تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

واجب المسلمین تحریر مکة قبل القدس

والیوم، وبفضل الإعلام وثورة المعلومات، تکتشف الشعوب العربیة أن السعودیة ومشیخات الخلیج باستثناء سلطنة عمان، تآمروا على فلسطین ومولوا سیناریوهات القتل والخراب التی اقترحتها علیهم “إسرائیل” فی غزة، کی لا یبقى للمقاومة من وجود، کما مولوا عام 2006 عدوان الکیان الصهیونی على حزب الله.
رمز الخبر: ۶۰۳۶۷
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۷:۲۷ - 05October 2014

واجب المسلمین تحریر مکة قبل القدس


أحمد الشرقاوی

تمهیــد:أیها السوریون.. حجکم مبرور، وسعیکم مشکور، والله لن یضیع أجرکم وتضحیاتکم من أجل أمتکم.. لأن الأمة الیوم تنهض کالعنقاء من رماد نار الحرب فی الشام، لتکون على موعد مع قدرها الذی إختاره الله لها، والذی نبأنا تعالى ورسوله ببعض من تجلیاته الجمیلة التی بدأت الیوم ترتسم فی الأفق.. ولکن؟..

هذا لیس موضوعا تیولوجیا، بل مجرد محاولة لتفکیک بعض الألغام المفاهیمیة التی زرعتها الوهابیة فی عقیدة المسلمین، بعد أن نجحت فی تغییب کل المذاهب، وحولت الفکر الوهابی إلى نسخة مشوهة إلى أقصى الحدود عن الدین النقی الذی ارتضاه الله لعباده، وحولت بیته الحرام إلى ملک خاص بآل سعود، وساحة لإستثمارات أمرائهم فی “السیاحة الدینیة”، بعد أن طمسوا تاریخ الأمة، ودمروا مقدساتها، وحولوا بیت الرسول الأعظم (ص) إلى مرحاض عام یتبول فیه الناس.

فی التاریخ الإسلامی وطبقا لشهادات القرآن، کل الحروب التی خاضها الرسول الأعظم (ص) زمن الرسالة کانت دفاعا عن العقیدة، ما جعلها تندرج فی إطار الحروب الدینیة بامتیاز، لأن الرسول، لم یکن یخوض غزوات وفتوحات من أجل أهداف سیاسیة توسعیة بدعوى أن الله بعثه بالرحمة والسیف، وأمره أن یقاتل الناس حتى یکونوا مسلمین، کما یروج لذلک الفکر التکفیری الظلامی إستنادا إلى أحدایث منسوبة للنبی محمد (ص)، لکنها وبغض النظر عن السند، تتعارض جملة وتفصیلا مع ورد فی القرآن من مضمون، وهذا هو أساس المراجعة لا “علم الرجال” الذی لیس له من العلم إلا التسمیة.

هذا هراء وافتراء على الله ودینه ورسوله، لأنه لا إکراه فی الدین، ولأن صاحب الأمر یقول بصریح العبارة، أن من شاء فلیأمن ومن شاء فلیکفر إن الله غنی عن العالمین، والدعوة الحق کما أمرنا بها الحق تکون بالکلمة الطیبة لا بالسیف، والجهاد یکون بالعقل استنادا إلى حقائق القرآن لقوله تعالى (وجاهدهم به جهادا کبیرا)، لا بالغزوات التوسعیة التی کان المحفز الأساس لها هو “الغنیمة” وفق ما تؤکد حقائق التاریخ.

الحروب الصلیبیة التی شنتها أوروبا المسیحیة بتحریض من الکنیسة الکاثولیکیة بدعوى إقامة مملکة الله فی ‘أور شلیم’ أو “مدینة السلام” کما سموها زورا وبهتانا، فی حین أن ‘أور’ بالآرامیة تعنی المدینة، و’شلیم’ تعنی سلیم ولیس السلام، أیوهو إسم لملک عربی بنى مدینة القدس القدیمة حول المسجد الأقصى سنة 520 قبل المیلاد. ولا یذکر التاریخ من بنى المسجد الأقصى بالتحدید ولا متى، لکن القرآن یؤکد أنه کان قائما زمن صاحب العهد خلیل الله إبراهیم، وأنه کان قبلة للمؤمنین کافة. وکان حرف السین “س” ینطق شینا “ش” بالأرامیة، أی (مدینة سلیم)، و”اللغة” العبریة کما هو معروف لدى علماء اللسانیات هی عبارة عن لهجة أخذت عن اللغة الکنعانیة الأم التی کانت متداولة فی الشام (فلسطین)..

وبالتالی، فهذا النوع من الحروب کانت دینیة بامتیاز لأنها شنت تحت شعار الصلیب بالنظر للکنیسة التی تقف وراءها والأهداف التی کانت تتوخى تحقیقها.. کما أن الحروب الدینیة التی دامت لـ 131 سنة فی أوروبا بین الکاثولیک والبروتیستانت بتحریض من الکنیسة الرومانیة، کانت بدورها حروبا دینیة.. أما بعد ذلک وإلى یومنا هذا، کل الحروب التی عرفها العالم لا علاقة لها بالدین، بل بالسیاسة وإن کانت بعضها حاول تلبیسها لبوس الدین. وهذا هو الفرق بین الحرب الدینیة المقدسة والحرب السیاسیة العدوانیة.

أما الحروب التی تخوضها الجماعات الإرهابیة الوهابیة الیوم وترفع لتبریرها شعار “لا إله إلا الله” وخاتم الرسول (ص) على علم أسود، فلا علاقة لها بالله ودینه، بل هی حروب سیاسیة استعماریة، یوظف فیها الإرهاب التکفیری الوهابی کأداة تنفیذیة بمال الزیت من أجل تحقیق أهداف توسعیة بحثة.. ولأن السعودیة قبیلة جبانة لا تستطیع مواجهة أعدائها بشجاعة، فقد اختارت أن تشن علیهم حروبا بالوکالة بتخطیط من أمریکا وإسرائیل، لدرجة أصبح الحدیث عن الإرهاب مرتبط بشکل عضوی بآل سعود ومال النفط، ما یعنی، أن القضاء على الإرهاب لا یمکن أن یتم إلا إذا تم القضاء على نظام ‘آل سعود’ الیهود وتحریر مقدسات المسلمین، أو الإنتظار إلى أن یجف النفط لتجف منابع الإرهاب، لأن حبل الورید واحد.

قطر، هذا الکیان الذی لا یجد علم الإجتماع السیاسی الحدیث وصفا دقیقا لتحدید طبیعته، فهمت اللعبة، وأدرک حکامها أن السر لا یکمن فی حجم الدولة وعدد سکانها، بل فی ذکائها وقدرتها على فرض نفسها کلاعب إقلیمی لا یستغنى عن دوره.. لدرجة تحولت معها إلى شوکة فی حلق السعودیة، تتآمر علیها وعلى مجلسها الخلیجی بمعیة ترکیا بغطاء أمریکی، خدمة لمشروع عودة الخلافة العثمانیة من بوابة سوریة، الجسر الضروری للمرور إلى العالم العربی، ومفتاح موسکو، والحلقة الصلبة لمحور المقاومة.

ومعلوم أن سر قوة وإستمرار أی نظام لا یکمن فی مساحة الحریة والدیمقراطیة ومقدار العدالة الإجتماعیة التی یوفرها لشعبه، بل فی رابوع: الجیش الذی یحمی النظام من ثورة العباد بدل حمایة حدود البلاد.. والمخابرات التی تحصی أنفاس الرعیة، وتصفی المعارضة بفرق الموت، وتغیب المخالفین وراء الشمس.. والإعلام الذی یرشی الحاکم من خلاله الشعب بخطب عصماء ویجند له جیشا من التقنیین والمثقفین والإعلامیین والکتاب المتخصصین لتزویر وعی الناس حتى یروا الباطل حقا والحق باطلا.. والمؤسسة الدینیة التی یقوم دورها على تخریب فطرة الناس وإفساد عقیدتهم، وتحویلهم إلى کائنات مسحورة تسبح بحمد الإقطاع ویشکر الله على نعمته (إلا من رحم الله حتى لا نعمم).

وبالنسبة لما رسخ فی وعی الأمة من عقیدة ثابتة تعتبر تحریر القدس الشریف واجبا دینیا وأخلاقیا وإنسانیا لا قضیة سیاسیة کما یحاول الغرب والعربان التسویق لها، للتخلص منها وحصرها فی مجال المفاوضات بین الفلسطینیین أنفسهم و”إسرائیل”.. هذا افتراء وتزویر وتضلیل سببه عجز الحکام العرب وعلى رأسهم السعودیة التی تدعی أنها تحمی الإسلام والمسلمین عن تحریر فلسطین، فحولوها إلى مسألة سیاسیة “عربیة” لا علاقة لها بالدین، وأنکروا على إیران رفعها لرایة تحریر القدس وفلسطین، واتهموها باستغلال القضیة لبسط نفوذها فی المنطقة، وحرضوا علیها الغرب وتحالفوا مع “إسرائیل” لمحاربتها بعد أن حولوها إلى عدو.. وفی عهد الشاه، کانت إیران هی سیدة المنطقة وشرطی الغرب فی الشرق الأوسط، وکانت السعودیة تتودد لطهران وتعتبرها دولة صدیقة وحلیفة.

والیوم، وبفضل الإعلام وثورة المعلومات، تکتشف الشعوب العربیة أن السعودیة ومشیخات الخلیج باستثناء سلطنة عمان، تآمروا على فلسطین ومولوا سیناریوهات القتل والخراب التی اقترحتها علیهم “إسرائیل” فی غزة، کی لا یبقى للمقاومة من وجود، کما مولوا عام 2006 عدوان الکیان الصهیونی على حزب الله، وکانوا ینتظرون أن یسحق الحزب “الشیعی” ویتم إجتثاته من جنوب لبنان.. لکنهم فشلوا، لأنهم کل ما أشعلوا حربا ضد المؤمنین إلا وأخمدها الله، ونصر رجاله وهزم أعدائه وشرکائهم النواصب، وفی هذا عبرة لمن یعتبر، لخصها سماحة السید فی خطابه الأخیر بالقول: “لله رجال إذا أرادوا أراد”.

ولأن الرئیس ‘حافظ الأسد’ عاش ومات مثل الزعیم ‘جمال عبد الناصر’ (رحمهم الله) من أجل فلسطین، وفی الوقت الذی خان ‘السادات’ حلم ‘ناصر’ وأمل الأمة، وحمل ‘بشار’ الأمانة وأصر على الإستمرار فی مسیرة والده، ورفض استلام الجولان ومعه 100 ملیار دولار مقابل التخلی عن تحریر فلسطین، مفضلا الممانعة ودعم حرکات المقاومة الشریفة إلى أن یبدل الله ظروفا غیر الظروف وشروطا غیر الشروط ویأذن بنصره، بعد أن لم یعد نظام عربی واحد یهتم بتحریر فلسطین.. فأعلنت أمریکا وإسرائیل الحرب على سوریة نظاما وجیشا وشعبا وتاریخا وحضارة وقیم، وحمل نظام آل سعود بالوکالة عن أسیادهم الصهاینة خنجر الغدر لطعن دمشق، قلب العروبة النابض ومسرح وعد السماء بقرب قدوم یوم الله الذی سیکون بمثابة القیامة التی تسبق یوم الدین.

وکون “إسرائیل” التی هی کیان فاشی عنصری یقوم على ثنائیة القومیة الصهیونیة والدیانة الیهودیة المحرفة، تماما کما هو حال السعودیة التی تقوم على ثنائیة القومیة القبلیة التی ینتمی إلیها صعالیک نجد الیهود تحت مسمى آل سعود، والإدیولوجیة الوهابیة التی وضعها الإنجلیز لمحمد بن عبد الوهاب، فجاءت بمثابة نسخة مرکبة لعقیدة فاسدة من تعالیم التلمود وأفکار ابن حنبل المتطرفة وابن تیمیة التکفیریة.. أقول، کون “إسرائیل” تمنع المؤمنین من أتباع محمد وعیسى علیهم السلام من ولوج أماکنهم المقدسة لممارسة شعائرهم الدینیة، فهذه عنصریة بغیضة ومرفوضة، لأنها تعلن الحرب على الله من خلال منع عباده من إقامة الدین الذی ارتضى لهم، وفی العقیدة الإسلامیة النقیة، من یقوم بأمر کهذا یعد کافرا ویحارب بحد السیف وتکون الحرب دینیة بحتة.. والکفر فی التعریف القرآنی هو “الستر”، أی ستر الحقیقة الإلهیة بمحاولة إنکارها، ما یعد إعتداءا سافرا على حریة العقیدة الذی تدینه شرائع السماء وقوانین الأرض.

السعودیة بدورها لا تختلف عن “إسرائیل” فی هذا المجال، وتقیم حصارا أمنیا على مساجد “الشیعة” فی الخبر وغیرها، وتمنع المصلین أحیانا من إقامة الصلاة بها، وهی بذلک، تحول المساجد من بیوت لله إلى بیوت تابعة لها، بدعاوى واهیة، لأن مشکلة السعودیة فی المنطقة الشرقیة الشیعیة الجعفریة، وفی نجران (الیمنیة المحتلة) مع الطائفة الإسماعلیة، تکمن فی أنها لا تستطیع إثبات أن “الشیعة” یقومون بالتحضیر لأنشطة إرهابیة، لأن الإرهاب مارکة مسجلة باسم الوهابیة فی العالم أجمع، إلا إذا کان الإحتجاج السلمی من أجل مطالب إقتصادیة وإجتماعیة مشروعة یعد عملا إرهابیا فی التعریف السیاسی السعودی.

لکن.. أن تمنع السعودیة المؤمنین السوریین من أداء فریضة الحج التی هی من مناسک الله التی فرضها على عباده، لزیارة بیته لا بیت جد آل سعود، فهذا منکر ما بعده منکر، کان یقتضی من العلماء الذین یدعون أنهم یخدمون الإسلام، ومن الحکام الذین یقولون لشعوبهم أنهم مؤتمنون على دینهم، أن تثور ثائرتهم نصرة للدین الذی ارتضاه الله لهم، وأن یقفوا فی وجه هذا الطاغوت الخبیث المسمى “السعودیة”، لإقدامها على توظیف ما هو لله فی أمر سیاسی یخدم حقدها وجهلها ومصالح أسیادها فی الغرب و”إسرائیل”.

نقول هذا ونحن فی العشر الأوائل من ذی الحجة، وبعد أیام قلیلة ستحل وقفة عرفة، و(الحج عرفة) کما یقول الرسول الأعظم (ص) لرمزیة وجلال الحدث الذی یقف فیه المؤمنون من کافة أصقاع الأرض على قلب رجل واحد فی کنف الله. وعرفة کما عرفه الله هو “شاهد” والقیامة هو الیوم “المشهود” لقوله تعالى (وشاهد ومشهود). وبالتالی، فماذا سیکون موقف آل سعود والحکام العرب وفقهاء الناتو ودعاة النکاح والرذیلة وکل المتاجرین بالدین یوم القیامة، عندما یشهد عرفة أمام الله بنفاق المسلمین الذین لم یستنکروا هذا المنکر ولم یحاربوه بالوسائل التی بینها تعالى فی هذا الباب، من الید إلى اللسان إلى القلب وذلک أضعف الإیمان؟..

ألا تستحق مثل هذه الجریمة وقفة صادقة مع الله والذات، وإعلان براءة من آل سعود یوم الحج الأعظم (عرفة)، والدعاء علیهم لیخلص الله المسلمین من شرهم وجهلهم وفسادهم الذی تزول من هوله الجبال؟..

نقول هذا لأن الأمر تجاوز المدى، حین أصبح الدم العربی الطاهر فی سوریة والعراق ولبنان وغیرها، أقل قیمة من ماء الصرف الصحی الذی یجری فی المجاریر، وأصبحت حیاة المسلم لا تساوی حیاة بعوضة، قتلها لا یهز ضمیر ولا یستوجب إستنکار.. بل فقط بعض التبریر الدینی لتحلیل الذبح، لا غیر. والله تعالى یقول أن من قتل نفسا بغیر حق فکأنما قتل الناس جمیعا، ویؤکد الرسول الأعظم (ص) فی الأثر أن حیاة الإنسان أقدس عند الله من البیت الحرام.. فأین یذهب آل سعود الیهود من الجرائم التی ارتکبوها فی حق شعوب الأمة العربیة والإسلامیة من فلسطین سنة 48 إلى سوریة الیوم؟..

السوریون والسوریات الذین عزموا أمرهم وشدوا رحالهم وتوکلوا على الله إستعدادا لتلبیة النداء بزیارة بیت الله الحرام ولم یستطیعوا لأسباب سیاسیة لا علاقة لها بالدین، قد فازوا من دون أن یزوروا، وکتب الله لهم حجا مبرورا وسعیا مشکورا من دون أن یحجوا أو یسعوا.. لأن عماد هذا الدین والرکیزة الأساس التی یقوم علیها هی “النیة”، والنیة أفضل من العمل من حیث الثواب، ولکل امرىء ما نوى.. وهذا أمر لا یحتاج لفتوى من فقیه جاهل، لأن الله بینه بوضوح فی محکم کتابه، لمن أراد أن یتعلم فی مدرسة القرآن لا مدرسة الوهابیة.

قد یحتاج الأمر لکتابة عشرات الصفحات لإیفاء هذا الموضوع بعضا مما یستحق من معالجة، لکن، کون النظام السعودی الإرهابی الذی یدعی زورا وبهتانا الدفاع عن الإسلام والمسلمین وصون مقدساتهم، قام مرة أخرى بالتحالف مع غیر المسلمین بتنفیذ أجندات صهیونیة خبیثة فی العراق وسوریة ولبنان، وتآمر قدیما على العروبة وحارب ‘جمال عبد الناصر’ حتى قتل مسموما، وتآمر مع “إسرائیل” عدوة الله والدین والإنسانیة للقضاء على المقاومة الإسلامیة الشریفة فی فلسطین وجنوب لبنان، ونشر الفساد والفوضى بالإرهاب فی هلال الممانعة والمقاومة، وقمع الأقلیات فی شبه الجزیرة العربیة، وساهم فی تهجیر المسیحیین من المنطقة، وصنفته المنظمات الدولیة بأنه من بین الأنظمة السبعة فی العالم الأکثر إضطهادا للمسیحیین، ولا یقبل بأیة ممارسة دینیة غیر التی تتوافق مع الشریعة الوهابیة على سنة الیهود…

ولأن هذا النظام الفاسد المفسد أصبح العدو الأول للمسلمین لما ألحقه بدینهم من خراب، وسمعتهم من سوء لن یکون بإستطاعتهم إصلاحها لعشرات السنین.. وتجاوز کل الحدود بتطاوله على منع المؤمنین السوریین من أداء شعیرة من شعائر الله المقدسة.. وهو أمر یمثل قمة التعدی والجرأة على الله ومخالفة واضحة وصریحة لأمره وشرعه.

وحیث أن المأثور یعتبر أن من منع مؤمنا، فأحرى ثلة من شعب، فی أداء فرض من فرائض الشرع فقد سعى فی خراب الدین وأصبح من المعتدین الظالمین. وبالتالی، محاربته واجبة حتى یکون الدین لله وحده دون سواه، ولهم فی “الدنیا الذل والهوان والقتل والسبی على منعهم عباد الله إقامة شعائره، ولهم على إجرامهم هذا، وکفرهم بربهم ومحاربتهم لدینه وعباده، وسعیهم فی الأرض فسادا عذاب جهنم، وهو العذاب العظیم، کما قال کبار العلماء ومنهم الطبری على سبیل المثال لا الحصر.

وحیث أم الأمر وصل إلى نقطة اللاعودة، فلا واجب للمسلمین الیوم وفق نظریة “فقه الواقع” غیر محاربة هذا الشر لإقتلاع قرن الشیطان من شبه الجزیرة العربیة، لتعود عربیة وإسلامیة کما أرادها الله أن تکون، قبلة للمسلمین، وجامعة للإمة حول حبل الله المتین.

وهذا هو معنى القتال الحق کما عرفه تعالى فی قرآنه، والذی یعتبر الدفاع عن حریة العقیدة تأتی على رأس الأولویات، لأنه لا یمکن أن تقوم لأمة محمد قیامة من دون حریة وأخلاق، حتى لا تطغى المنفعة على الحق فیضیع الإنسان الذی هو جوهرة هذا الکون.

المصدر: باناروما الشرق الأوسط

رایکم
الأکثر قراءة