تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

إسرائیل تفضّل الهدوء: حزب الله یسحق ردعنا

بوضوح لا یحتمل أی لبس، ردّت المقاومة امس على اغتیال العدو للشهید حسن علی حیدر فی عدلون قبل شهر. بعبوتین ناسفتین فجرتهما فی مزارع شبعا المحتلة، أرادت القول لإسرائیل وللتکفیریین معاً: "واحدکما لن یشغلنا عن الآخر". صحافة العدو أعلنت ما أضمره سیاسیوه: ردعنا یتآکل
رمز الخبر: ۶۰۴۴۷
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۱:۱۲ - 08October 2014

إسرائیل تفضّل الهدوء: حزب الله یسحق ردعنا

یحیى دبوق
«بلعت» إسرائیل أمس عبوة المقاومة فی مزارع شبعا، واکتفت بردّ الفعل التقلیدی: إطلاق قذائف مدفعیة على الفلوات والودیان. الاکتفاء بردّ الفعل هذا «أفضل» للعدو من الإقدام على ردّ یفضی الى ردّ أشد من حزب الله، ومن ثم الاضطرار الى الانسحاب من المواجهة. هذه هی خلاصة الموقف الذی عبّر عنه الناطق باسم جیش الاحتلال: «نحتفظ لأنفسنا بحق الرد فی الزمان والمکان المناسبین».

إلا أن الانکفاء المیدانی والبحث عن التهدئة، کما عبّرت عنهما المؤسسة العسکریة الاسرائیلیة قولاً وفعلاً، جاءا فی موازاة خطاب سیاسی مغایر کان مخصصاً للداخل الصهیونی أکثر منه للخارج، وعبّر عنه رئیس الحکومة الاسرائیلیة بنیامین نتنیاهو ووزیر حربه موشیه یعلون اللذان أکدا أن جیش الاحتلال «ردّ وبشدة على مواقع وأهداف تابعة لحزب الله فی لبنان».
نتنیاهو أکّد أن «إسرائیل لن تضبط نفسها رداً على محاولات الاعتداء على جنودها». وأضاف فی مستهل جلسة خاصة للحکومة أمس، «إننا نشهد تهدیدات من حولنا، وقد أثبتنا أننا نرد بقوة على أی محاولة لإیذائنا، سواء فی الجنوب أو فی الشمال، أو فی أی مکان آخر». ووجّه کلامه الى الجنود الاسرائیلیین على الحدود مع لبنان، وقال: «أقدّر جهود الجنود فی هار دوف الذین أحبطوا الیوم اعتداءً على الحدود الشمالیة. أما فی ما یتعلق بالمستوطنین فی الشمال، فیجب العمل على استثمار مبالغ کبیرة فی المسائل الامنیة للمجتمعات المحیطة بخط المواجهة».
وکان الناطق باسم الجیش الاسرائیلی قد أشار، فی بیان نشر على موقعه على الانترنت، الى أن دوریة مشاة تابعة للجیش تعرضت لتفجیر عبوة ناسفة فی منطقة «جبل روس» المحاذیة لمزارع شبعا، أدت الى إصابة جندیین بجروح. ولفت الى أن «الجیش (الإسرائیلی) یحتفظ لنفسه بحق العمل بأی طریقة وفی أی مکان وزمان یراهما مناسبین، للدفاع عن مواطنی الدولة».
وکان حزب الله قد أصدر بیاناً تبنّى فیه العملیة التی نفّذتها «مجموعة الشهید حسن علی حیدر (استشهد بتفجیر العدو عبوة ناسفة مزروعة فی جهاز تنصت فی بلدة عدلون الجنوبیة قبل شهر) (...) ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات فی صفوف جنود الاحتلال».
وأوضح نائب الأمین العام لحزب الله السید حسن نصرالله، الشیخ نعیم قاسم أن العملیة «لها خصوصیتها وعبرت عنها المقاومة عندما سمّتها عملیة الشهید علی حسن حیدر». وفی مقابلة مع الزمیل جان عزیز على قناة «او تی فی» أمس، قال قاسم إنه «رغم انشغالنا فی سوریا فإن أعیننا مفتّحة ومقاومتنا جاهزة لمواجهة العدو الاسرائیلی». وأضاف: «قمنا بهذه العملیة کی نقول للاسرائیلی اننا جاهزون لأی اعتداء، وان المقاومة جاهزة وحاضرة ولا یمکن ان تقبل بأی خرق من دون القیام بردة الفعل المناسبة».
وأشار مصدر أمنی إسرائیلی الى أن عبوة ثانیة زرعت فی مکان قریب من العبوة الاولى فُجّرت عن بُعد بعد نصف ساعة من تفجیر الاولى، لکنها لم تتسبب فی إصابات. وأشار المصدر الى أن الاتجاه لدى الجیش هو عدم الانجرار الى التصعید و»احتواء هذا الحادث».
تعلیقات وسائل الاعلام العبریة کانت أکثر إظهاراً للموقف الاسرائیلی من تعلیقات المسؤولین، إذ أشارت القناة الاولى فی نشرتها الاخباریة الرئیسیة الى أن «ما جرى لم یفاجئ إسرائیل، إذ إن (الأمین العام لحزب الله السید حسن) نصر الله أکد أن إسرائیل خرقت السیادة اللبنانیة، ومن یفهم نصرالله ولغة حزب الله، یدرک أنهم کانوا ینوون الرد على إطلاق النار باتجاه لبنان».
موقع القناة العاشرة على الانترنت نقل عن مصدر عسکری رفیع أن التقدیر لدى الجیش الاسرائیلی أن التفجیر هو حادثة إضافیة تضاف الى سلسلة حوادث تهدف الى «سحق الردع الاسرائیلی فی مقابل حزب الله». وأشار الى أن «الرد الاسرائیلی على عبوة شبعا لم یکن متناسباً، بل لم یکن إلا رداً صوریاً لم یؤدّ الى أضرار ولا قیمة عسکریة له، بل فقط یمکّن إسرائیل من القول إنها ردّت على حزب الله. وفی أقصى حال یؤدی الى تأثیر معنوی وردعی تحاول إسرائیل تحقیقه. ولیس من الواضح أنها نجحت فی ذلک». وبحسب القناة، فإن «حزب الله یدرک جیداً موقف إسرائیل، ویدرک جیداً أنها غیر معنیة بتصعید أمنی واسع وجولة قتال جدیدة، حتى وإن تسببت اعتداءاته بسقوط قتلى إسرائیلیین».
وأشارت القناة العاشرة فی نشرتها الرئیسیة الى أن «الحدیث الاسرائیلی عن «ردع حزب الله» بات حدیثاً بلا قیمة، وعلینا أن نحذر فی إطلاق المصطلحات، إذ إن حزب الله أثبت أنه غیر مردوع، وما حققناه فی السابق آخذ فی الانحلال والتقوّض». وبحسب القناة، «صحیح أن حزب الله منهمک فی مسائل أخرى، لکنه یرسل الرسائل العملیة أن بإمکانه قتال داعش على الحدود مع سوریا، وفی الوقت نفسه إدارة الجبهة ضد الجیش الاسرائیلی جنوباً».

المصدر: جریدة الأخبار

رایکم
الأکثر قراءة