بسم الله الرحمن الرحیم
أرحب بکم جمیعاً أیها الإخوة و الأخوات الأعزاء، و العلماء الأعلام، و الفضلاء المحترمون، و الشباب المتحمس و المؤمن، و عموم شرائح أهالی مدینة قم الذین أثبتوا بشهادة أحداث التاریخ فی الحقبة المعاصرة تمیّزهم و امتزاج حماسهم بوعیهم و شجاعتهم و جهادهم فی الأحداث العظیمة و المصیریة طوال هذه الأعوام. رغم أن یوم التاسع عشر من دی یوم بارز و منقطع النظیر لأسباب متعددة، بید أن تمیّز أعمال أهالی قم الأعزاء و مبادراتهم لا تنحصر دون شک فی یوم التاسع عشر من دی. ففی عهد ما بعد الثورة و فی شتى الأحداث و خلال فترة الحرب المفروضة و فی الأحداث المهمة و المصیریة التی وقعت طوال هذه العقود، عندما نلاحظ دورکم یا أهالی قم نجد مکانة بارزة و ممتازة على الدوام. و نشکر الله على هذا فهو ما جعل مدینة قم بوصفها قطباً لرجال الدین الشیعة و الإسلامیین تتجلى الیوم کرمز لعظمة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة. الذین یفکرون فی القضایا المتعلقة ببلد إیران و بنظام الجمهوریة الإسلامیة و یدرسون و یبحثون و یعملون - سواء کانوا من أعدائنا أو من أصدقائنا - یرکزون على مدینة قم و الحوزة العلمیة فی قم و أهالی قم و أحداث قم. نتمنى على الله تعالى کما وفقکم إلى الآن أیها الأهالی الناشطون الرشیدون الفاعلون الأعزاء و أعانکم، أن یشملکم فی المستقبل أیضاً - و لا مراء أن بلادنا فی الآفاق المستقبلیة أیضاً بحاجة للإرادات القویة و العزائم الراسخة و الأقدام و الخطوات الثابتة - بعونه و هدایته.
حول یوم التاسع عشر من دی، ما انفک المتحدّثون على اختلاف اتجاهاتهم و المفکّرون و أصحاب الرأی و البحث و النظر و الاختصاص، ما انفکوا یتحدثون و یدرسون هذه الحادثة من زوایا و أبعاد مختلفة، و یحللونها و یصفونها و یتحدثون عن دورها و تأثیراتها. و مع ذلک أعتقد أن حادثة التاسع عشر من دی المهمة لا تزال جدیرة بالتأمل و التدقیق. فثمة أبعاد فی هذه الحادثة قمینة بالتحلیل و الذکر و استلهام الدروس منها. و من هذه الأبعاد أن حادثة التاسع عشر من دی فی قم هی مظهر و تجسید الآیة القرآنیة الشریفة: فَانتَقَمنا مِنَ الذینَ اَجرَموا وَ کانَ حَقًّا عَلَینا نَصرُ المُؤمِنین (1). فی هذه الآیة القرآنیة من سورة الروم المبارکة و على حد تعبیر الله تعالى تتجلى نصرة المؤمنین کحق على الله، و قد استخدم سبحانه هذا التعبیر فی عدة مواضع من القرآن الکریم، من قبیل: عَلَیهِ حَقًّا فِى التَّوراةِ وَ الاِنجیلِ وَ القُرءان (2) و مواطن أخرى منها هذه الآیة الکریمة التی یقول فیها إنه حق علینا، أی على الذات الإلهیة المقدسة لربّ العالمین، نصر المؤمنین. طیّب، فی أیة ظروف کان هذا؟ فی أیة ظروف قال سبحانه: إن المؤمنین ینتصرون؟ فی ظروف لم یکن للمؤمنین فیها أیة کوّة أمل على حسب ظواهر الأمور. لاحظوا هذه الآیات.. عندما کان أعداء جبهة الإیمان بقدراتهم الظاهریة و بمعداتهم و أجهزتهم الهائلة یقفون بوجه المؤمنین، و هناک صراع جبهوی کبیر على الأبواب.. فی مثل هذه الظروف یقول عزّ و جلّ: وَ کانَ حَقًّا عَلَینا نَصرُ المُؤمِنین.
یوم خرج شباب قم من طلبة العلوم الدینیة و من غیر طلبة العلوم الدینیة، و من شتى شرائح الشعب المؤمن إلى شوارع قم و أزقتها للدفاع عن الإمام الخمینی و عن الحقیقة و عن الرایة المرفوعة للنضال ضد الطاغوت، و وقفوا أمام رصاص مرتزقة النظام الطاغوتی و أریقت دماؤهم على أسفلت الشوارع، لم یکن أی واحد منهم و لا ممن حولهم یتصورون ما سیکون لهذه الحادثة من تأثیر. إنما شعروا بالتکلیف و الواجب، و حملوا طاقاتهم و قدراتهم و کل ما لدیهم و نزلوا إلى الساحة. هل کان أهالی قم یتصورون أن التاسع عشر من دی سیکون مصدراً لهذه التطورات و التحولات المتسلسلة من النضال و الکفاح و الاعتراضات التی انتهت إلى نهضة شعبیة عارمة کبیرة حسمت الموضوع نهائیاً؟ هل کان أهالی قم یظنون أن العمل الذی یقومون به سیکون مبارکاً إلى هذه الدرجة؟ لم یکونوا یتصورون ذلک، و لکن: وَ کانَ حَقًّا عَلَینا نَصرُ المُؤمِنین. سبب الانتصار هو أن جماعة - أو شعباً بالمقاییس الکبیرة - لها إیمان صحیح راسخ و مصحوب بالبصیرة، و یکون هذا الإیمان و البصیرة مصحوبین بالعمل و المبادرة، حینما تجتمع هذه الأمور سیکون النصر أکیداً. حین ترون فی بعض الحالات أن هناک مؤمنین لا ینتصرون فالسبب هو إما أن الإیمان ضعیف، أو الإیمان غیر صحیح - الإیمان بشیء یجب عدم الإیمان به - أو إن الإیمان غیر مصحوب بالبصیرة فی ما یتعلق بقضایا العالم و الأمور المحیطة بهم.
عدم التوفر على بصیرة یشبه عدم التوفر على عیون. فی مثل هذه الحالة سوف لن یرى الإنسان الطریق. نعم، لدیکم عزیمة و لدیکم إرادة و لکن لا تعلمون إلى أین یجب أن تسیروا. و هذا هو السبب الذی جعلنا نشدد کل هذا التشدید فی أحداث التاسع من دی على البصیرة، و قد ساء هذا بعض الناس. لو لا البصیرة فإن ذلک الإیمان قد یأخذ الإنسان إلى الطریق الخطأ. الذی لا علم له و لا بصیرة له بالأمور التی تحیطه و ما یحدث حوله، قد یحدث أن یسیر فی الطریق الخطأ، فلا تذهب کل طاقاته هدراً و حسب، بل و تسیر به فی الطریق الخطأ. إذن، لا بد من بصیرة. إذا توفر العمل الصالح القائم على أساس الإیمان الراسخ الصحیح.. الإیمان المصحوب بالبصیرة إلى جانب الاستمرار و المقاومة و الاستقامة فإن النصر سیکون أکیداً. الذین لا ینتصرون یفتقرون لأحد هذه العناصر: إما عدم وجود الإیمان، أو عدم وجود الإیمان الصحیح، أو عدم وجود الاستقامة، أو عدم وجود البصیرة. و هکذا لا یسیر الإنسان الطریق کله بل ینقطع عن المسیرة فی منتصف الطریق، و لا یصل طبعاً للنتیجة المتوخاة. لقد وفّر الشعب الإیرانی هذه الشروط و حققها فکان إیمانه صحیحاً، و لأن دلیله کان دلیلاً صادقاً و ماهراً و خبیراً، حیث کان فقیهاً عالماً و واعیاً لقضایا العالم، و منقطعاً عن المطامع و المصالح المادیة الشخصیة، و عالماً بالکتاب و السنة، فقد دلّ الناس على الطریق و سار الناس ببصیرة و أدرکوا ما الذی یجب فعله ففعلوه، وَ کانَ حَقًّا عَلَینا نَصرُ المُؤمِنینَ، و کذا الحال الیوم أیضاً.
المهم بالنسبة لنا هو أن نتأمّل و ندقق فی سلوکنا و فی ماضینا، و نستقی الدروس من نقاط ضعفنا و نقاط قوتنا. و کذلک هو الأمر فی الوقت الحاضر. لا یتوهم أحد أن الذین وقفوا بکل قواهم فی وجه الثورة الإسلامیة قد أقلعوا عن ممارستهم الیوم، لا، لا یزالوا الیوم أیضاً على نفس وضعهم، و کل ما فی المسألة أن أی عدو إذا اضطرته الظروف فسوف ینسحب و یتراجع. إذا أرغمتموهم على التراجع فسوف یضطرون للتراجع، لکنهم لن یتراجعوا عن عدائهم. هذه هی القضیة فی العالم الیوم. یجب معرفة العدو و یجب معرفة جبهة الأعداء، و ینبغی عدم أخذ ابتسامات الأعداء مأخذ الجدّ أو الانخداع بها، و یتحتم عدم نسیان الهدف. هدف الجمهوریة الإسلامیة هو الوصول إلى مبادئ الإسلام و مطامحه، أی السعادة المادیة و المعنویة للبشر، بمعنى التقدم فی شؤون الحیاة المادیة و المعنویة. یجب عدم نسیان هذا الهدف، بل یجب متابعته و التیقّن بأن النصر أکید و محتّم بفضل الإیمان الراسخ و مواصلة الطریق و البصیرة فی الشؤون المحیطة و القضایا الجاریة، و البصیرة تجاه العدو و البصیرة فی ساحة العمل و فی جبهة النضال و الکفاح.. یجب التنبّه لهذه الأمور. و هذا ما یدعونی للقول دائماً إن الآفاق أمام نظام الجمهوریة الإسلامیة مشرقة، فشعب إیران و الحمد لله و شبابها و رجالها و نساؤها ذوو إیمان و بصیرة و یعرفون الأعداء و هم إلى ذلک من أهل العمل و الجدّ و الإبداع. فی أیة قضیة خاض شبابنا و لم یستطیعوا حلّ المسألة؟ فی أی مجال من المجالات فی هذا البلد، توفرت لنا البنى التحتیة، استطعنا أن نتقدم إلى الأمام. و هذا بفضل المواهب و القدرات التی أودعها الله تعالى فی هذا الشعب المؤمن المتدین. و هذه هی طبیعة العمل و الأمور و من الطبیعی أن نتقدم.. فی المجالات العلمیة و المجالات الاجتماعیة و فی میدان البناء و على الصعید السیاسی و فی مختلف المیادین، أین ما وثقنا تقدمنا. و کذا الحال فی الوقت الراهن أیضاً. توصیتی الدائمة للمسؤولین المحترمین هی الاهتمام بالطاقات الداخلیة للبلاد من أجل معالجة المشکلات، و عدم النظر للخارج. طبعاً یجب أیضاً معالجة القضایا الخارجیة، فهذا مما لا شک فیه. الشعب الفعال و الحکومة النشیطة و الدولة المتوثبة نشیطة فی کل المجالات بما فی ذلک القضایا الدولیة و الشؤون الإقلیمیة و القضایا الدبلوماسیة، فهذا ضروری و لازم، لکن أملنا یجب أن ینعقد على الدعم و العون الإلهی و على الطاقات الداخلیة للشعب و البلد. هذه هی الضمانة و الحصانة للبلاد.
تلاحظون فی الوقت الحاضر أن أعداءنا - و هم طبعاً أساءوا دوماً معرفة شعب إیران و لم یعرفوه، و وقعوا فی الخطأ دوماً، و هم یرتکبون نفس الخطأ فی الوقت الحاضر، إنهم لا یعرفون شعبنا و بلادنا - یتوهّمون أن الشعب رفع یدیه أمامهم و استسلم بسبب ضغوط الحظر و الحصار الاقتصادی.. لا.. أنتم على خطأ. هذا الشعب لیس شعباً یرفع یدیه بعلامة الاستسلام، و هو شعب لم یستسلم حتى فی ظروف أصعب من هذه. و النموذج الواضح و الساطع و الذی لا یقبل الإنکار لذلک هو ثمانیة أعوام من الحرب المفروضة. فهل هذا بالمزاح و الهزل؟ ثمانیة أعوام! کل القوى العالمیة ساعدت مجرماً لیعمل ضد البلد و الشعب، و قد تغلب هذا الشعب علیهم جمیعاً، فهل هذا بالعمل الصغیر؟ هل هذا بالشیء الصغیر؟ هناک أیضاً تجلّت «وَ کانَ حقًّا عَلَینا نَصرُ المُؤمِنین».. هناک أیضاً عملت العزیمة الراسخة و التصمیم القاطع و توظیف کل الإمکانیات التی منّ الله بها فی ساحة العمل، عملت على حلّ العقد و المشکلات الواحدة تلو الأخرى. هل کان الیوم الأول من الحرب بالنسبة لنا مماثلاً لما بعد سنة أو لما بعد سنتین أو لما بعد ثلاث سنین؟ لقد توالت الفتوح الواحد تلو الآخر، و شاهد العالم کله أن أمریکا و الاتحاد السوفیتی فی وقتها و أوربا و الناتو و بریطانیا و آخرین دعموا النظام البعثی و صداماً المجرم عسى أن یستطیع أن یعتدی اعتداء دائمیاً على بلدنا العزیز، لکنه أخفق بعد ثمانیة أعوام و اضطر من دون أن یقترب حتى بمقدار شبر واحد مما أراده إلى التراجع و الانسحاب بکل تلک الخسائر و بکل أولئک القتلى و بکل ذلک الخزی الدولی. و کذا الحال الیوم أیضاً.. الیوم أیضاً یمکن مواجهة عداء الأعداء و حل کل المعضلات و المشکلات بصمود الشعب و بالاعتماد على القدرات الداخلیة للبلد، و بالاتکال على الله الذی أعدّ القلوب هکذا و هداها نحو هذا الاتجاه. طبعاً عندما ینظر العدو و یرى الشعب صاحب عزیمة و صمود و مصمّماً على المضیّ فی طریقه إلى الأمام فسوف یضطر للتراجع. سوف یثبت الشعب الإیرانی لهم خطأهم هذا أیضاً و هو أنهم یتوهمون و یقولون بأننا فرضنا الحظر فاضطرت إیران للتوجّه نحو طاولة المفاوضات، لا، لیس الأمر کذلک. لقد أعلنا فی السابق أیضاً، و قلنا قبل هذا الکلام أیضاً إن نظام الجمهوریة الإسلامیة یتفاوض حول موضوعات خاصة یرى فیها مصلحة مع هذا الشیطان من أجل رفع شرّه و لحل المشکلة، و لیس معنى هذا أن هذا الشعب قد أصیب بالیأس.. أبداً.
من برکات هذه المفاوضات الأخیرة أنها أبرزت عداء الأمریکیین و مسؤولی حکومة الولایات المتحدة الأمریکیة لإیران و الإیرانیین، و للإسلام و المسلمین، فثبت هذا للجمیع و أدرکه الجمیع. تسمعون لهجاتهم و کلامهم، فهم حینما لا یفعلون شیئاً یقولون: لا نستطیع - و هم على حق، أی إنهم لا یستطیعون - و لو کنا نستطیع تحطیم کل لحمة و سدى الصناعة النوویة الإیرانیة لفعلنا ذلک، لکننا لا نستطیع. نعم، لا یستطیعون طبعاً. لماذا لا یستطیعون؟ لأن هذا الشعب أراد أن یقف على أقدامه فی هذه القضیة و فی کل القضایا الأخرى، و أن یصمد و یوظف إبداعاته و ینزلها إلى الساحة و قد أنزلها. إذن، العدو لا یستطیع فعل شیء، و هکذا هی الحال فی کل القضایا. لقد تبیّن و اتضح عداؤهم و تبیّن عجزهم أیضاً، و هم یتخبطون و یطرقون هذا الباب و ذاک الباب. شخصیاتهم السیاسیة و صحافتهم و أوساطهم السیاسیة راحت تعبّر عن أحقادهم الداخلیة القدیمة التی عبّروا عنها دائماً بأشکال مختلفة طوال هذه الأعوام الثلاثین: قضایا من قبیل حقوق الإنسان، و قضیة الإسلام، و قضیة الالتزام بالمعاییر الدینیة.. هذا هو الکلام الذی یطرحونه الیوم.
أقول: حتى لو تحدث أی طرف آخر عن حقوق الإنسان فلیس من حق الأمریکیین أن یتحدثوا عن حقوق الإنسان، لأن الحکومة الأمریکیة أکبر منتهک لحقوق الإنسان فی العالم. و لیس بالأمس فقط بل الیوم أیضاً، و فی الوقت الحاضر أیضاً. إنهم أشخاص یرتکب الکیان الصهیونی الغاصب کل هذه الشرور فی المنطقة بدعمهم و بتعضیدهم. ما هو وضع فلسطین؟ فی أی وضع یعیش الفلسطینیون؟ ما هو حال غزة؟ ألا یعلم الناس فی العالم ما هی أحوال الناس فی غزة؟ المریض الذی یحتاج للعلاج الفوری فی تلک البقعة المظلومة من الأرض یبقى متروکاً لحاله و لا تصله حتى الأدویة الابتدائیة! لماذا؟ لأن أمریکا تقف وراء الکیان الصهیونی الغاصب و تسنده. یحاصرون بلداً و أناساً مظلومین من کل الأطراف فلا یبقى لهم منفذ إلى الخارج و لا تبقى لهم أیة إمکانیات للحیاة، و یبقى حتى مریضهم بلا علاج و لا دواء، و یبقى حتى جائعهم جائعاً بلا طعام.. یمنعون عنهم الأولیّات و البدائیات من أسباب الحیاة.. ألیس هذا ظلماً؟ ألیس هذا انتهاکاً لحقوق الإنسان؟ ثم تراهم لا یخجلون و یتفوّهون بکلمة حقوق الإنسان؟ ذلک الرجل عندما أراد أن یأتی إلى السلطة کان یعطی الشعب الأمریکی فی دعایاته الانتخابیة قبل خمسة أو ستة أعوام وعوداً من قبیل إغلاق سجن غوانتانامو، و قد مضت إلى الآن ست أو سبع سنوات، فهل تم إغلاق سجن غوانتانامو؟ هکذا هم.. ظلم الناس.. مهاجمة الناس.. و إطلاق طائرات من دون طیار فی أفغانستان و باکستان و تقتیل الناس الأبریاء و الآلآف من الجرائم ضد غیر العسکریین فی مختلف المناطق، و أسالیب إجرامیة غیر معروفة - فالکثیر من جرائمهم لها أسالیب غیر معروفة عند الناس فی العالم، و سوف تتضح فی المستقبل - ثم تراهم یتحدثون عن حقوق الإنسان؟ إننا نحن أصحاب الدعوى ضد نظام الولایات المتحدة الأمریکیة و الکثیر من الحکومات الغربیة بسبب انتهاکاتها المتکررة و المستمرة لحقوق الإنسان. نحن أصحاب الدعوى ضدهم، و نحن الذین نحاسبهم و نسألهم و نمسک بتلابیبهم فی محکمة الرأی العام العالمی، و لا جواب لدیهم.
إذا أراد شعب إیران التحرر من مشکلاته المادیة و المعنویة - المشکلات الأخلاقیة و المشکلات الاقتصادیة - فعلیه الاستناد على نفسه و على فکره و على إرادته و على إیمانه و على شبابه و على شخصیاته، و أن یعتقد أن العلاج و الحلّ من الله سبحانه و تعالى. و اعلموا أیها الإخوة الأعزاء و الأخوات العزیزات، و أهالی قم الأعزاء، و کل الشعب الإیرانی.. لقد أثبت شعب إیران أنه سیتجاوز کل هذه العقبات و یصل إلى هدفه بالتوکل و الاعتماد على الله تعالى.
رحمة الله تعالى على إمامنا الخمینی الجلیل الذی نهض من قم و وضع هذا الطریق أمامنا و أمام شعب إیران، و واصل هذا الدرب بهمّته و إیمانه و استقامته و توکله على الله، و تقدم بنا إلى الأمام، و نحن جمیعاً ملتزمون إن شاء الله فی قلوبنا و فی ألسنتنا و فی أعمالنا بمواصلة هذا الطریق إلى نهایته. و رحمة الله على شهداء فترة الثورة و شهداء الحرب المفروضة الأعزاء الأبرار إلى هذا الیوم، و على شهداء قم الأبرار، و علیکم جمیعاً أیها الأخوة و الأخوات الکرام.
و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.
الهوامش:
1 - سورة الروم، شطر من الآیة 47 .
2 - سورة التوبة، شطر من الآیة 111 .
المصدر: http://arabic.khamenei.ir