وأفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء، وأوضح أبو سلمية في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف لا إنسانية، في ظل انعدام مقومات الحياة والرعاية، مؤكدًا شعورهم بخذلان عميق من المجتمع الدولي، وخاصة من الدول العربية والإسلامية، التي تخلّت عن غزة في أحلك لحظاتها.
ووجه نداء عاجلا إلى العالم لفتح المعابر على الفور، والسماح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية لإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة، محذرا من أن القطاع يواجه إبادة جماعية ممنهجة، يجتمع فيها القتل بالتجويع والقصف المستمر أمام أعين العالم دون أي تدخل فعلي.
وبلغت مستويات الجوع وسوء التغذية حدودا كارثية، وسط تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة بشأن المخاطر التي تهدد حياة عشرات الآلاف من النساء والأطفال، الذين يحتاجون إلى تدخلات طبية عاجلة.
وسجلت وزارة الصحة في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية وفاة 19 شخصا بسبب الجوع، بينهم الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) التي قضت نصف عمرها القصير تحت نيران الحرب، لتنضم إلى قائمة ضحايا المجاعة التي تشمل حتى الآن 76 طفلا جراء سوء التغذية.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الأحد، ارتفاع عدد الضحايا من الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول للغذاء بمراكز “المساعدات الأمريكية الإسرائيلية” إلى 995 شهيدًا و6011 مصابًا، و45 مفقودا منذ 27 مايو/ أيار الماضي.
وفي هذا السياق، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن “تجويع المدنيين جريمة حرب ولا يجوز استخدامه كسلاح”، مشيرا إلى أن العائلات في غزة تواجه تجويعا كارثيا، وأن الأطفال يعانون من الهزال الشديد، وبعضهم يفارق الحياة قبل وصول أي مساعدات إليهم.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” تلقيها رسائل يأس تعبر عن واقع المجاعة في قطاع غزة، بما في ذلك من بعض زملائها في المنطقة. وأكدت على ضرورة رفع الحصار المفروض على القطاع، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعلى نطاق واسع لتخفيف المعاناة الإنسانية المتزايدة.
وتشن سلطات الاحتلال، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.