وأفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء، أنه توقفت مخابز مدعومة من "برنامج الأغذية العالمي" في جنوب قطاع غزة عن العمل، یوم الأحد، بعد مرور ثلاثة أيام فقط على استئناف نشاطها الخميس الماضي، وذلك بسبب نفاد كميات الدقيق المحدودة التي جرى إدخالها مؤخرا، في ظل استمرار إغلاق "إسرائيل" المعابر، وسط إبادة جماعية ترتكبها بالقطاع.
جدير بالذكر أن هذه المخابز عادت للعمل بشكل محدود بعد نحو شهرين من التوقف الكامل، في محاولة لتوفير الخبز للمواطنين في المناطق الجنوبية من القطاع.
وقال صاحب أحد المخابز في جنوب غزة "أحمد البنا": المخبز ظل مغلقا لشهرين، لكن بعد تسلم كمية من الدقيق من برنامج الأغذية العالمي، عملنا لثلاثة أيام فقط، ثم توقفنا مجدداً لأن الكمية نفدت بالكامل.
وأضاف: إن الخبز الذي جرى إنتاجه خلال تلك الأيام قدم لبرنامج الأغذية العالمي، الذي وزعه على المواطنين الفلسطينيين، إلا أن الكميات لم تكن كافية.
وأكد أن القطاع يعيش مجاعة حقيقية، مشيرا إلى أن المواطنين يموتون جوعا، والمساعدات التي تدخل لا تكفي لسد الحد الأدنى من الاحتياجات.
وطالب البنا، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والضغط على "إسرائيل" لفتح المعابر، والسماح بإدخال المواد الغذائية والطحين بشكل عاجل، لإنقاذ مئات الآلاف من العائلات التي تواجه خطر الجوع.
وفي 6 إبريل/ نيسان الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي، في بيان له، إغلاق جميع المخابز الـ25 التي يدعمها في غزة بسبب نقص الوقود والدقيق، بالتزامن مع تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وأوضح البرنامج، في بيان آخر، أنه استنفد آخر مخزوناته الغذائية لدعم مطابخ الوجبات الساخنة بحلول 25 إبريل المنصرم، ما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وساهمت هذه المخابز في التخفيف من المعاناة الإنسانية للنازحين الفلسطينيين الذين أفقدتهم حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كل ما يملكونه، وحولتهم وفق بيانات البنك الدولي إلى فقراء.
وكان من المفترض، خلال 84 يوما من الحصار والإغلاق الكامل، أن يدخل إلى قطاع غزة ما لا يقل عن 46 ألفا و200 شاحنة محملة بالمساعدات إلا أن "إسرائيل" تروج لرواية مضللة، تزعم سماحها بإدخال مساعدات، بينما الواقع يظهر أن ما دخل فعليا نحو 100 شاحنة، أي أقل من 1 بالمائة من الاحتياجات الأساسية للسكان، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة و50 شاحنة وقود، وهذا هو الحد الأدنى المنقذ للحياة، وسط تفاقم المجاعة الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ أكثر من شهرين، بحسب ما أورده المكتب الحكومي في بيان الاثنين.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل "إسرائيل" سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وترتكب "إسرائيل" بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود.
انتهى/