19 November 2024

4 دروس من الجرف الصامد (هآرتس)

إن الانفاق التی حفرتها حماس تعرض للخطر البلدات الواقعة بالقرب من القطاع، لکن یجب أن نتذکر أن الصواریخ الموجهة الى اهداف اسرائیلیة أخطر. فالانفاق خطر محلی فی حین یمکن أن یشوش هجوم طویل بالصواریخ سیر الحیاة کلها فی الدولة.
رمز الخبر: ۶۰۱۹۶
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۰۹:۳۸ - 30September 2014

4 دروس من الجرف الصامد (هآرتس)

هآرتس
بقلم: موشیه آرنس


حان الوقت لنحلل عملیة “الجرف الصامد” ونستخلص منها الدروس المناسبة، لأنه یبدو أنه تنتظرنا جولة قریبة اخرى. فحماس لم تُهزم ولا تنوی أن تنزع سلاحها. ولا شک فی أنها ستعید ملء مخازن قذائفها الصاروخیة کی تطلقها فی اللحظة التی تراها مناسبة، ولا یجوز لنا أن ننسى أن 100 ألف صاروخ اخرى لمنظمة ارهابیة اخرى – حزب الله – موجهة الى اسرائیل، فما هو اذا الدرس الذی یجب علینا استخلاصه؟
الدرس الاول هو أنه لا یمکن ردع ارهابیین: لا الارهابی الفرد ولا القاعدة ولا داعش ولا جبهة النصرة ولا حزب الله ولا حماس. فأفق تخطیطها یمتد فی مدى مئات السنین، ولا یمکن تغییر اعتقادها ولن تردعها ضربة واحدة عن عملیات ارهابیة اخرى لأنها على یقین من النصر النهائی. وکان یجب على اسرائیل أن تفهم ذلک عقب عملیتی الرصاص المصبوب وعمود السحاب، فهاتان العملیتان لم تردعا حماس عن تجدید اطلاق القذائف الصاروخیة على اسرائیل بعد ذلک بسنتین. ویوجد من یریدون أن یؤمنوا بأن الضربة القاسیة التی أصابت حزب الله فی حرب لبنان الثانیة تمنعه من أن یتحرش باسرائیل مرة اخرى. فعلیهم أن یدرکوا أن حزب الله استغل الفترة التی مضت منذ ذلک الحین لجمع أکثر من 100 ألف صاروخ دقیق بعید المدى وهو مستعد لتجدید الهجمات على اسرائیل حینما یشاء ذلک أو حینما یتلقى الأمر من طهران.
ویتعلق الدرس الثانی بالسلاح الذی یستعمله الارهابیون. إن الانفاق التی حفرتها حماس تعرض للخطر البلدات الواقعة بالقرب من القطاع، لکن یجب أن نتذکر أن الصواریخ الموجهة الى اهداف اسرائیلیة أخطر. فالانفاق خطر محلی فی حین یمکن أن یشوش هجوم طویل بالصواریخ سیر الحیاة کلها فی الدولة حتى لو نجحت القبة الحدیدیة – وذلک بکلفة باهظة جدا – فی أن تعترض اکثرها.
ولهذا یجب أن یقوم فی مقدمة أولویات کل عملیة عسکریة القضاء على تهدید الصواریخ وهو أهم کثیرا من الکشف عن الانفاق التی توجد طرق لعلاجها دون ادخال قوات بریة. وکان یجب تطبیق تلک الطرق منذ زمن ویجب تطبیقها الآن، لکن یجب أن یکون الهدف الاول القضاء على تهدید الصواریخ.
ویتعلق الدرس الثالث بجبهتی الارهاب، فعلى اسرائیل التی تواجه تهدید حماس فی الجنوب وخطر حزب الله فی الشمال أن تطمح الى منع معرکة فی الجبهتین فی الوقت نفسه، وأن تعالج کل تهدید على حدة. إن حزب الله غارق الآن فی الحرب السوریة. ومن الواضح لذلک أیهما یجب ضربه أولا. توجد امثلة کلاسیکیة لادارة معرکة فی جبهتین بعلاج کل واحدة على حدة کالمعرکة الشهیرة فی الحرب العالمیة الاولى التی اضطرت فیها المانیا الى أن تواجه الروس فی الشرق والفرنسیین والانجلیز فی الغرب. وقد هزم الجنرال فون هایدنبرغ الروس أولا ومکّن المانیا بذلک من أن تتجه لتواجه الجبهة الغربیة. والذی نسی هذه الواقعة یستطیع أن یقرأ عنها فی کتاب الکسندر سول زنتسین “آب 1914″.
والدرس الرابع الاخیر الذی یجب علینا استخلاصه من عملیة “الجرف الصامد” أن حروب اسرائیل یجب أن تکون قصیرة، فنحن غیر مهیئین لحروب طویلة. وکلما طالت الحرب وزاد عدد الخسائر من الطرفین زاد فی العالم نفاد الصبر لرؤیة حرب یبدو أنها لا تفضی الى أی مکان، ولهذا یجب أن یُفعل ما یجب أن یُفعل سریعا.

المصدر: موقع شبکة الإحتلال

رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار