تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22
اللواء المتقاعد یحیى سلیمان:

تعلمنا أن الأمریکان أعداء الشعوب والأتراک مهزومون

إذا أردنا أن نقیم ماحصل ،لانستطیع أن نکون محایدیین لدرجة أن نعتقد بأن تضرب البنى التحتیة السوریة بقدر ما قد تکون ضربات لمصادر التمویل لداعش ، لکن السؤال هل هذه الضربات دقیقة ؟لو کانوا جادین،کان یمکن أن یأخذوا معلومات دقیقة بعیدة عن حیاة المدنیین و تقتل أعداد أکبر من مقاتلی تنظیم داعش الارهابی، ولکن لایزال یبقى من المبکر بالحکم على النیة الحقیقة لهذه الضربات أو على انحراف مسارها حتى الآن .
رمز الخبر: ۶۰۳۳۷
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۶:۱۲ - 04October 2014

تعلمنا أن الأمریکان أعداء الشعوب والأتراک مهزومون

الرئیس الأمریکی یکشف أخیراً سوء تقدیر أجهزة مخابرات بلاده بشأن داعش، ثم تقر بلاده بأن السیادة السوریة على صواب فی کل ماقالته ، لیقول بأن المعارضة المرجاة قد خذلتهم ..
للحدیث عن ذلک فی حوار لـ «عربی برس» مع الباحث الاستراتیجی اللواء المتقاعد د.یحیى سلیمان:
 
سوریا أصبحت أکادیمیة فی مواجهة الارهاب، ماهی إضافة ضربات التحالف الدولی للقضاء على تنظیم داعش وخصوصا مع التقدم المیدانی للجیش العربی السوری فی تلک المناطق؟
إن تعبیر أن سوریا أصبحت اکادیمیة ملفت وعمیق ویعبر عن امتلاک الجیش لقدرات کبیرة وحتى امتلاک الشعب السوری لخبرات وأهمها الصمود، ومایجری الآن وماتفعله الضربات مع تحفظنا علیها، اعتقد أنها قد تکون تحدی لإمکانات داعش وشرکائها وحلفائها، وإن تکن لم ولن تصل لجدوى أمنیة أو عسکریة لکنها ستساهم لدرجة ما ولکننا بحالة شک أن تتحول کعادتها بلحظة من اللحظات لمسار آخر غیر الذی أعلنت عنه وأطلقت تحالفها باسمه.
وجود داعش ومایحصل هو قدر فرض علینا ولم نختاره ولکننا سنقاتل ونحن نعلم أن ماتفعله أمریکیا من أجل سیاسة داخلیة تخصها فی موسم الانتخابات الامریکیة المقبلة، أو ربما لرفع حالة العتب التی أصابت الدول فهی بعد أن دعمت ومولت التنظیمات المسلحة لاحظنا کیف اقرت وعلى رأسها امریکا بأن مخابراتها قد أخطأت بالتقدیروصرفت من الأموال والزمن لتعود بعد 3 سنوات إلى المربع الأول.
أما على أرض الواقع فلایمکننا قراءة المستقبل القریب حتى الآن، لکن علمتنا التجارب أن الامریکان أعداء الشعوب ویمکن أن ینقلبو على مصالح حلفائهم وعلى رأسهم الکیان الاسرائیلی.
ونستطیع أن نبقى حذرین لکننا ماضون شاء من شاء و أبى من أبى وأوکد أن یساهم فی القضاء على الارهاب مرحب به لدینا.
 
هل توجیه غارات التحالف لحقول نفطیة،هی ضرب لداعش أم للاقتصاد السوری؟
إذا أردنا أن نقیم ماحصل ،لانستطیع أن نکون محایدیین لدرجة أن نعتقد بأن تضرب البنى التحتیة السوریة بقدر ما قد تکون ضربات لمصادر التمویل لداعش ، لکن السؤال هل هذه الضربات دقیقة ؟
لو کانوا جادین،کان یمکن أن یأخذوا معلومات دقیقة بعیدة عن حیاة المدنیین و تقتل أعداد أکبر من مقاتلی تنظیم داعش الارهابی، ولکن لایزال یبقى من المبکر بالحکم على النیة الحقیقة لهذه الضربات أو على انحراف مسارها حتى الآن .
 
هناک تحرکات ترکیة لنشر قوة ووضع جدار عازل شمال سوریا أمام برلمانها، ما الرؤیة السوریة لهذا التحرک؟
الأتراک من بدایة أحداث الأزمة فی سوریا وهم یلعبون بأذیالهم ویدعمون ویدربون و ویدخلون المجموعات المسلحة إلى أراضینا ، وفعلوا کل الموبقات بالنسبة لنا ،والآن هم یخشون أن یخرجوا من "المولد بلى حمص" کما یقال، فذهب لوضع خطته وشروطه لإقامة المنطقة العازلة  ولاحظنا کیف أن الرئیس الأمریکی لم یقابله.
وأمام الذی یجری الآن ترکیا تحاول ضرب أکثر من عصفور والذی عنیه القوى الکردیة والتی وصل الصراع معها إلى أوجه رغم کل الهدن التی ظهرت ،لکن الجانب الأردوغانی لایرید حلاً بل یرید ضرب أکراد ترکیا وأکراد سوریا ، وهو لایستطیع أن ینفذ ذلک وحده بل یرید موافقة الأمم المتحدة والتی رفضته لیلجأ إلى البرلمان الترکی.
لکن هل هو قادر على التنفیذ! ، طبعا هو غیر قادر إذا لم یحصل عل غطاء أمریکی، یبدو أنه غیر واضح وغیر مؤمن.
ترکیا تسعى لفرض سیطرتها على تلک المنطقة والدور الأمریکی هو الذی یرجح ذلک، هکذا هی علاقة السید بالعبد، والآن هم منبوذون وخوصا بعد رفض الاتحاد الأوروبی لهم لذا أظن ترکیا تعتقد أن تبرز نفسها على الساحة الآن بأی وسیلة مثلما اخذت على عاتقها تأسیس الأمبراطوریة الإخوانیة ولکن مشروعهم واضح ومکشوف وسینهار.
 
کیری قال بأن الحل فی سوریا هو حل سیاسی، ماذا عن دعم مایسمونه «المعارضة المعتدلة»؟
بالأمس قال رئیس کیری بأن المعارضة المعتدلة فنتازیا ،وقال بالأمس القریب بأن المخابرات الأمریکیة أخطأت بتقدیر إمکانات داعش وقدراته ، ثم قال تأخرنا 3 سنوات وصرفنا الأموال على المعارضة المرتجاة فکان ماکان من تغیر بالحال وخصوصا على مسرح الشرق الأوسط.
سیأتی یوم من الأیام أن یعید التاریخ نفسه وسیحصل مثلما حصل فی الحرب على العراق، حیث کان الموقف السوری واضح بأن تلک الحرب بلى جدوى وعبثیة لیعترف العالم والعرب بعدها بالصواب السوری.
حتى الأمریکان سیعترفون بصحة مواقفنا لأن هناک توازن دولی یحفل ، لذلک أمریکا تجد المعوقات أمام طموحها فباتت تتراجع وستعترف علنیا به یوما من الأیام ، لکنهم الیوم رغم تلمیحاتهم لن یعترفوا بهزیمتهم بهذه البساطة وسلاحهم أصبح بید الدواعش.

رایکم
الأکثر قراءة