تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

ردود فعل صهیونیة غاضبة من خطاب رئیس السلطة الفلسطینیة امام الجمعیة العامة للأمم المتحدة

ذکرت صحیفة "یدیعوت احرونوت" الصادرة الیوم أن خطاب رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس أمام الجمعیة العامة اثار موجة ردود فعل فی "تل ابیب" حیث اعتبرته مصادر فی مکتب رئیس وزراء العدو بنیامین نتنیاهو "أنه خطاب تحریضی ملیء بالاکاذیب"، مشیرة الى أن "من یرید السلام لا یتحدث هکذا".
رمز الخبر: ۶۰۱۶۷
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۰۹:۰۸ - 29September 2014

ردود فعل صهیونیة غاضبة من خطاب رئیس السلطة الفلسطینیة امام الجمعیة العامة للأمم المتحدة

ذکرت صحیفة "یدیعوت احرونوت" الصادرة الیوم أن خطاب رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس أمام الجمعیة العامة اثار موجة ردود فعل فی "تل ابیب" حیث اعتبرته مصادر فی مکتب رئیس وزراء العدو بنیامین نتنیاهو "أنه خطاب تحریضی ملیء بالاکاذیب"، مشیرة الى أن "من یرید السلام لا یتحدث هکذا".

من جهته، هاجم وزیر الخارجیة الصهیونی أفیغدور لیبرمان رئیس السلطة الفلسطینیة بشدة، قائلاً: "إن أقوال ابو مازن فی الجمعیة العمومیة فی الامم المتحدة توضح مرة اخرى وبشکل حاد بأنه لا یرید ولا یمکنه أن یکون شریکاً لتسویة سیاسیة منطقیة"، واضاف انه "ما دام ابو مازن رئیساً للسلطة الفلسطینیة، فانه سیتوجه الى مواصلة النزاع، وهو یثبت کل مرة من جدید بأنه لیس رجل سلام بل مواصل لطریق عرفات بوسائل اخرى".

أما وزیر الحرب الصهیونی موشیه یعلون فقد أعرب عن رأی مشابه، قائلاً: "لقد اثبت ابو مازن للمرة التی لا نعرف عددها بأنه لیس زعیماً یسعى الى السلام والى تقدم حیاة ابناء شعبه، بل هو شخص یبث الاکاذیب ویمارس التحریض وینشر الاقوال المعادیة ضد دولة "اسرائیل". اضاف :"لیس أمامنا شریک لاتفاق جوهره نهایة النزاع وانتهاء المطالب، وبالتالی فإننا لن نساوم على أمن مواطنی اسرائیل".

"استفزاز عدیم الجدوى"

وانضم وزیر الاقتصاد وزعیم حزب "البیت الیهودی" المتطرف نفتالی بینیت هو الآخر الى جوقة المنددین، فقال إن "ابو مازن یجد دوماً زاویة حمیمة فی القلب للقتلة، لمطلقی الصواریخ، وبشکل عام لاعدائنا"، اضاف: "لقد تطایرت فکرة الدولة الفلسطینیة هذه السنة مع الصواریخ التی اطلقت نحو مطار بن غوریون قبل شهرین، وخیر أن نعرف بأن مطلقیها هم اصدقاء أبو مازن".

کما أن رئیس "المعارضة" الصهیونیة وزعیم حزب "العمل" اسحاق هرتسوغ وقف هو الآخر الى جانب المنددین من الیمین الصهیونی بخطاب رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس، وقال إن "تصریحات ابو مازن قاسیة، مخیبة للآمال وکاذبة ولکنها غیر مفاجئة. ابو مازن لیس صدیقاً ولیس رفیقاً. أنا اتحفظ تماماً من اقواله، ولکنی لا أنسى ما هی المصلحة الاسرائیلیة: خیر لاسرائیل أن تتعامل مع السلطة فی غزة، ولیس مع جیش "حماس"، ومواصلة التعاون الامنی فی "یهودا والسامرة" مثلما یجری فی السنوات الاخیرة. انا لست شریکاً فی سیاسة نتنیاهو المتمثلة بـ "قلت لکم"، بإسناد من بینیت ولیبرمان. على "اسرائیل" أن تعرض جدول اعمال یؤدی بالمنطقة الى الهدوء والامن".

هذا وقد هللت "تل ابیب" ورحبت بالرد الامریکی على خطاب ابو مازن، والذی تضمن تندیداً قاطعاً باقواله. فقالت الناطقة بلسان الخارجیة الامریکیة فی واشنطن جان ساکی إن "الخطاب کان النقیض لکل توقعاتنا"، ووصفته بأنه "استفزاز عدیم الجدوى"، وادعت بأن اعلان ابو مازن عن نیته التوجه الى الامم المتحدة لنیل دولة "بعید عن المساعدة فی جعل الاجواء بین الطرفین ایجابیة واعادة الثقة".

وبالمقابل، أشار أحد المقربین من البعثة الامریکیة الى انه سواء فی البعثة الامریکیة أم فی البعثة البریطانیة أوضحوا بأن توجهاً فلسطینیاً أحادی الجانب الى مجلس الامن فی الامم المتحدة سیصطدم بـ"فیتو" أمریکی.

یذکر ان رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس هاجم "اسرائیل" واتهمها بارتکاب إبادة شعب فی قطاع غزة، وقال: "قتلت اسرائیل النساء والاطفال ودمرت الأمل بالسلام، وحطم بقدر ما الامل الذی علق علیه فی اسرائیل. "حذرت قبل عامین من أن الاحتلال یخطط لنکبة اخرى ضد الشعب الفلسطینی، وهذا کان قتل شعب مخططاً له مسبقا. لم تکن هناک أی حاجة للهجمات التی لا تتوقف علینا وقتل آلاف الابریاء. لقد حان الوقت لانهاء الاحتلال الاسرائیلی – فالعالم بأسره یعرف جرائم الحرب التی ترتکبها "اسرائیل". لنا الحق الشرعی فی الدفاع عن أنفسنا أمام آلة الحرب الاسرائیلیة. لن ننسى ولن نغفر، ونأمل الا یحاول أحد أن یساعد هذه المرة "اسرائیل" فی التملص من المسؤولیة عن جرائمها. لن نسمح لمجرمی الحرب بالافلات من العقاب".

"هآرتس": الهجمات الخطابیة ضد عباس لا تعکس الا جبناً سیاسیاً وإهمالاً قیادیاً

من جهتها، اعتبرت صحیفة "هآرتس" الصادرة الیوم فی افتتاحیتها أن الخطاب الهجومی لمحمود عباس فی الجمعیة العمومیة للامم المتحدة اعتبر فی الأوساط الصهیونیة دلیلا دامغا على أن عباس لیس معنیاً بالسلام، "یفتری عبثاً على اسرائیل" وعلیه فلا یمکنه أن یکون شریکاً فی اتفاق سلام "منطقی" معها. "هکذا لا یتحدث من هو معنی بالسلام"، قضى رئیس الوزراء بنیامین نتنیاهو.

لکن بحسب "هآرتس" ما الذی بالضبط توقعته "اسرائیل" ممن وضع أمامه 2.200 قتیل فلسطینی؟ التهنئة "سنة طیبة وحلوة" بالعبریة؟ اسرائیل – التی منذ انتخاب عباس رئیساً فلسطینیاً قبل عقد اجتهدت لان تثبت بأنه لیس شریکاً مناسباً للمفاوضات، لانه "ضعیف جداً" او "متطرف جداً"، ولانه "لا یسیطر على حماس"، او کبدیل شریک مخلص لها – لا یمکنها ان تشتکی. فسیاستها، وعلى رأسها استخفاف متواصل بطلب عباس تجمید المستوطنات، هی التی أدت الى خطابه أمام الاسرة الدولیة".

تضیف الصحیفة : "ان عباس، حتى عندما اتهم "اسرائیل" بقتل شعب وبجرائم ضد الانسانیة، لم یدر ظهره للمسیرة السیاسیة، التی بقیت المرسى المرکزی لسیاسته. "هدف جهودنا هو الوصول الى السلام من خلال انهاء الاحتلال الاسرائیلی وتحقیق حل الدولتین: دولة فلسطین، مع شرق القدس کعاصمة لها، فی کل الاراضی التی احتلت فی 1967، الى جانب دولة اسرائیل"، کما قال.

وأشارت "هآرتس" الى أن عباس اوضح للجمهور الفلسطینی، ولـ"اسرائیل" ولدول العالم، بأن المفاوضات التالیة مع "اسرائیل" یتطلع لأن یجریها من مکانة رئیس دولة معترف بها ولیس کرئیس منظمة، حرکة او سلطة. ونیته بأن یطلب من الامم المتحدة تحدید موعد لانهاء الاحتلال واستئناف المفاوضات مع "اسرائیل" فی مسألة ترسیم الحدود وهذا یعبّر عن سیاسة مناسبة، هدفها حبس الاحتلال فی حدود زمنیة، بعد أن منحته 47 سنة من وجوده غلافاً من الدیمومة وبددت حدود دولة "اسرائیل".

ولفتت "هآرتس" الى أن الحکومة الصهیونیة تتمسک الآن بالتعابیر اللاذعة التی اطلقها عباس کخشبة انقاذ، على أمل أن تساعدها فی تسویق معارضتها لاستئناف المفاوضات السیاسیة، وبالتالی مواصلتها التمسک بسیطرتها على المناطق الفلسطینیة. ولکن الاختباء وراء خطاب عباس والهجمات الخطابیة ضده لا تعکس الا جبناً سیاسیاً واهمالاً قیادیاً، وذلک لانه حیال الاجزاء السیاسیة التی عرضها عباس فی خطابه – لیس لاسرائیل ای جواب او استراتیجیة".

المصدر: موقع العهد الأخباری

رایکم
الأکثر قراءة