أفادت وكالة الدفاع المقدس للأنباء بأن يعتبر مطار حلب الدولي من أهم المطارات في الجمهورية العربية السورية كونه ثاني أكبر مطار من حيث المساحة والقدرة الاستعيابية من جهة، وكون مدينة حلب العاصمة التجارية والاقتصادية لسوريا من جهة أخرى.
كما يعتبر مطار حلب من المنشآت الحيوية والقطاعات التي توقفت عن العمل منذ بدء الحرب في سوريا، حيث تمكنت الجماعات المسلحة من السيطرة على معظم أحياء مدينة حلب عام 2012 لاسيما المحيطة بالمطار من كل الاتجاهات، الأمر الذي شكّل خطراً على حركة المطار.
ولا يخفى على القاصي والداني ما تعرض له مطار حلب الدولي خلال فترة الحصار التي مرت بها مدينة حلب منذ عام 2012 حتى عام 2014 ، فترة فتح طريق خناصر وفك الحصار عن المدينة، حيث أصبح المطار مركزاً لعمليات الجيش السوري للدفاع عن مدينة حلب.
وشنت الجماعات المسلحة مئات الهجمات على مطار حلب الدولي خلال فترة الحصار، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة بغية السيطرة عليه، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، وذلك بفضل عناصر حماية المطار والقوى الرديفة آنذاك.
في نهاية عام 2016 حين سيطر الجيش السوري والقوى الرديفة على كامل أحياء مدينة حلب، وطرد الجماعات المسلحة منها، أصبح المطار شبه آمن، ولكن بقيت الجهة الجنوبية الغربية منه باتجاه ريف مدينة إدلب غير آمنة وفيها مخاطرة كبيرة لإعادة تشغيله.
ومع بداية عام 2020 وتحرير كامل ريف ومدينة حلب من سيطرة الجماعات المسلحة بات بالإمكان إعادة تشغيل مطار حلب الدولي وهذا ما حصل في شهر شباط 2020، إلا أن الإجراءات المتبعة للوقاية من فايروس كورونا وصدور قرار بإغلاق المطارات والمنافذ الحدودية أدى إلى توقف المطار عن العمل مجدداً.
من جهة أخرى تعالت أصوات المواطنين لاسيما التجار من أهالي حلب مطالبين بإعادة تشغيل مطار حلب الدولي، لما له من أثر ايجابي على حركة التبادل التجاري، فضلاً عن اختصار المسافات والوقت، وذلك أسوة بمطار دمشق الدولي الذي تم فتحه لإجلاء الرعايا العالقين خارج القطر.
ونتيجة لطلب المواطنين المتكرر، تم الإعلان من قبل رئاسة مجلس الوزراء بعودة مطار حلب الدولي للعمل اعتباراً من تاريخ 21/12/2020 وذلك بعد استكمال جميع التجهيزات اللوجستية والصحية للوقاية من الاصابة بفايروس كورونا.
إلى ذلك، اعتبر معظم أهالي مدينة حلب إعلان عودة افتتاح مطار حلب الدولي خطوة مهمة في اتجاه دعم مدينة حلب من حيث حركة نقل المسافرين والبضائع، لاسيما أنها تختصر الكثير من الوقت فضلاً عن مخاطر الطريق البري.
انتهی/