أن الجیش الإسرائیلی دأب خلال وبعد العدوان على غزة على تصویر مقاتلی حماس بأنهم یهربون من القتال، وذلک فی إطار حرب دعائیة ونفسیة، لکن رئیس الأرکان الإسرائیلی، بینی غانتز، خرج خلال لقائه مع ضباط کبار فی الجیش عن المألوف وقال إن مقاتلی حماس أبدوا بسالة فی القتال.
وقال غانتز فی اجتماع مع ضباط کبار شارکوا فی الحرب خلال لقاء بمناسبة "عید العرش": ینبغی أن نتحدث بأمانة فی بعض الحالات نفذوا عملیات قتالیة شجاعة". وأضاف: "لا ینبغی أن نستخف بأعدائنا. هم أیضا کانوا یجتمعون ویخططون، هم أیضا یسعون لتحقیق انتصار".
وذکر غانتز عملیة التسلل قرب مستوطنة "زیکیم" التی نفذتها قوات کوماندوز بحری تابعة لحماس، وقال: الوصف الذی یصح على المجموعة التی حاولت الدخول عن طریق البحر هو لیس وصفا لأناس غیر شجعان، هو وصف لأناس شجعان. أن تتقدم جریا وتضع عبوة ناسفة على دبابة لیس عملا یقوم به أناس غیر شجعان". على حد تعبیره.
وعن إمکانیة تجدد القتال قال: نتابع عن کثب ما یحصل فی غزة. وعلینا أن نکون متأهبین ومستعدین.
وقالت صحیفة "یدیعوت أحرونوت" إن وصف مقاتلی حماس بالشجعان یتناقض مع تصریحات ضباط کبار خلال الحرب بینهم قائد "غفعاتی" عوفر فینتر، وقائد "المظلیین" ألعیزیر طولدانو الذین قالا خلال الحرب إن مقاتلی حماس یهربون عند المواجهة.
ونشرت الأخبار، بیروت، 14/10/2014، أن غانتز قال: "لقد واجهنا مقاتلین شجعانا، یرکض أحدهم خلف دبابة ویحاول وضع عبوة علیها، هذا فعل أناس شجعان".
ووفق القناة الثانیة فی التلفزیون الإسرائیلی، التی نقلت أقوال غانتز خلال لقاء أجراه مع ضباط استضافهم فی عید "المظلة" فی مقر وزارة الجیش فی تل أبیب، فقد نبه رئیس الأرکان إلى متابعة الجیش ما یدور وراء الحدود داخل غزة أو جهة البحر، وذلک للحفاظ على "الجاهزیة الدائمة". وتطرق إلى التهدیدات الأمنیة التی تواجه إسرائیل بالقول: "لا یعرف ما الذی سیحصل مستقبلاً، وما هی التحدیات الجدیدة التی ستواجهنا"، داعیاً إلى مواجهتها والشعب الإسرائیلی موحد.
کذلک، تطرق غانتز إلى أداء کبار الضباط خلال العدوان على القطاع، قائلا إنهم مروا بتجربة قتالیة ویجب التحقیق فی أدائهم فیما بعد، ثم دعا ضباطه إلى مواصلة التدریب.
وحضرت الاجتماع ضابطة تخدم فی النیابة العسکریة، فسألها غانتز عن أخلاق الجیش خلال العدوان على غزة، ما دعاها إلى القول، إنها "من أعلى ما یکون"، ثم رد علیها رئیس الأرکان: "یجب أن نرتب لک لقاءً مع بان کی مون" الأمین العام للأمم المتحدة.