07 September 2025

عراقتشي: منفتحون على الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مقابل إنهاء العقوبات

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي يحذر أوروبا من "خطأ فادح" ارتكبته بإعادة تفعيل "آلية الزناد"، معتبراً أنّ هذه الخطوة تُمكّن سياسات ترامب وتهمّش مكانة أوروبا العالمية، لافتاً إلى أن بلاده مازالت منفتحة على الدبلوماسية.
رمز الخبر: ۷۰۲۰۷
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۳:۴۵ - 07September 2025

وأفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء، أنه كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، في مقالٍ نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنّ قرار بريطانيا وفرنسا وألمانيا (الترويكا الأوروبية) تفعيل "آلية الزناد" ( آلية إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران) يمثّل "خطأً فادحاً" في التقدير، داعياً الدول الأوروبية الثلاث إلى التراجع.

عراقتشي: منفتحون على الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مقابل إنهاء العقوبات

وأكد أنّ أوروبا تتّبع اليوم سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدلاً من انتهاج مسار مستقل، محذراً من أنّ هذه الخطوة قد تنعكس سلباً على مكانة أوروبا الدولية.

كما أوضح وزير الخارجية الإيراني أنّ أوروبا كانت على مدى عقدين في قلب الأزمة المفتعلة حول البرنامج النووي السلمي الإيراني.

واضاف أنّ "أوروبا وبعد أن كانت قوةً مُعتدلةً تطمح إلى كبح جماح أميركا المُعادية ذات الأهداف المُتطرفة في منطقتنا، تُمكّنها اليوم من تجاوزاتها".

وأشار عراقتشي إلى أنّ تفعيل "آلية إعادة فرض العقوبات" يتجاهل السياق الحقيقي، وهو أنّ الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018 وأعادت فرض العقوبات، فيما فشلت أوروبا في تنفيذ التزاماتها.

ولفت عراقتشي إلى أنّ أوروبا لم تكتفِ بالفشل في الوفاء بتعهداتها التجارية والاقتصادية تجاه إيران، بل امتنعت أيضاً عن إدانة الهجمات الأميركية على بلاده، بل ووفرت غطاءً سياسياً لها، مضيفاً أنّ أوروبا بهذا السلوك تسعى إلى حجز مقعد على طاولة قضايا أخرى عبر إظهار الولاء المطلق لواشنطن، وواصفاً ذلك بالمسار المتهور الذي سيؤدي إلى نتائج عكسية.

هذا وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أنّ أوروبا ماضية في تهميش نفسها، إذ إنّ الرئيس ترامب لا ينظر إليها إلا كطرف ثانوي، حيث وأعطى مثالاً بالصور الأخيرة التي أظهرت قادة أوروبيين جالسين في المكتب البيضاوي أمام ترامب "في مشهد يُظهر التبعية الكاملة".

واستعرض عراقتشي مراحل المفاوضات السابقة، بدءاً من تشكيل مجموعة الدول الأوروبية الثلاث عام 2003، مروراً بانهيار المحادثات بسبب عجز أوروبا عن مواجهة واشنطن، وصولاً إلى توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015 بعد سنوات من العقوبات والتوتر.

وأكد أنّ الاتفاق كان واضحاً: قيود صارمة على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات، لكن الولايات المتحدة أجهضته بانسحابها.

وأضاف المقال، أنّ الأوروبيين وعدوا بعد انسحاب واشنطن بأن يستمروا في التجارة مع إيران ويحافظوا على التزاماتهم، لكن "لا شيء من ذلك تحقق"، مبيّناً أنّ إيران واصلت التزامها بالاتفاق فيما توقعت أوروبا أن تقبل طهران بقيود من جانب واحد.

ورغم ما ورد، شدّد عراقتشي على أنّ بلاده لا تزال منفتحة على الدبلوماسية، وأنها مستعدة لاتفاق جديد "واقعي ودائم"، يقوم على فرض رقابة صارمة على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات بشكل كامل، محذّراً من أنّ تجاهل هذه الفرصة قد يجر المنطقة والعالم إلى "عواقب مدمّرة على مستوى جديد تماماً".

وفي سياقٍ متّصل، أشار عراقتشي إلى أنّ "إسرائيل" تحاول تقديم نفسها كقوة قادرة على شنّ حرب بالنيابة عن الغرب، لكن الواقع يثبت أنّها تعتمد على الولايات المتحدة لإنقاذها في كل مرة.

وقال إنّ المناورة الإسرائيلية الفاشلة هذا الصيف كلّفت دافعي الضرائب الأميركيين مليارات الدولارات وأظهرت واشنطن كطرف متهور يُجر إلى حروب نظام مارق.

وختم عراقتشي قائلاً: "إذا كانت أوروبا تريد حقاً حلاً دبلوماسياً، وإذا كان الرئيس ترامب يريد تركيز الجهود على قضايا حقيقية غير مصنّعة في "تل أبيب"، فعليهما منح الدبلوماسية الوقت والمساحة اللازمين لتحقيق النجاح. مضيفاً بالقول": "من غير المرجح أن يكون البديل جميلاً".

انتهی/

رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار