تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

الأدب العربی وعقدته مع جائزة نوبل

إذا کان الأدب العالمی “هو ذلک الأدب الذی یستطیع أن یتبناه الإنسان ویجد فیه خصوصیته”، لأنه “یعبر عن التجربة الإنسانیة بالصورة”، وأن الأدب الکوزموبولیتانی “هو ذاک الذی یفتقد الخصوصیة والأصالة”، و”یعبر بالزخرف عن الفکرة” کما یقول الروائی السوری الراحل هانی الراهب.
رمز الخبر: ۶۰۸۷۶
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۶:۱۲ - 26October 2014

الأدب العربی وعقدته مع جائزة نوبل

إذا کان الأدب العالمی “هو ذلک الأدب الذی یستطیع أن یتبناه الإنسان ویجد فیه خصوصیته”، لأنه “یعبر عن التجربة الإنسانیة بالصورة”، وأن الأدب الکوزموبولیتانی “هو ذاک الذی یفتقد الخصوصیة والأصالة”، و”یعبر بالزخرف عن الفکرة” کما یقول الروائی السوری الراحل هانی الراهب.

فلماذا تمنح جائزة نوبل فی هذه السنوات الأخیرة غالبا للنوع الثانی من الأدب ولیس للنوع الأول؟ ولماذا لم ینل الأدب العربی جائزة نوبل فی الآداب على مدى قرن ونیف إلاَ مرَة واحدة وکانت من نصیب الروائی المصری نجیب محفوظ فی عام 1988، وذلک منذ تأسیسها ومنحها لأول مرة للکاتب الفرنسی سولَی برودوم فی عام 1901.

عندما نالها الروائی نجیب محفوظ قیل إنها أسندت إلیه کترضیة سیاسیة بسبب رضاه الضمنی عن زیارة محمد أنور السادات للدولة العبریة ولعدم اتخاذه لأی موقف ضد العلم الإسرائیلی المرفرف فی سماء القاهرة فیما بعد.

ثم هل الأدب العربی بکل أجناسه لا یتوفر حقَا على البعد العالمی، أم أن الغرب منحاز لنفسه أولاَ ولأدباء البلدان التی تسبح فی فضائه، وللشخصیات الأدبیة الأخرى التی تلعب فی ملعبه بمعارضة الأنظمة السیاسیة المعادیة للمصالح الغربیة، أو للعقیدة الأیدیولوجیة المنافسة للیبرالیة الرأسمالیة التی یعتبرها عرابو الفکر السیاسی الغربی بمثابة نهایة للتاریخ البشری؟

کیف نفسر عدم إسناد هذه الجائزة للشاعر والمفکر والفنان اللبنانی جبران خلیل جبران مبدع الکتاب الشعری المتفلسف “النبی” والأکثر مبیعا بعد مؤلفات شکسبیر فی تاریخ الأدب العالمی، وهو الکتاب الذی یتلى فی أغلب البیوت عبر القارات، وحتى فی الکنائس المسیحیة الغربیة؟

ولماذا لم تمنح نوبل للدکتور طه حسین الذی ساهم بدور بارز فی الحوار الفکری/ الثقافی بین العرب والغرب من خلال توطینه للمنهج الدیکارتی الذی یوصف کرکیزة للحداثة الثقافیة الغربیة فی نسیج الثقافة العربیة بما فی ذلک النظریة الفکریة الأدبیة العربیة وهو الذی کتب أیضا رائعته “الأیام” التی تعدّ من أروع السیر الذاتیة ومؤلفات الاعتراف الذاتی؟

وکیف نفسر التعتیم الکبیر الذی خیّم فی أغلب الدوائر الغربیة، مثلا، إزاء الشاعر بدر شاکر السیاب والشاعر خلیل حاوی المتمتعین بالموهبة الشعریة الکبیرة؟

ألا یتفوق هؤلاء موهبة وإنجازات على شاعرین متوسطی الموهبة وهما جوزیف برودسکیو والإسرائیلی عجنون؟ لماذا یحدث هذا هکذا فی مجال ثقافی إنسانی وروحی یفترض العدالة والابتعاد عن الحسابات البراغماتیة السیاسیة، والعرقیة، وعن الصراعات الأیدیولوجیة أو السیطرة الاقتصادیة أو العسکریة؟

المصدر: موقع البوابة

رایکم
الأکثر قراءة