29 July 2025

غزة في المرحلة الخامسة من المجاعة؛ والخيانة للإنسانية مستمرة

ارتفع سعر الطحين في غزة بنسبة 3000٪ مقارنة بما قبل أكتوبر 2023؛ وتُفرض مجاعة واسعة النطاق وغير مسبوقة بشكل منهجي ضد سكان هذه المنطقة بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية.
رمز الخبر: ۷۰۰۹۰
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۱:۵۸ - 29July 2025

وکالة الدفاع المقدس للأنباء: تواجه قطاع غزة، الذي يضم حوالي 2.3 مليون نسمة، في السنوات الأخيرة أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار الطويل والعمليات العسكرية والقيود الشديدة على وصول المساعدات الإنسانية. أزمة تتفاقم لحظة بعد أخرى، وتوشك أن تتحول إلى كارثة إنسانية عالمية.

غزة في المرحلة الخامسة من المجاعة؛ والخيانة للإنسانية مستمرة

لكن الأمر المحزن والمثير للغضب هو أن الكيان الصهيوني استخدم "الجوع" و"المجاعة" كأدوات ضد سكان غزة وحركة "حماس" خلال الحرب. عوامل أدت إلى تحول أزمة الحرب في غزة، خاصة منذ أكتوبر 2023 وتصاعد العنف، إلى كارثة كاملة. وفقًا لمصادر موثوقة، فإن وضع الجوع والمجاعة في غزة أصبح بالغ الخطورة لدرجة أن الرأي العام العالمي يشعر بالحزن والغضب إزاء هذه الأوضاع.

وعليه، إذا أردنا مناقشة الوضع الحالي للجوع والمجاعة في قطاع غزة، فلا بد من الإشارة إلى أن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تؤكد أن غزة تعاني من مرحلة حرجة من انعدام الأمن الغذائي، بلغت في بعض المناطق المرحلة الخامسة (الكارثية).

فيما يتعلق بـ"انتشار المجاعة في جميع أنحاء غزة"، تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن أكثر من 133 ألف شخص (حوالي 6٪ من سكان غزة) يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي في المرحلة الخامسة (المجاعة الكارثية)، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 345 ألفًا بحلول أبريل 2026.

من جهة أخرى، يُظهر تقرير نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أن 93٪ من سكان غزة (حوالي 1.95 مليون نسمة) يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يعيش 244 ألفًا في ظروف كارثية. وهذا يعني أن جميع سكان غزة تقريبًا يواجهون مستويات مختلفة من الجوع وانعدام الأمن الغذائي، وهي أوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

ومن العوامل الأخرى التي تفاقم أزمة الجوع والمجاعة في غزة الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية. وفقًا للتقارير، ارتفع سعر الطحين في غزة بنحو 3000٪ مقارنة بفترة ما قبل أكتوبر 2023. على سبيل المثال، وصل سعر كيس الطحين إلى 150 شيكل (حوالي 42 دولارًا)، بينما بلغ سعر الكيلوغرام من السكر 1000 دولار، وأصبحت اللحوم والفواكه شبه معدومة.

وقد كان للجوع والمجاعة المتصاعدة في قطاع غزة تأثير كارثي على الفئات الضعيفة، خاصة "الأطفال" و"النساء الحوامل". أفادت اليونيسف أن 71 ألف طفل دون الخامسة و17 ألف امرأة حامل يحتاجون إلى علاج عاجل من سوء التغذية. كما تم الإبلاغ عن زيادة حالات الإجهاض، وولادة أطفال ناقصي الوزن أو مشوهين بسبب الجوع وغياب الرعاية الطبية.

كما يجذب ارتفاع عدد الوفيات بسبب الجوع والمجاعة في غزة انتباه العالم. وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد مات ما لا يقل عن 127 شخصًا، بينهم 85 طفلًا، بسبب الجوع وسوء التغذية حتى يوليو 2025.

لكن هذه ليست الصورة الكاملة، فهناك تقارير أخرى تشير إلى زيادة الوفيات الناجمة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والمرضى. وقد أفادت المستشفيات بأن أطفالًا يعانون من أعراض سوء التغذية الحاد، مثل الهزال الشديد وتورم البطن، يصلون إلى المراكز الصحية.

ولا يخفى على أحد أن "الحصار ومنع المساعدات الإنسانية" هو السبب الرئيسي للجوع الشديد والمجاعة الكارثية في غزة. فمنذ أكتوبر 2023، فرض الكيان الصهيوني قيودًا صارمة على دخول الغذاء والماء والدواء والمواد الأساسية. كما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنه لم يتم إدخال أي مساعدات غذائية إلى غزة منذ أكثر من أربعة أشهر، بينما تنتظر مستودعات مليئة بالطعام في دول مجاورة، مثل العريش في مصر، الحصول على تصريح لدخول القطاع.

وفي الختام، فإن المجاعة الواسعة وغير المسبوقة في غزة، التي تهدد حياة جميع الفلسطينيين هناك، ليست فقط من صنع الكيان الصهيوني غير الشرقي والمحتل، بل إن الدعم الأمريكي والغربي يشكل عاملاً رئيسيًا في استمرارها وتوسعها بين سكان غزة.

انتهی/

رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار