تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

الرقة "تُرعب" داعش .. وسلاح الجو السوری أیضاً

یختلف داخل مدینة الرقة السوریة کثیراً عن خارجها، وتختلف أیضاً النظرة العامة لشعب یعیش منذ أکثر من عام تحت "الحکم الداعشی"،
رمز الخبر: ۶۱۳۰۶
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۸:۳۲ - 09November 2014

الرقة

یختلف داخل مدینة الرقة السوریة کثیراً عن خارجها، وتختلف أیضاً النظرة العامة لشعب یعیش منذ أکثر من عام تحت "الحکم الداعشی"، عما ینظر من هم خارج هذه المدینة، فعندما سقطت الفرقة 17 وبعدها اللواء 93 ومن ثم مطار الطبقة، وجّهت معظم أصابع الاتهام إلى أهالی الرقة "الذین لم یقدّموا أی مساعدة عسکریة لعناصر الجیش العربی السوری هناک"، وصارت النظرة لهم تذهب باتجاه اتهامهم بالتعامل والولاء لهذا التنظیم قاطع الرؤوس وسابی النساء ...الخ، إلا أن حقیقة ماکان یجری فعلاً بالداخل الرقاوی یختلف کثیراً عما کان یقوله من یعیش خارجها، وبدأت فیما بعد تظهر قصص وروایات حول ماقدّمه هؤلاء الأهالی للجیش العربی السوری، وکم من أهالی المدینة تعرضوا للقتل والإعدام والتعذیب والتهجیر عندما کُشف أمرهم لاحقاً..

سامر الذی طلب منّا عدم کشف اسمه کاملاً "خوفاً من انتقام التنظیم من عائلته، هو شاب من أهالی مدینة الرقة وعاش الفترة التی سیطر فیها التنظیم على مدینته منذ البدایة وحتى آخر نقطة عسکریة متواجدة هناک، ووصف لـ"عربی برس" کیف تعایش أهالی المدینة مع الأخبار الواردة "من قبل التنظیم"، وکیف کان یتصرّف هؤلاء أمام عناصر التنظیم وکیف یتصرفون فی غیابه، یقول سامر: "فی حضور عناصر التنظیم کان أهالی مدینتی یُظهرون الفرح لانتصارات داعش على الجیش السوری، أما فی الخفاء أی فی منازلهم وخلواتهم بعیداً عن أنظار عناصر التنظیم، کانوا یتشاورون فیما بینهم حول سبل المساعدة التی من الممکن أن یقدّموها لعناصر الجیش، کأن یقدّموا له أماکن توزّع التنظیم وحواجزه ومقاره الرئیسیة ومستودعات ذخائره وسلاحه، إضافة إلى أماکن احتفاظهم بالمخطوفین والأسرى، وکانت للإخباریات التی یقدّمها الأهالی دوراً کبیراً فی ضرب معنویات التنظیم المعروف بسریته وکتمانه على مناطقه الحساسة وأماکن تواجد قیاداته".

ویضیف سامر الذی رسمت إحدى شظایا صواریخ "التحالف" على جسده جروحاً موزّعة کونه تواجد فی مکان سقوط إحدى تلک الصواریخ، "إن تنظیم داعش یخشى طائرات سلاح الجو السوری کثیراً، لا یلبث عناصره أن یسمعوا صوت المیغ تحلّق فی أجواء المدینة حتى یبدأ معه عملیة الإخلاء العشوائیة والرکض فی شوارع المدینة، أما عن طائرات التحالف فهم یخشوها أیضاً لأنها بدون أصوات "طائرات بدون طیار"، لکن لسلاح الجو السوری وقع خاص فی نفوسهم خاصة عندما تهدر الطائرة "فجأة" فی سماء المدینة وتبدأ بالقصف "المرکّز"، ویتابع، ما یمیّز سلاح الجو السوری عن طائرات التحالف "قبل تشکیل التحالف"، أنه یضرب فی کل الأوقات لذا ترى عناصر التنظیم متخبّطون على مدار ساعات الیوم الواحد، بینما طائرات التحالف تکتفی بالتصویر نهاراً والقصف لیلاً فقط، إلا أنها دائماً "توجّه ضرباتها إلى أماکن کان أخلاها عناصر التنظیم مسبقاً، کمبنى الأمن السیاسی الذی کان یتخذه التنظیم مقراً رئیسیاً له فی وقت سابق، حیث کانت ضربات سلاح الجو السوری سابقاً أکثر تأثیراً وتوقع إصابات کثیرة فی صفوف التنظیم کونها کانت تسبق أی عملیة إخلاء یقوم بها العناصر لمقارهم أو حواجزهم فی المدینة.

وکشف سامر أنه فی مدینة الرقة، إضافة لوجود عناصر شیشانیة وسعودیة وغیرها من الجنسیات لعناصر التنظیم الإرهابی، إلا أن "الجنسیة الترکیة" تطغى على داعش فی الرقة، وهذا ما دفعنا لفهم سبب امتناع "ترکیا" من مشارکة التحالف فی ضرباته الموجّهة ضد "داعش"، وإصرار «إردوغان» على عدم مساعدة أکراد "عین العرب" السوریة فی حربها ضد التنظیم، حیث یقول سامر أن الأتراک أیضاً یشارکون بکثافة فی محاولة السیطرة على مدینة "عین العرب"، مسیراً إلى أن الرقة استقبلت عائلات هاربة من عین العرب، وأن التنظیم على علم بوجودهم لکنه لایقترب منهم أبداً برغم ترداده مرات عدّة أنه سوف یقوم لاحقاً بقتلهم جمیعاً.

وعن السوریین المنضوین تحت جناح "داعش"، قال سامر أن أهالی الرقة مغلوب على أمرهم، هناک الکثیر من الشباب المنضمین للتنظیم فی "الشکل"، لکن فی الحقیقة هم یمارسون حیاتهم الطبیعیة بعیداً عن أنظار التنظیم، ویوضّح سامر أن "ابن عمّه" أحد عناصر تنظیم "داعش"، فعندما یکون فی البیت أو فی أماکن لایوجد فیها أی "داعشی" والموجدین "موثوقین"، یقوم بـ"التدخین وشرب الأرکیلة وسُباب وشتم التنظیم وممارساته"، لکن مجرد صار بینهم یختلف 180 درجة، وتشعر للوهلة الأولى أن هذا الشخص من مؤسسی التنظیم، یعزو ذلک إلى محاولة هؤلاء الشباب من خلال تصرفاتهم لإثبات "نفسهم" أمام التنظیم، کما هو الحال مع التنظیم نفسه الذی یهدف بکل سلوکیاته إلى القول بـ"أنی موجود" لا أکثر، ویروی سامر قصّة حصلت معه فی أحد أسواق المدینة، عندما کانت امرأة تقف عند "حذّاء" لیُصلح لها حذائها وکانت تکشف عن عیونها من فوق "الخمار"، مرّ أحد عناصر داعش عمره "14 عاماً" یحمل بیده سلاحاً وطلب منها أن ترمی "الخمار" على عیونها، ومنع سامر الذی کان یقف بجانب المحل "صدفةً"، من الوقوف خلفها "لأنه ممنوع فی شرع التنظیم الوقوف خلف المرأة"، وما أن غادر "الداعشی الصغیر" حتى عادت المرأة وکشفت خمارها وتکمل الشرح للحذّاء لکن ولسوء حظّها رآها هذا "الداعشی" وقام باعتقالها هی وصاحب المحل بتهمة "کشف العورة" ....

یختم سامر لـ"عربی برس" قائلاً: "تنظیم داعش یعرف تماماً أن مدینة الرقة لیست حاضنته، ویعرف کثیراً أن أهالی المدینة لایروقهم وجوده رغم کل مظاهر "التناغم" الذی یحاول أبناء المدینة إظهاره لهم، لکن خوف أهالی المدینة من جرائم هذا التنظیم هو ما یمنعهم من التحرک ضدّه"، ویضیف، "هو یعرف أن أهالی الرقة سیوجّهون له ضربات فی حال سنحت لهم الفرصة، لذا اعتمد على حواجز ثابتة ولکن قلیلة فی المدینة، وهو "أی التنظیم" یتحاشى القیام بدوریات متحرّکة إلا فی مناطق سیطرته المطلقة، أی المناطق المؤمّنة 100% فقط، لکن هناک مناطق لا یدخلها إلا بصورة جماعیة وبسلاح کامل وبشکل مفاجئ، لأنه یخشى من أی عمل عسکری ضدّه، والأمثلة کثیرة على عملیات نوعیة نفّذها شباب من المدینة استهدفوا فیها عناصره وقتلوا منهم ما استطاعوا..". 

المصدر: عربی برس

رایکم
الأکثر قراءة