تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

"رأیتُ جمیلًا "

فلا تتفاجأ بها وهی توزع الحلوى فی عرس صغیرها، تداوی ابنها الآخر الذی عاد جریحًا، تهیئ حفیدها لمستقبل واعد ...
رمز الخبر: ۶۰۰۶۱
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۰۳:۱۴ - 25September 2014


 أحمد هادی

صباحک، مساؤک، صیامک، عیدک،  فی الجنة أجمل. عبارة باتت على لسان أهالی الشهداء وأقربائهم وأصدقائهم حین یستذکرونهم، لتکون ثقافة الشهادة فی سبیل ما هو أسمى رائدة فی مجتمعنا، وکأن الله خصنا بواجب الدفاع عن الحق، مطلق حق، من دفاع عن الأرض إلى دفاع عن المقدسات. شعارات کثیرة رفعت فی الآونة الاخیرة، لعل أبرزها شعار "لبیک یا زینب"، ولمن لا یعرف زینب، فهی ابنة الإمام علی بن أبی طالب (ع). أمها فاطمة الزهراء(ع) بنت النبی محمد (ص). شقیقة سیدی شباب أهل الجنة، الحسن والحسین (ع). أخت أبی الفضل العباس (ع). هی بطلة کربلاء. استشهد أربعة من أولادها مع خالهم الحسین (ع). وکفى بنسبها أن یلبی کل شریف غیور نداء الدفاع عن حرمها.
بدأت بمقدمتی هذه فی محاولة لفهم حقیقة ما یدفع هؤلاء الأبطال وأهلهم إلى التضحیة بکل غالٍ ونفیس، وهل هناک ما هو أغلى من الحیاة؟ کیف لأم قدمت فلذة کبدها، وتراها فی عزائه شامخة مستبشرة، تقدم العزاء لزینب وتشکر الله على قبوله. حقیقة حیرت العقول. بدأت جولتی من عزاء إلى آخر. أشاهد وأراقب من بعید، وأحیانًا عن کثب، لم أجد إلا الصبر والجلد. ابنها مقتول وهی تعزی فاطمة (ع) بابنها الحسین (ع): ... عذرًا سیدتی هذا عزاء ابنک. تجاهر وتفاخر: هو فداء لزینب. لتکون مصداقًا لقولها (ع): ... ما رأیت إلا جمیلًا ... هل هناک من تفسیر عقلی؟ نعم إنه العشق. نور من نور. 
کیف لشاب لم یبلغ العشرین ان یقف بوجه هؤلاء الظلامیین التکفیریین فرحًا بأنه یقاتلهم، حاضرًا فی أخطر ساحات الحروب، لیخبرک بسره الکبیر: لا تبحث لا تعذب نفسک، فالقلوب ولهى، أشغلها حب الله ونصرة دینه، ذودًا عن حرم رسوله ... حسینیون کربلائیون هم، فاطمیات زینبیات هن، فلا تتفاجأ بها وهی توزع الحلوى فی عرس صغیرها، تداوی ابنها الآخر الذی عاد جریحًا، تهیئ حفیدها لمستقبل واعد ... 
فی منزل آخر لا تحتاج إلى أن یرشدک أحد. یمکنک أن تلحق الرایات لتصل. هو أب لشهیدین، أولهم استشهد إبان الاحتلال الإسرائیلی، والآخر فی الدفاع المقدس. یحمل فنجان قهوته یرتشفها، ویتحدث عن مآثر الشهید تارة وعن بطولاته تارة أخرى. یمنی النفس بشفاعتهم عند الله. 
من أنتم أیها الکبار الکبار. هو وعی مهما حاول الأعداء کیه ما استطاعوا. نفوس ابیة وأنوف حمیة، من هناک من کربلاء الحسین، إلى ساحات القتال. صرخة دوت فی آذانهم، واستقرت فی عقولهم والقلوب. هیهات منا الذلة. یأبى الله لنا هذا ورسوله والمؤمنون... لهذا، کل أوقاتهم فی الجنة أجمل.

المصدر: الموقع الرسمی للمقاومة الإسلامیة فی لبنان

رایکم
الأکثر قراءة