تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

غیاب الأمن والقانون یفاقم جرائم الخطف بالعراق

تسببت عملیات الخطف التی تقوم بها جماعات مسلحة لداوع مالیة وسیاسیة إجرامیة إلى زیادة مخاوف الناس وترهیبهم فی مدن العراق، فی وقت تواجه البلاد تحدیات أمنیة لفتت أنظار الرای العام الدولی لخطورتها.
رمز الخبر: ۶۰۵۱۹
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۳:۴۱ - 11October 2014

غیاب الأمن والقانون یفاقم جرائم الخطف بالعراق

تسببت عملیات الخطف التی تقوم بها جماعات مسلحة لداوع مالیة وسیاسیة إجرامیة إلى زیادة مخاوف الناس وترهیبهم فی مدن العراق، فی وقت تواجه البلاد تحدیات أمنیة لفتت أنظار الرای العام الدولی لخطورتها.

وسجلت اخر عملیة خطف نفذتها مؤخرا جماعة من أربعة مسلحین مجهولین یستقلون سیارة نوع "سلفادور" بیضاء اللون باختطاف المواطن فالح عبد الرزاق السعدون فی تقاطع أبو شعیر بمنطقة الجزائر وسط البصرة، حیث اقتادوه تحت تهدید السلاح بسیارتهم إلى جهة مجهولة.

وقال اللواء فی الشرطة العراقیة محمد الجاسم لـ"عربی 21"، إن الشیخ المختطف الذی یبلغ من العمر 33 عاماً هو أحد شیوخ عشائر السعدون فی قضاء الزبیر، وربما یکون الاختطاف لأسباب طائفیة وذات دوافع سیاسیة، خاصة أن قبیلة السعدون التی تنتشر فی محافظات جنوب العراق وذات نفوذ اجتماعی بارز تتعرض لضغوط بالتهجیر من مدن البصرة والناصریة والکوت منذ سنة تقریبا بدفع من جهات سیاسیة نافذة.

وأضاف اللواء أن أعمال الخطف التی تحصل فی العراق وان کانت تترکز فی مدن البصرة ودیالى وبغداد تشکل أحد إفرازات العنف فی المرحلة الحالیة، فیما حذر خبراء أمنیون من خطورة تدهور الوضع الأمنی فی البصرة الواقعة لمسافة 490 کلم جنوب بغداد خاصة التی تنذر بتزاید حالات الخطف والسطو المسلح والاغتیال کونها تهدد حیاة السکان الآمنین.

وسجلت البصرة الغنیة بالمواد النفطیة فی أیلول الماضی حادثة اختطاف سیدة الأعمال والمستثمرة فی البصرة سارة حمید میران صاحبة مشروع سعفة البصرة السکنی مع سائقها على ید مجموعة مسلحة ترتدی الزی الأسود أثناء خروجها من مدیریة بلدیة البصرة، حیث تعد هذه الحادثة إحدى عشرات حالات الخطف التی تم إخفاؤها عن وسائل الإعلام.

وعزا قائد شرطة البصرة اللواء فیصل العبادی ما یجری فی البصرة من حوادث اختطاف تقع بین وقت وآخر، إلى الفراغات الأمنیة التی ترکتها مشارکة القوات الأمنیة فی المعارک التی تجرى فی المناطق الغربیة من البلاد، خاصة بعد أحداث العاشر من حزیران الماضی عقب سیطرة عناصر داعش على نینوى وصلاح الدین.

وتعددت حالات الخطف التی تحمل بصمات جهات سیاسیة طائفیة بهدف التهجیر کما یحصل فی الأنبار منذ مطلع 2013، ومنها ترکت دلائل مادیة وتتعلق بخطف الأطفال حیث یشترط لإطلاق سراحهم باستلام مبالغ یتم التفاوض علیها.

وعبر عدد من المواطنین عن خوفهم من ازدیاد حالات خطف الأطفال والجرائم المسلحة، حیث بین عبد الکریم السعدون، أن الوضع الأمنی المتدهور افرز ظروفا مناسبة لعصابات الخطف الإجرامیة وتنفیذ مآربها فی تنفیذ الجریمة وکسب المال.

ودفعت هذه المخاوف المواطنة أم سلیم إلى مطالبة الحکومة للتحرک وحمایة أرواح المواطنین وأعربت عن خوفها على أطفالها لمجرد خروجهم من باب البیت أو عندما یذهبون للتسوق وتلبیة حاجات البیت، مطالبة الحکومة بتکلیف متطوعین لحمایة المناطق السکنیة، فیما طالب الحاج علی سعدون بان یعاد العمل بنظام الحراسات اللیلیة من اجل استتباب الأمن فی البلاد.

ویرى علماء الاجتماع بان ازدیاد حالات الخطف ترجع لغیاب سلطة الدولة واستهداف منظومة القیم الاجتماعیة والسلوک الفردی وبالتالی حصول حالات الانفلات والفوضى بلا رادع امنی أو سلطوی أو أخلاقی.

وقال الدکتور احمد الدلیمی استاذ علم الاجتماع بجامعة بغداد لـ"عربی 21"، إن حالات الخطف وقتل الضحیة ومن ثم استلام مبلغ لتسلیم الجثة فهو خطف ذات دوافع انتقامیة ویشکل اعلى درجات الجریمة، ویحمل بصمات أجندات سیاسیة تهدد کیان الوطن.

وبین أن هنالک نوع آخر من الاختطاف الاخر الذی یختص بالأطفال لسهولة الإمساک بهم بهدف الحصول على المال بطرق سهلة وشراء البیوت الفخمة کما یجری بالوقت الحاضر، وعزا أسباب استشراء الخطف بکلا الحالتین  للفراغ الأمنی الحاصل جراء ما یتعرض له البلد من أعمال عنف فی جبهات عدة من العراق.

وشهدت الأشهر الأخیرة زیادة ملحوظة فی نشاطات عصابات الجریمة الباحثین عن ثراء سریع فاعتبر الخطف للفدیة تجارة مربحة، کما أصبح التهجیر یتم من خلال خطف الرمز العشائری أو رجل الأعمال او رجل الدین وقتله لیکون رادعا للآخرین لترک منازلهم.

المصدر: عربی 21

رایکم
الأکثر قراءة