تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

فدائیات الـYPG ینحرن داعش فی "کوبانی" .. والجیش یحفر قبور "الریف"

بعد قیام إحدى مقاتلات الـ YPG YPJ، بتفجیر نفسها وسط تجمع لعناصر التنظیم بعد اقتحامهم أحد محاور القتال "الجنوبیة" للمدینة والاشتابک وجهاً لوجه مع عناصر الحمایة الکردیة، مما أدى لمقتل مایقارب الـ30 داعشی، لینفذ عناصر التنظیم بعدها انسحاباً إلى خارج "کوبانی".
رمز الخبر: ۶۰۳۸۹
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۴:۱۴ - 06October 2014

فدائیات الـYPG ینحرن داعش فی

على مایبدو أن التطورات المیدانیة فی سوریا دخلت مرحلة جدیدة بعد تعدد جبهات القتال فیها، وتوسیعها من قبل وحدات الجیش العربی السوری من جهة، ومن قبل المیلشیات المسلّحة بشقیها "النصرة – داعش" من جهة أخرى. فبالوقت التی کانت العیون السوریة تترقب سیر الحرکة العسکریة على الجبهة الدمشقیة واقتراب وحدات الجیش العربی السوری لإنهاء التواجد المسلّح فی محیطها، تحدیداً على جبهة دوما أکبر وأبرز معاقل میلیشیا "لواء الإسلام" بعد فرض سیطرتها على "العدراوات الثلاث" ومن ثم الاقتراب أکثر فأکثر من المعقل الدومانی من خلال السیطرة على "تل الصوان" وأجزاء من "تل کردی"، نقل الجیش العربی السوری جبهته بصورة مفاجأة إلى ریف اللاذقیة بالتزامن مع سیطرة استراتیجیة على مدینة حندرات الاستراتیجی فی الریف الحلبی وتطویق مخیمها والبدء بعملیة عسکریة لتحریره من عصابات الإرهاب التی تسیطر علیه لأکثر من عام تقریباً، وصولاً إلى سیطرته أمس "أی الجیش السوری" على منطقة "الجبیلات" المحاذیة لسجن حلب المرکزی والتی تعتبر بوابة السیطرة الکاملة على محیط مدینة حلب.
إذا،ً خارطة العملیات عملیات الجیش السوری العسکریة توسّعت بصورة متناثرة ومفاجأة، قلبت بعض الموازین على الأرض، لکن أیضاً کان للمیلیشیات حرکة "اعتبروها مفاجأة" للجیش السوری عندما حاولوا اقتحام مبنى المخابرات الجویة وهی فی العلم العسکری تعتبر نقلة نوعیة فی العمل العسکری، عندما تلجأ المیلیشیات للانتحار بشن هجوم على مقر أمنی "مهم" بحجم مبنى المخابرات الجویة فی حرستا، صحیح أن هذه الهجمة لم تؤت أهدافها وکانت انتحاراً کبیراً إلا أنها رسالة واضحة مفادها "أننا کلّما ضاق حصارنا .. سننتحر بکم"، وهی تکون عادة عبر انغماسیین تستخدمهم العصابات المتشددة کلما ضاق حصارها على جبهة معینة کما حصل فی جوبر سابقاً والدخانیة ومن ثم الزاهرة القدیمة وصولاً إلى حرستا، التی وحسب مصدر لعربی برس من المدینة، أن "جیش الأمة وجبهة النصرة" اشترکا فی الهجوم على مبنى "الجویة" وأن خسائؤهم تعدّت الـ60 قتیل معظمهم بقی بین یدی عناصر الحمایة، إضافة إلى عشرات الأسرى منهم بعض الجرحى، حیث وقعوا فی الأسر بعد نجاح الکمین المعد سلفاً من قبل وحدات الحمایة فی حرستا.
لاشک أن سقوط منطقة الدخانیة فی الریف الجنوبی لدمشق یعتبر ضربة موجعة تلقتها المجموعات المسلحة "جیش الأمة وجیش الإسلام"، خاصة وأن "ثمن الانسحاب" من المنطقة کان مکلف کثیراً، عندما أجبرتهم القوة المهاجمة من الجیش السوری على الخروج من "الطریق المرصود" من جهة عین ترما، لتتکفل المدفعیة وسلاح الصواریخ بضرب الهاربین وإیقاع عشرات القتلى هناک. سقوط هذه المنطقة أی "الدخانیة" یعنی أن مسلحی "جیش الأمة وجیش الإسلام" المتقاتلین على "السلطة فی ریف دمشق" حالیاً، قد بدؤوا بسحب مابقی لهم من عناصر فی جوبر وعین ترما باتجاه دوما وجرستا، اللتین باتتا الحصن الأخیر لمیلیشیات ریف دمشق، ولتتفرغ الدولة السوریة فی حال تم السقوط لاستکمال عملیاتها فی أقصى الجنوب أی فی "الحجر الأسود ومخیم الیرموک" معقل داعش والنصرة الأخیرین، وبالتالی یصبح الطریق باتجاه "درعا وریفها" مفتوحاً بشکل کامل، وبحسب توصیف أحد المصادر العسکریة فی المنطقة لعربی برس، أن "جبهة درعا لاقلق منها مادام الجیش السوری یحافظ على ثباته فی مفاصلها الرئیسیة، وبالتالی ستکون العملیة العسکریة هناک أسرع من المتوقع قریباً ..".
على صعید متصل، دخلت الاشتباکات على جبهة "عین العرب" الکردیة منحا جدید قد لایکون سهلاً کما یتوقع عناصر داعش الذین حاصروا المدینة من جهاتها الأربعة، بعد قیام إحدى مقاتلات الـ  YPG YPJ، بتفجیر نفسها وسط تجمع لعناصر التنظیم بعد اقتحامهم أحد محاور القتال "الجنوبیة" للمدینة والاشتابک وجهاً لوجه مع عناصر الحمایة الکردیة، مما أدى لمقتل مایقارب الـ30 داعشی، لینفذ عناصر التنظیم بعدها انسحاباً إلى خارج "کوبانی". الجدیر بالذکر أیضاً أن إحدى المقاتلات الکردیات قامت أول أمس بالانتحار بعد محاصرة عناصر داعش لها فی أطراف "کوبانی – عین عرب"، حیث قامت بإطلاق رصاصة فی رأسها بعد نفاذ ذخیرتها، کی لاتقع أسیرةً بین یدی "وحوش" التنظیم، خاصة وأن مصیر من یقع بیدی هؤلاء القتلى بات معروفاً، فکیف لو کانت أنثى ..؟؟.
یشار إلى أن عناصر التنظیم وحتى هذه اللحظة لم یستطیعوا تحقیق تقدّم حقیقی فی عین العرب بسبب الدفاع الشرس لوحدات الحمایة الکردیة فیها، بالرغم من تسجیل إخلاء بعض "المرابض" لوحدات الحمایة بسبب ترکیز داعش ناریاً علیها إلا أن الانسحاب لم یؤثر سلباً على وضع المدینة المهدد، وکان الناطق باسم وحدات حمایة الشعب الکردیة «ریدور خلیل» أکد لـ عربی برس فی وقت سابق أن مقاتلی عین العرب انتهوا من التجهیز لـ"حرب العصابات" ضد عناصر التنظیم داخل المدینة، وأنهم سیخوضوها مع التنظیم حتى آخر مقاتل کردی فی المدینة، وهذا دلیل أن وحدات الحمایة قد یلجؤون فی أی لحظة لسحب عناصر داعش إلى داخل المدینة وإیقاعهم فی مکامن مسبقة الصنع تساهم فی إیقاف "تدفق" عناصر التنظیم باتجاه المدینة وتعطی الوقت لطیران التحالف للتذکر بأن المدینة إن سقطت بین یدی التنظیم الإرهابی، قد تشهد البشریة مجزرة لم تحصل فی التاریخ.
إذاً، هناک متغیرات جدیدة تنتظر الأزمة السوریة على الصعید المیدانی قد نشهد دلالاتها خلال أیام قلیلة، تبدأ مع سقوط جوبر واکتمال الطوق الدومانی، تزامناً مع حرکة مشترکة على الجبهة الجنوبیة من قبل "إسرئیل وجبهة النصرة" فی درعا والقنیطرة، خاصة بعد "السیطرة المؤقتة" للنصرة على تل الحارة الاستراتیجی، الذی تعمل وحدات الجیش السوری الىن على استعادته بعد معارک ضاریة استقدمت النصرة خلالها أکثر من ألفی مقاتل من 80 تنظیم، أدت لانسحاب وحدات الجیش المرابطة علیه إلى الخطوط الخلفیة فقط، لذا لاتعتبر السیطرة من قبل المیلیشیات على التل کاملة، لذا نعتقد أن الجبهة الجنوبیة قد تشهد تحولات مفاجأة لصالح الجیش السوری خلال الأیام القلیلة القادمة الهدف منها إیقاف "تمدد" میلیشیات النصرة بدرعا ومن ثم القیام بعملیة عسکریة حاسمة تستهدف تنظیف کلاً من "القنیطرة ودرعا" من المیلیشیات المرابطة فیها.

المصدر: عربی برس

رایکم
الأکثر قراءة