19 November 2024

هل تفهم الاستخبارات الإسرائیلیة حزب الله؟

العملیة الأخیرة فی مزارع شبعا، وتبنّی حزب الله لها، أعادا طرح الأسئلة والعمل على فحص القوالب المسبقة التی تحکم التقدیر الاستخباری الإسرائیلی حیال الحزب
رمز الخبر: ۶۰۵۹۳
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۲:۳۰ - 15October 2014

هل تفهم الاستخبارات الإسرائیلیة حزب الله؟

 یحیى دبوق

العملیة الأخیرة فی مزارع شبعا، وتبنّی حزب الله لها، أعادا طرح الأسئلة والعمل على فحص القوالب المسبقة التی تحکم التقدیر الاستخباری الإسرائیلی حیال الحزب. وإذا کانت العملیة نفسها ذات دلالات تدفع الإسرائیلی إلى الوقوف عندها طویلاً، فإن لتبنیها السریع من قبل حزب الله دلالات أوسع وأشمل.
هل أخطأ الإسرائیلی فی تقدیر النیات، وتحدیداً فی نیة الرد على الاعتداءات داخل لبنان؟

نعم بالتأکید. الخطأ فی التقدیر لیس محلاً للنقاش فی إسرائیل. النقاش یترکز على ما إذا کانت نیات حزب الله ستتمدّد بما یزید على الرد، وأیضاً الرد على الرد، وصولاً إلى المواجهة العسکریة الأوسع.
اللواء عاموس یدلین، رئیس جهاز الاستخبارات العسکریة السابق والرئیس الحالی لمرکز أبحاث الامن القومی، حذّر فی مقابلة إذاعیة، قبل یومین، الاستخبارات من الوقوع فی خطأ القوالب المسبقة. ودعا إلى ضرورة العمل على تجنّب التقدیرات القاطعة، وتحدیداً تجاه حزب الله، لأن الخطأ فی التقدیر فی الساحة اللبنانیة، یختلف کثیراً عنه فی ساحات أخرى.
ولفت یدلین إلى أن على إسرائیل أن تحذّر أیضاً الوقوع فی خطأ من نوع آخر، هو الحسابات المغلوطة فی ما یتعلق بالأحداث والعملیات التی تطلق علیها تسمیة «أحداث موضعیة». إذ إنها قد تتدحرج نحو مواجهة عسکریة أوسع وأشمل، حتى ولو لم یکن فی نیة الطرفین، إسرائیل وحزب الله، التسبب بها ابتداءً.
وفی الأساس، إن کل عمل عدائی إسرائیلی، یسبقه تقدیر لنیة الجهة المقابلة، وقدرتها على الرد أو الامتناع عن الرد. وهذا التقدیر جزء لا یتجزأ من أی عمل عدائی قد تقدم علیه تل أبیب، وتحدیداً فی مواجهة حزب الله. لذلک، عندما أقدم الإسرائیلی على تنفیذ اعتداءاته فی الأشهر الأخیرة، انطلق من تقدیر مفاده أن انشغال حزب الله فی مواجهة الخطر التکفیری، فی الساحتین اللبنانیة والسوریة، یمنعانه من الرد على الاعتداءات.
من هنا، إن رد الحزب فی مزارع شبعا لم یسقط فقط المعادلة التی أرادها الإسرائیلی والقالب التقدیری الذی ینطلق منه، بل کشف عن قصور لدى الاستخبارات الإسرائیلیة فی فهم آلیة اتخاذ القرار فی الحزب ومنطقه ورؤیته. وهذا امتداد لمحطات سابقة کثیرة، ثبت فیها أن حزب الله یفاجئ الإسرائیلی، إما فی أصل الفعل والرد، أو فی توقیتهما، أو فی أسلوبهما.
وفی الوقت نفسه، یدرک الإسرائیلی أن ردود حزب الله لا تزال، حتى الآن، تقتصر على التسلل وزرع عبوات، مع أن لدیه القدرة على اللجوء إلى أسالیب أخرى، وهامشاً کبیراً فی الرد على الاعتداءات، لکن ذلک مرتبط بتقدیر المصلحة لدى قیادة المقاومة. وهذه المسألة یعرفها جیداً صانع القرار الأمنی والسیاسی فی تل أبیب.
وفی هذا السیاق، طرحت صحیفة «هآرتس»، أمس، السؤال الکبیر المطروح على طاولة الاستخبارات الإسرائیلیة: هل ثقة حزب الله بنفسه أعلى مما قدّرته استخباراتنا؟ وبصرف النظر عن أسلوب السؤال وکلماته الملطّفة تجاه دوائر التقدیر الاستخباری فی تل أبیب. إلا أنها إشارة إلى ضرورة إعادة النظر فی القوالب المسبقة، والبحث فی الأخطاء الاستخباریة تجاه حزب الله، وتحدیداً تجاه نیاته.

المصدر: جریدة الأخبار

 

رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار