول الخروج من المخیم ومن کنفه ومن تسلّطه علیهم. فبدأ مضایقتها وتشویه سمعتها بین النازحین الآخرین، وإطلاق أبشع الصفات علیها ضارباً على وتر العادات والتقالید السوریة التی تمنع بالغالب المرأة من العمل وتهتم لمسائل الشرف والسمعة. وعندما واجهته بما یقول تعرّضت لها والدته بالضرب لأنها "فلتانة" على حدّ قولها، وقامت بطردها من المخیم وتهددها بالیوم بمنع المعونات عنها.

إشتکى النازحون من المعاملة السیئة التی یمارسها هذا الرجل علیهم، فهو یتحکم بالمساعدات وهناک روایات کثیرة تروى عن تکدیس مساعدات کثیرة تقدم لهم فی غرفة داخل المخیم، ومن ثمّ نقل هذه المساعدات عبر سیارة خاصة لجهةٍ غیر معروفة مرة فی الأسبوع. ومن ناحیةٍ أخرى یقوم هو بتحدید من سیحصل على المساعدة، فهناک منظمة تقوم باعطائه قسائم شرائیة لمواد غذائیة یقوم هو بکتابة الاسم الذی یرغب بأن یمنّ علیه بإعطائه القسیمة. وفی التفاصیل أنّ رجلًا ستینیًا إعترض یوماً ما على هذا الاسلوب، فهذه القسائم هی من حقّ الجمیع ویجب أن یحصل علیها کل الساکنین فی المخیم وبالتساوی، ولکن صاحب المخیم لا یرضى بالإحتجاج وکان رده: "إنت هون محکوم لإلی بقلک علّی راسک بتعلّی، بقلک وطّی راسک بتوطّی".

کما وصلت معه أسالیب الاستغلال إلى إعطاء المساعدات للنازحین أمام الجهة المانحة أحیاناً وأخذها من جدید عندما یغادرون. فقد سمعت إمرأة ثریة من إحدى الدول الخلیجیة بالمخیم، وجاءت محملةً بکل احتیاجات الشتاء من أغطیة ومدافئ وملبوسات للأطفال، وقد طلبت أن تشرف على عملیات التوزیع لتتأکد من أنّ الجمیع حصل علیها، وعندما کان لها ما ترید وغادرت قام صاحب المخیم بإستدعاء جمیع النازحین وطلب منهم إعطاءه المساعدات التی أخذوها وأنهم لیسوا بحاجة إلیها، وکونهم لا یملکون حقّ الاعتراض سلّموه کلّ ما حصلوا علیه وقام بإخرج المساعادت إلى خارج المخیم بحجة أنه سیعطیها لنازحین آخرین هم أکثر حاجةً.

هذا المخیم الذی تقطنه خمسة وثلاثون عائلة محتاجة لم تجد لها أیّ مأوى فی لبنان، استدعتهم الحاجة للقبول بما یملیه علیهم حکم هذا الرجل الذی بدا واضحاً أنه لا یمتلک أیّ حسٍ بالإنسانیة اتجاههم، والذی من المفترض أنه أقام هذا المخیم لمساعدتهم للعیش حیاةً تلیق بأیّ إنسان، فلم یجد فیه إلا العنصریة والمعاملة الدنیا والإستغلال لهم ولکل ما یجب أن یحصلوا علیه.

المصدر: موقع سلاب نیوز 

رایکم
الأکثر قراءة