تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

لماذا تعاون الرئیس الأسد بإیجابیة مع دی مستورا ومبادرته وبسلبیة مع سلفه الابراهیمی؟

فرص العودة إلى الحل السیاسی للأزمة السوریة حظیت فی الیومین الماضیین بدفعة قویة مع تأکید الرئیس بشار الأسد استعداده لدراسة المبادرة التی طرحها المبعوث الدولی ستافان دی مستورا والمتعلقة بـ "تجمید" القتال فی منطقة حلب.
رمز الخبر: ۶۱۳۶۳
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۲۰:۵۰ - 11November 2014

لماذا تعاون الرئیس الأسد بإیجابیة مع دی مستورا ومبادرته وبسلبیة مع سلفه الابراهیمی؟

فرص العودة إلى الحل السیاسی للأزمة السوریة حظیت فی الیومین الماضیین بدفعة قویة مع تأکید الرئیس  بشار الأسد استعداده لدراسة المبادرة التی طرحها المبعوث الدولی ستافان دی مستورا والمتعلقة بـ "تجمید" القتال فی منطقة حلب.

الرئیس الأسد قال على صفحته الرئاسیة الرسمیة على موقع "الفیسبوک"، إن مبادرة مستورا "جدیرة بالدراسة، ومحاولة العمل علیها، ومن أجل بلوغ أهدافها التی تصب فی عودة الأمن إلى مدینة حلب".

من الواضح، ومن خلال هذه التصریحات الایجابیة من الرئیس السوری تجاه مهمة المبعوث الدولی، أن الاستعداد السوری للتعاون مع هذه المهمة وصاحبها أکبر بکثیر بالمقارنة مع نظرائه الآخرین وخاصة السید الأخضر الإبراهیمی، وربما یعود ذلک إلى أنه، أی المستر دی مستورا لم یقع فی الخطأ نفسه الذی وقع فیه سلفه (الابراهیمی) من حیث المطالبة بتشکیل حکومة انتقالیة بصلاحیات کاملة، تتولى تسلم السلطة فی المرحلة الثانیة.

ولا نبالغ إذا قلنا أن المستر دی مستورا یحظى بقبول أکبر من السلطات السوریة، لأنه لا یحمل صفة مبعوث الجامعة العربیة مثل سلفه السید الإبراهیمی، وهی الجامعة التی جمدت عضویة سوریة فیها، وإنحاز امینها  العام السید نبیل العربی إلى مواقف الدول الخلیجیة، والسعودیة وقطر على وجه الخصوص التی تمول المعارضة السوریة وتسلحها من أجل إطاحة النظام السوری، مضافاً إلى ذلک أن المبعوث الدولی التقى الرئیس الأسد مرتین الأولى فی شهر أیلول (سبتمبر) الماضی، والثانیة قبل یومین وأکد فیهما على ضرورة مواجهة "الجماعات الارهابیة" على أن یترافق ذلک مع "حلول سیاسیة جامعة" للأزمة السوریة.

السلطات السوریة ترتاح کثیراً لهذه اللغة، التی تتماشى مع أدبیاتها، وتؤکد أن سوریة تواجه مؤامرة من قبل "جماعات ارهابیة" مدعومة من الخارج، ولا بد من تعاون العالم معها من أجل محاربتها والقضاء علیها.

ربما یکون من السابق لأوانه الإغراق فی التفاؤل تجاه هذا الترحیب من قبل الرئیس الأسد بمبادرة المبعوث الدولی ونصوصها، لأنها ما زالت فی بدایتها أولاً، وکل ما قاله الرئیس أنه "سیدرس" بنودها، ولم یقل صراحة أنه سیقبل بها، والدراسة هذه قد تستغرق أیاماً أو أسابیع أو أشهر.

النقطة الأخرى التی یجب التوقف عندها بتمعن، تتعلق بموقف المعارضة السوریة المسلحة تجاه هذه المبادرة، فهل ستقبل بها، وإذا التزمت هل ستوقف إطلاق النار فعلاً وهو البند الأبرز والأهم فیها؟

نشک أن المعارضة المسلحة فی حلب مستعدة لوقف إطلاق النار، وإذا قبل بعضها به، فإن فصائل عدیدة أخرى قد لا تلتزم، فهناک أکثر من ألف جبهة ومنظمة وفصیل تقاتل ضد النظام فی حلب وباقی مدن الشمال السوریة.

نشرح أکثر ونقول فی حال قبول السلطات السوریة بالمبادرة الأممیة هذه هل ستقبل بها جبهات لا تعترف بالأمم المتحدة ولا مبادراتها مثل "الدولة الاسلامیة" و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" وهی الفصائل الأقوى والأکثر تشدداً على الساحة السوریة؟

ترحیب الرئیس الأسد بمبادرة المستر دی مستورا ربما جاء بسبب تیقنه بأن هذه الفصائل الاسلامیة الثلاثة المتشددة سترفض أی مبادرة بوقف إطلاق النار فی حلب أو غیرها، مثلما سترفض أی حل سیاسی للأزمة السوریة لا ینص صراحة على رحیل النظام.

وقف إطلاق النار فی حلب یظل خطوة جیدة لحقن الدماء، والسماح بمرور المساعدات الانسانیة والغذائیة لأهلها المحاصرین الذین عانوا من سفک الدماء والقصف المتواصل والمواجهات طوال الأعوام الثلاثة الماضیة، فنجاح هذه الخطوة قد یکون مقدمة لنقل هذه "الهدنة" إلى مدن سوریة أخرى، مضافاً إلى ذلک أن أی "هدنة" فی حلب أکثر قبولاً من اقتراحات الرئیس الترکی رجب طیب إردوغان بإقامة "مناطق عازلة" فی سوریة بحمایة أمریکیة، تکرس التدخل الغربی، وتقسیم أو تفتیت سوریة إلى کانتونات طائفیة وعرقیة.

وکالة الدفاع المقدس للأنباء غیر مسئول عن النص و ماورد فیه و هو لا یعبّر الّا عن وجهة نظر کاتبه. 

المصدر: عربی برس

رایکم
الأکثر قراءة