تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

خطة غزة الکبرى.. دولة فلسطینیة فی سیناء؟

یتساءل المحللون والمراقبون عن النوایا الإسرائیلیة بشأن قطاع غزة. لکن المؤشرات تبین أن لدى واشنطن والاحتلال الإسرائیلی خطة بشأن غزة بدأت ملامحها فی الظهور.
رمز الخبر: ۶۰۶۶۱
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۷:۴۶ - 18October 2014

خطة غزة الکبرى.. دولة فلسطینیة فی سیناء؟

یتساءل المحللون والمراقبون عن النوایا الإسرائیلیة بشأن قطاع غزة. لکن المؤشرات تبین أن لدى واشنطن والاحتلال الإسرائیلی خطة بشأن غزة بدأت ملامحها فی الظهور. إن قطاع غزة شدید الازدحام والمحاصر منذ ثمانی سنوات، والذی یعانی شحًا فی الموارد وبنیة تحتیة مدمرة بفعل الحروب الإسرائیلیة المتکررة علیه، یبدو مثل برمیل بارود ضخم على شفا الانفجار.

ستواجه دولة الاحتلال إن عاجلاً أو آجلاً تمردًا فی غزة، فکیف تخطط لذلک؟ تشیر تقاریر فی الإعلام العربی والإعلام الإسرائیلی بأن مصر ربما تکون محور الخطط الرامیة لحل مشکلة إسرائیل. فقد زعم الإعلام الإسرائیلی بأن الرئیس المصری عبد الفتاح السیسی عرض على القیادة الفلسطینیة التخلی عن مساحة 1600 کیلومترًا مربعًا من سیناء یتم إلحاقها بغزة، بما سیوسع حدود القطاع الخمسة.

خطة غزة الکبرى

وفقًا للتقاریر الإعلامیة، ستکون تلک الأراضی (التی ستعرف باسم غزة الکبرى) منزوعة السلاح، حیث سیجری تخصیصها لعودة اللاجئین الفلسطینیین من الشتات. وستخضع مدن الضفة الغربیة لحکم مستقل تحت سلطة الرئیس محمود عباس، فی مقابل تخلیه عن إقامة دولة فی الضفة الغربیة وعاصمتها “القدس الشرقیة”.

إلا أن الخطة التی تقضی بانتقال عدد کبیر من الفلسطینیین إلى خارج الحدود التاریخیة لفلسطین وصفت بأنها مفبرکة ولا أساس لها من قبل المسؤولین المصریین والفلسطینیین.

ورغم نفی الطیب عبد الرحیم – المتحدث باسم الرئاسة – مزاعم الاحتلال الإسرائیلی متهما إیاه بمحاولة تدمیر الوحدة الفلسطینیة، إلا أنه أدلى بادعاء مفاجئ: “الرئیس المعزول محمد مرسی عرض خطة مشابهة”.

الاستراتیجیات الصهیونیة

لطالما فکر الصهاینة فی إنشاء دولة فلسطینیة خارج الحدود التاریخیة لفلسطین – سواءً فی الأردن أو سیناء – إلا أن الیمین الإسرائیلی فضل خیار سیناء. وقد زاد الدعم لهذه الخطة فی أعقاب خطة فک الارتباط مع قطاع غزة عام 2005 وفوز حماس فی الانتخابات التشریعیة بعدها بعام. وقد أصبحت الفکرة محور مؤتمر هیرزلیا لعام 2004 وهو اجتماع سنوی للنخب السیاسیة والأمنیة والأکادیمیة فی إسرائیل.

کما تحمس أوزی أراد – مؤسس المؤتمر ومستشار رئیس الوزراء الإسرائیلی الحالی بنیامین نتنیاهو لفترة طویلة – للفکرة. حیث عرض حصول الفلسطینیین على جزء من سیناء، بینما ستحصل إسرائیل على معظم الضفة الغربیة، وستحصل مصر على طریق بری یصلها بالأردن عبر النقب.

هل عرض مرسی التخلی عن سیناء؟

بالنظر إلى أن الخیار الإسرائیلی بتهجیر الفلسطینیین إلى سیناء مرفوض من کافة الفصائل الفلسطینیة بما فیها حماس، فلماذا یدعم مرسی مثل هذا المقترح؟ ولماذا یعرض التخلی عن جزء من أرضه لإرضاء الاحتلال، فی مقابل تقویض مصداقیته داخلیًا، فی الوقت الذی یقاتل فیه للنجاة سیاسیًا على جبهات عدة؟.

ثمة احتمال یقول بأن مکتب الرئیس محمود عباس قد اختلق القصة لدعم السیسی فی مواجهة الإخوان المسلمین. إلا أن بعضا من المصریین والفلسطینیین صدقوا هذا الادعاء. ولکن لماذا یختلق عباس قصة قد تنقلب ضده وتظهره ألعوبة فی ید مصر وأمریکا وإسرائیل؟

یقول الکاتب أن ثمة احتمالین آخرین یقترحان بأن قصة التخلی عن سیناء لها الکثیر من الخفایا. الأول یتعلق بتصریحات للرئیس عباس قبل وقت قصیر من کشف الإعلام الإسرائیلی عن العرض. أشار عباس فی لقائه مع مناصرین لحرکة فتح إلى أن فکرة إقامة دولة فلسطینیة فی سیناء لا تزال تلقى اهتمامًا لدى المسؤولین المصریین.

فقد نُقل عن عباس قوله “إن مسؤولاً بارزًا فی مصر أخبره (بأنه یجب إیجاد ملجأ للفلسطینیین ونحن لدینا کل هذه الأرض المفتوحة). لقد قیل لی هذا شخصیًا، ولکن من غیر المنطقی حل المشکلة على حساب مصر، لن نقبل بذلک”.

ماذا عن مبارک؟

ظهر تلمیح ثانٍ منشور بالإنجلیزیة على موقع صحیفة الشرق الأوسط اللندنیة المقربة من آل سعود. زعمت الصحیفة أنه فی آخر عهده، تعرض مبارک لضغط مکثف من قبل أمریکا للتخلی عن أراض من سیناء للمساهمة فی إنشاء دولة للفلسطینیین. نقل المقال معلومات عن مسؤول سابق فی إدارة مبارک – لم یسمه – بأن الضغوط بدأت على مصر فی 2007.

نقل المصدر عن مبارک قوله “نحن نقاوم ضغوطًا إسرائیلیة وأمریکیة. ثمة ضغوط علینا لفتح معبر رفح للفلسطینیین وضمان حریة الإقامة لهم وخاصة فی سیناء. وخلال عام أو اثنین، سیتم تدویل قضیة مخیمات اللاجئین الفلسطینیین فی سیناء”.

بعض أجزاء الأحجیة

یمکن تفنید کل المزاعم السابقة. إن تقریر صحیفة الشرق الأوسط ینقل عن مصدر مجهول وقد یکون من مصلحة السعودیة الترویج للقصة. وبالمثل، قد یکون هذا من مصلحة إسرائیل. ولکن بالنظر إلى أن عباس هو من کشف عن جانب مهم من العرض، فعلى الأرجح أن تلک التقاریر مبنیة على أنباء واقعیة نوعًا ما.

یقول الکاتب إن ثمة شک بأن الأجهزة الأمنیة الإسرائیلیة هی من وضع خطة سیناء وتدفع باتجاهها بقوة. کما یبدو أنه تم التعجیل بعرض الخطة بعد سیطرة حماس على قطاع غزة.

ترى “إسرائیل” فی الخطة فرصة لتقویض حملة عباس فی الأمم المتحدة الرامیة للحصول على اعتراف دولی بالدولة الفلسطینیة، وهو ما تعارضه إسرائیل وأمریکا بشدة.

وما یصعب معرفته، هو ما إذا کانت مصر قد ردت بإیجابیة على حملة کهذه أم لا. یوضح محلل مصری الرد المتوقع من السیسی وجنرالاته بالقول: “تحاول مصر بلا هوادة إبقاء الوضع فی غزة على ما هو علیه. حیث یجری تدمیر الأنفاق وهناک مخطط لإقامة منطقة عازلة. فجذب المزید من العناصر العدائیة نحو مصر ستکون خطوة متهورة وخطیرة”. فما النفوذ الذی تمتلکه إسرائیل وأمریکا على مصر لإقناعها بتجاوز مخاوفها نحو أمنها القومی؟

البدء بتنفیذ الخطة

بعیدًا عن حجم المساعدات العسکریة الکبیر الذی تتلقاه مصر سنویًا من واشنطن، تزداد الضغوط على القاهرة بسبب نقص الوقود، بما ینذر باندلاع موجة جدیدة من الاحتجاجات فی الشارع. اکتشفت إسرائیل کمیات کبیرة من الغاز عند سواحلها، وأبدت استعدادها لتصدیره إلى الجیران، وتشیر تقاریر إلى أن مفاوضات التصدیر بلغت مراحل متقدمة مع مصر.

أخیرًا، أکد الرئیس عباس معارضته لمثل هذه الصفقة، فکیف ستعمل “إسرائیل” على إقناعه بالعدول عن رأیه؟ تشیر احتمالیة مثیرة للجدل بأن إسرائیل قد تلجأ إلى زیادة الخناق على الفلسطینیین وخاصة فی غزة.

ومن الملاحظ أن هجمات الاحتلال الإسرائیلی المتکررة على غزة قد بدأت بعد مدة قصیرة من بدء إسرائیل وأمریکا بممارسة الضغوط على مبارک للتخلی عن غزة، وفقًا لصحیفة الشرق الأوسط. کما أن تلک الهجمات المتکررة قد تدفع بالقاهرة إلى عرض التخلی عن قطعة من سیناء إلى الفلسطینیین بوصفها حاجة إنسانیة ملحة.

ختامًا، قد یکون من الصعب حالیًا تأکید وجود مثل تلک الفکرة، ولکن علینا أن نبقیها فی اعتبارنا حتى ندرک الأحداث المفاجئة فی المنطقة فی السنوات المقبلة.

المصدر: قدس

وکالة الدفاع المقدس للأنباء غیر مسئول عن النص و ماورد فیه و هو لا یعبّر الّا عن وجهة نظر کاتبه.

رایکم
الأکثر قراءة