تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

الباحث الفلسطینیّ صالح لطفی: المجتمع الإسرائیلیّ وُلد عنصریًا وفاشیًّا ودمویًّا ویقوم على احتقار عرب 48

قال الباحث صالح لطفی، مدیر مرکز الدراسات المعاصرة، الذی یتخذ من مدینة أم الفحم مقرًا له، إنّ إسرائیل تُغدق على فلسطینیی الداخل القوانین العنصریّة، لافتًا إلى أنّ قام باستعمال مفردة الإغداق، وهو عنوان لنعمة الماء الکثیر
رمز الخبر: ۶۰۵۸۷
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۳:۲۸ - 14October 2014

الباحث الفلسطینیّ صالح لطفی: المجتمع الإسرائیلیّ وُلد عنصریًا وفاشیًّا ودمویًّا ویقوم على احتقار عرب 48

زهیر أندراوس
قال الباحث صالح لطفی، مدیر مرکز الدراسات المعاصرة، الذی یتخذ من مدینة أم الفحم مقرًا له، إنّ إسرائیل تُغدق على فلسطینیی الداخل القوانین العنصریّة، لافتًا إلى أنّ قام باستعمال مفردة الإغداق، وهو عنوان لنعمة الماء الکثیر، الذی هو أصل الحیاة، جاء من باب المخالفة والمناکفة، إذ أنّ المؤسسة الإسرائیلیّة منذ مطلع القرن الحالی، وهی تُغدق علینا من کرمها الاحتلالی – الاستعماریّ، سواءً بهدم البیوت أوْ مصادرة الأراضی أو سنّ القوانین العنصریة، التی یتنافس أعضاء الکنیست على اقتراحها وسنها لتکون إسرائیل الدولة بین مطرقة الأسرلة الجامع بین الهویة العلمانیة والهویة الدینیة الیهودیة من جهة، وبین الانکفاء الجیتوی الداخلی الرافض لحیاة الآخر معه من جهة أخرى.
وتابع أنّ هذا الآخر فی حالتنا هو نحن الفلسطینیین أصحاب هذه الأرض شرعًا وعرفًا وقانونا. وکلما تأزمت العلاقات البینیة داخل المجتمع الإسرائیلیّ المتنافر والمختلف یجری تصدیر الکراهیة والحقد على الأقلیة العربیة الفلسطینیّة، على حدّ قوله. وأشار لطفی أیضًا إلى أنّه من الملفت للنظر أنّه فی الوقت الذی تشهد فیه منطقة الشرق الأوسط سیولة فی الأحداث تذهل الناس، تستغل الدولة العبریّة الأوضاع عمومًا لتزید من سیاساتها العنصریة ضد “مواطنیها” العرب، کان آخرها إقدام دائرة السکان والهجرة، التی أعلنت تعداد سکان الدولة مطلع هذا الأسبوع، على شطب اسمی محمد وأحمد من قائمة أکثر الأسماء تسمیة بین العرب فی البلاد. وقبلها بأیام رفضت المحکمة العلیا الإسرائیلیّة العلیا طلب إصدار أمر بمنع الکنیست من الاستمرار فی سن قانون لجان القبول السکن فی المدن الصغیرة، وهو القانون الذی یمنع ملیون ونصف ملیون عربیّ فلسطینیّ فی مناطق الـ48 من السکن فی البلدات الجماهیریّة لکونهم عربًا لیس إلا. علاوة على ذلک، أصدرت المحکمة العلیا قبل أیام معدودة قرارًا یرفض استئناف أهالی قریة عتیر- أم الحیران فی النقب لمنع هدم بیوتهم، تقدّم به مرکز (عدالة)، وهو ما یعنی أننّا أمام اصطفاف مؤسسی یشی بمستقبل أسود.
وتابع لطفی قائلاً إنّ المؤسسة الإسرائیلیة دولة سنّت منذ قیامها وحتى اللحظة أکثر من 55 قانونًا یستهدف الإنسان العربیّ الفلسطینیّ وتدفع به عبر لافتات قانونیة لیکون مواطنًا من الدرجة الثالثة أو الرابعة. فإسرائیل الدولة والمجتمع تتوحش تجاه المواطنین العرب.
وأوضح أنّ أحداث ووقائع العدوان الأخیر على غزة قد کشفت حجم الکراهیة المبطنة التی یکنّها الإسرائیلیّ لصاحب هذه الأرض ومدى حالتی الأدلجة والمنفعة التی تعتور هذا الإسرائیلی ألاحتلالیّ. کما أنّ المؤسسة الإسرائیلیة لا تُخفی سیاستها تجاه فلسطینیی الداخل، ذلک أنّها تعمل على تفکیک وتذویب هذا المجتمع، ومن ثم الاستفراد به قطاعات وجماعات وأفرادًا.
وما إقرار الداخلیة الإسرائیلیة بالإشارة إلى الآرامیة فی هویة البعض إلا دلیل على العمل التراکمی المدروس لتحقیق هذه السیاسات. وخلُص لطفی إلى القول إنّه فی مثل هذه الوضع وتفاقمه یصبح تناول الموضوع فی سیاق سیاسیّ-رؤیویّ-مستقبلیّ أمرًا لا مناص منه یتحمل مسؤولیته الأخلاقیة والسیاسیة من یقودون الأحزاب والحرکات، سواء کانوا داخل کنیست إسرائیل أو خارجه، ویُحتّم علیهم التعاطی مع هذا الموضوع بمسؤولیة عالیة، لا من باب المناکفات ووضع النیاشین، بل من باب المسؤولیة التاریخیة والسیاسیة والأخلاقیة، إذ أنّ حجم الهجمة المنظمة والمبرمجة على أهلنا بکل قطاعاتهم وفئاتهم وطوائفهم وأجیالهم تُلزمنا جمیعًا، مثقفین وأکادیمیین، أنْ تتضافر جهودنا وتتعاضد مواقفنا وسیاساتنا للوقوف أمام هجمة باتت معالمها مکشوفة، وحتى لا یقال: أُکلنا یوم أکل الثور الأبیض، على حدّ وصفه.
وفی معرض ردّه على سؤال قال: لم یکُن المجتمع الإسرائیلیّ فی یومٍ من الأیّام مجتمعًا عادلاً وإنسانیًّا، فمنذ لحظة میلاده هو مجتمع عنصریّ وفاشیّ ودمویّ، وقد انطلق منذ اللحظة الأولى من منطلق “الذاکرة الجماعیة”، التی هی أحد أهّم مرکبات البنیة النفسیة الاجتماعیة الإسرائیلیّة للصراع، موضحًا أنّ هذه  الذاکرة بدورها تشرعن التصرفات  الیهودیّة أیًّا کانت من جهة، وتحتقر الآخر العربیّ والفلسطینیّ من جهة أخرى وبذلک یُستباح ماله ودمه وعرضه.
وخلُص لطفی إلى القول إنّ هذه الذاکرة تؤسس لفکرة “الضحیة” التی تتقن ممارستها المؤسسة والمجتمع على حدٍ سواءٍ، وهی تمارس هذا الدور مستعینة بآلاتها المختلفة الخاصّة والعامّة.
وشدّدّ على أنّ هذا بدوره خلق لدیهم حالةً من الاستعلاء العنصریّ على الفلسطینی فردًا ومجتمعًا وهو ما یتوارثه الإسرائیلیون جیلاً بعد جیل، لیُترجَم بین الحین والآخر بأعمال عنصریة وشوفینیة تُمارس بحق مجتمعنا ومقدراته فی الداخل الفلسطینی وعملیات قتل ممنهجة للفلسطینیین فی الضفة والقطاع  والشتات، وهذا کلّه یتم عبر بوابات: الضحیة، الاستعلاء، الفوقیة والحداثة، على حدّ تعبیره .

المصدر: جریدة رأی الیوم

رایکم
الأکثر قراءة