تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

دوما تنقلب على زهران علوش والجیش السوری یقترب من محاصرتها

مظاهرات واشتباکات فی دوما، مسقط رأس زهران علوش قائد جیش الإسلام، بین أهالی المدینة والتنظیم الذی یتهمونه بالفساد وتغطیة التجار المحتکرین فی غوطة دمشق الشرقیة، فهل تنتفض المدینة فی وجه علوش وجیشه وتقبل التفاوض مع النظام قبل أن تصل طلائع قواته إلى تخوم المدینة؟
رمز الخبر: ۶۱۵۷۲
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۳:۴۷ - 18November 2014

دوما تنقلب على زهران علوش والجیش السوری یقترب من محاصرتها

مظاهرات واشتباکات فی دوما، مسقط رأس زهران علوش قائد جیش الإسلام، بین أهالی المدینة والتنظیم الذی یتهمونه بالفساد وتغطیة التجار المحتکرین فی غوطة دمشق الشرقیة، فهل تنتفض المدینة فی وجه علوش وجیشه وتقبل التفاوض مع النظام قبل أن تصل طلائع قواته إلى تخوم المدینة؟ 


فیما یتقدم الجیش السوری على جبهة الغوطة الشرقیة من الشمال، ویسیطر على تل کردی وتل الریحان، ویفتح طریق دمشق - بغداد، لیحکم الخناق على مدینة دوما، یواجه زهران علوش، وجیش الإسلام الذی یقوده، مشاکل داخلیة فی قلب المدینة؛ أکبر معقل للمعارضة المسلحة فی الریف الدمشقی.

فقد تناقل ناشطون من داخل الغوطة الشرقیة مقاطع فیدیو تظهر مجموعة من أهالی المدینة یتجمعون فی إحدى الساحات ویهتفون ضد التجار المحتکرین للسلع والمواد الأساسیة، فی ظل الحصار المفروض على الغوطة منذ ما یزید عن العام.

الأمر لم یقف عند التظاهر، فقد حاول مجموعة من المتظاهرین مهاجمة مخازن جیش الإسلام، فرد عناصره بإطلاق النار على المدنیین.

الحادثة أکدها لاحقاً المرصد السوری لحقوق الإنسان الذی قال إن الاشتباکات اندلعت الجمعة، إثر هجوم نفذه مواطنون من أهالی مدینة دوما، على مستودعات لمؤسسة "عدالة" الخیریة، المقرب من جیش الإسلام، فبادر حراس المستودعات، بإطلاق النار على المواطنین.

وأضاف المرصد "رد على عناصر جیش الإسلام بعض الأهالی بإطلاق النار من أسلحة فردیة، وأسفر تبادل إطلاق النار إلى إصابة بعض الأهالی بجراح"، وأکد أن "الاشتباکات تجددت السبت فی شوارع المدینة، بین عناصر من جیش الإسلام من طرف، والأهالی الذین هاجموا مستودعات مؤسسة عدالة یوم الجمعة مدعمین بمقاتلین من الکتائب المقاتلة"، کما اعتقل جیش الإسلام قیادیین اثنین من الکتائب المقاتلة، التی لم یسمها المرصد، ولکن مصادر من قلب المدینة قالت إنهما ینتمیان إلى لواء شهداء دوما.

مصادر إعلامیة أخرى تحدثت عن اقتحام جیش الإسلام الأحد لمنازل مدنیین وسرقتها، کما اختطفت مواطنین واغتالت أحد الأشخاص.

محاولات اغتیال

ممارسات جیش الإسلام لیست حدیثة العهد، حیث یروی أهالی دوما أن مخازن علوش ملیئة منذ عام بکم کبیر من المواد الغذائیة والاستهلاکیة التی استولى على بعضها واشترى بعضها الآخر من بعض الکتائب الصغیرة والتجار، وهو یحبس هذه المواد عن أهالی المدینة المحاصرة.

إضافة إلى اتهامات لجیش الإسلام بالاستیلاء على بعض المساعدات التی تدخل الغوطة بین الفینة والأخرى، وتغطیته لمجموعة من التجار المحتکرین الذین یشترون المواد بتغطیة منه ویبیعونها بأسعار مرتفعة، حیث یصل سعر کیلو السکر الواحد إلى 2000 لیرة سوریة (10 دولارات أمیرکیة) وکذا الرز والطحین.

الأحوال المعیشیة فی الغوطة عموماً دفعت ما یعرف بـ "المجلس القضائی فی الغوطة الشرقیة" بإصدار تحذیر لمن وصفهم بتجار الدم من احتکار السلع وتخزینها، دون أن یسمیهم، وعلى إثرها تعرض أعضاء المجلس لمحاولة اغتیال تمثلت بدسم السم فی الطعام، ما أدى لإصابة 15 شخصاً.

وفضلاً عن اتهامات الفساد والاحتکار، یتهم أهالی دوما جیش الإسلام بالوقوف وراء عدد من عملیات الإغتیال التی طالت قیادات بعض الفصائل المقاتلة فی الغوطة، وعلى رأسها جیش الأمة ولواء شهداء دوما، فی محاول للسیطرة الکاملة على المدینة، وعدم وجود فصیل ینافس جیش الإسلام فیها، بحسب ناشطین.

حیث سجل فی الشهر الماضی محاولتین لإغتیال قائد جیش الأمة أحمد طه فی دوما، حیث تم اغتیال نائبه بدایة، ثم استهدفه انفجار عبوة أدى لإصابته ومقتل نجله وأحد مرافقیه.

ولا ننسى اتهام ناشطین معارضین لزهران علوش باختطاف الناشطة رزان زیتونة ورفاقها، قبل أشهر من دوما، وعدم الکشف عن مصیرهم حتى اللحظة. 

 

مسلسل الهزائم مستمر
وما یزید فی جراح جیش زهران علوش التقدم الذی یحققه الجیش السوری على جبهات الغوطة، حیث کانت خسارة الملیحة أول هزیمة مدویة للتنظیم فی الغوطة الشرقیة، وهی المجینة التی راهن علیها واستعد للمعرکة فیها على مدى أشهر طویلة واستقدم إلیها کل التعزیزات والعتاد، وخسر عدداً کبیراً من المقاتلین المنتمین إلى مدینة دوما.

الخسارة الثانیة لجیش زهران علوش کانت فی انسحابه من عدرا العمالیة التی استطاع الجیش السوری اقتحامها وإجبار المقاتلین على الانسحاب إلى عدرا البلد، التی عاد الجیش وسیطر علیها بعد أیام..

البلدتان کانتا بمثابة الخط الدفاعی الأول لجیش الإسلام عن دوما، وبعد أن خسرهما بدأ مسلسل الهزائم، حیث یتقدم الجیش السوری کل یوم فی المنطقة، ویسیطر على مناطق جدیدة تمهد لسیطرته الکاملة على محیط دوما، استعداداً لحصارها.

ولا ننسى هنا أن زهران علوش رضخ لضغوط الأهالی فی مدینة دوما لبدء مفاوضات مع الحکومة السوریة، بعد أن کان یرفض هذه المفاوضات ویعرقلها، إلا أنها عادت لتفشل، وربما یسهم تقدم الجیش السوری ومحاصرته المدینة فی رضوخ علوش وجیشه لشروط الحکومة السوریة.

المصدر: المیادین

 

رایکم
الأکثر قراءة