تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

إسرائیل: حزب الله لم یرتدع وعلى الجیش تغییر سیاسته وفهمه للأمور لأنّ الحزب أوصل رسالةً واضحةً أنّه جاهز لحرب طویلة مع إسرائیل والقتال بسوریّة أکسبه خبرات جدیدة

عبّرت مصادر أمنیّة وسیاسیّة وُصفت بأنّها رفیعة المستوى فی تل أبیب، الیوم الاثنین، عبّرت عن قلقها البالغ من تغییر حزب الله لسیاساته فی التعامل مع إسرائیل
رمز الخبر: ۶۰۷۰۱
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۸:۲۷ - 20October 2014

إسرائیل: حزب الله لم یرتدع وعلى الجیش تغییر سیاسته وفهمه للأمور لأنّ الحزب أوصل رسالةً واضحةً أنّه جاهز لحرب طویلة مع إسرائیل والقتال بسوریّة أکسبه خبرات جدیدة

عبّرت مصادر أمنیّة وسیاسیّة وُصفت بأنّها رفیعة المستوى فی تل أبیب، الیوم الاثنین، عبّرت عن قلقها البالغ من تغییر حزب الله لسیاساته فی التعامل مع إسرائیل، لافتةً إلى أنّ الأمر یُحتّم على دوائر صنع القرار فی إسرائیل إعادة تقییم السیاسة المتبعّة ضدّ التنظیم اللبنانیّ، مشیرةً إلى أنّه، على ما یبدو، لم یرتدع من قوّة إسرائیل، ولم یتعلّم شیئًا من العدوان الإجرامیّ الأخیر ضدّ قطاع غزّة.
وقال مُحلل الشؤون العسکریّة فی صحیفة (هآرتس) العبریّة، عاموس هارئیل، إنّ الاعتراف غیر المُباشر من حزب الله، ولکن الصریح، بأنّه خالف القرار 1701 الذی اتخذّه مجلس الأمن الدولیّ لوضع حرب لبنان الثانیة أوزارها فی العام 2006، ینضّم إلى سلسلة عملیات أخرى تجری على الأرض. وشدّدّ على أنّ عناصر حزب الله عادوا للانتشار فی الجنوب اللبنانیّ بدون حسیبٍ أوْ رقیبٍ، وأنّه فی العملیة العسکریّة الأخیرة التی نفذّها الحزب ضدّ الجیش الإسرائیلیّ، فی السابع من الشهر الجاری، فی مزارع شبعا، استخدم عبوةً ناسفةً متطورّة ومتقدّمة جدًا، والتی کان بإمکانها إسقاط عدد کبیرٍ من جنود الاحتلال.
ولفت المحلل، نقلاً عن المصادر عینها، إلى أنّه لولا یقظة الجنود الإسرائیلیین فی معالجة العبوة الناسفة، لکان الأمر انتهى بمقتل عددٍ کبیرٍ من الجنود.
وأشار فی سیاق تقریره إلى أنّ عملیة حزب الله الأخیرة، حملت فی طیاتها الکثیر من المقامرة والمراهنة. وأضاف أنّه إذا کانت قیادة حزب الله قد افترضت أنّ زرع العبوة الناسفة سینتهی بنتیجة إیجابیّة، فإنّ ذلک یعنی أنّ القیادة کانت على استعداد للتصعید ضدّ إسرائیل، بما فی ذلک الدخول فی حرب جدیدة معها. ونقل المُحلل عن المصادر ذاتها قولها إنّ العملیة تؤکّد على أنّ ثقة حزب الله بنفسه ارتفعت کثیرًا، وذلک على خلفیة تراکم التجارب العملیاتیّة التی اکتسبها من خلال قتاله فی سوریّة إلى جانب نظام الرئیس د. بشّار الأسد، ضدّ المعارضة المُسلحّة، بما فیها جبهة النصرة وتنظیم “الدولة الإسلامیّة”، على حدّ قوله.
وتابع قائلاً إنّه عقب المستجدات الأخیرة یجب التساؤل ما یُرید حزب الله من وراء استهداف الجیش الإسرائیلیّ بصورة مباشرة، وأیضًا ما الهدف من تحمله المسؤولیة عن العملیة؟ وأردف هل من خلال التجربة العملیاتیّة فی سوریّة تعلّم حزب الله طرقًا جدیدة فی القتال، وبات یتبنّى نهجًا جدیدًا فی التعامل ضدّ إسرائیل؟ کما أنّه یجب السؤال، أضاف المُحلل هارئیل، کیف یرى حزب الله المواجهة القادمة ضدّ إسرائیل، على خلفیة زیادة ترسانته العسکریّة بشکلٍ مُکثّفٍ للغایة، وتحدیدًا حصوله على قاذفات وصواریخ تصل زنة الواحد أوْ الواحدة منها إلى حوالی الطن، وهو الأمر الذی سیؤدّی إلى الکثیر من الأضرار لإسرائیل خلال الحرب؟ ولفت نقلاً عن تقاریر صحافیّة لبنانیّة، اعتمدت على مصادر فی حزب الله أإلى أنّ رسالة العبوة والبیان وتحمّل حزب الله المسؤولیة عنها، بما لا یقل أهمیة عن تنفیذ العملیة نفسها، قد لا تکون موجهة إلى العدو الأوّل، إسرائیل، وحسب، بل للأعداء الآخرین، سواء وصفوا بالثوار أو بالإرهاب التکفیری المتطرف. فبعیدًا عن توجیه الاتهامات، لا یمکن أحداً أنْ یشکک فی أنّ الاعتداءات الإسرائیلیّة على لبنان تتکامل مع إعمال التکفیریین. التهدید الإسرائیلیّ من الجنوب، یتکامل مع التهدید التکفیری من الشرق، قالت المصادر اللبنانیّة عینها، وأضافت: تل أبیب تُحاول شلّ قدرات حزب الله الإستراتیجیة، بحیث تسمح للتکفیریین بأنْ یستفیدوا من هذه المحاولات وتشتیت اهتمامه. فی المقابل، یفرض التکفیریون أنفسهم أولویة على الحزب، ما یُتیح لإسرائیل فرض معادلات جدیدة فی الساحة الجنوبیة.
والطرفان یستثمران أفعال بعضهما واعتداءاتهما. هذا هو القدر المتیقن الذی لا یمکن التشکیک فیه، وقد ترجم ذلک فی أکثر من محطة زمنیة ومکانیة، تزامنت مع التهدیدات التکفیریة. وبحسب المصادر ذاتها، قال المُحلل الإسرائیلیّ، فإنّه للوهلة الأولى، یمکن القول إنّ الخطر الإسرائیلیّ والخطر التکفیری أطبقا على حزب الله من جهة الجنوب والشرق، لکنّ الرسالة العملیة لحزب الله أوصلت الجواب إلى الطرفین معاً. وأشار المُحلل الإسرائیلیّ إلى أنّ الجنرال فی الاحتیاط، الجنرال عاموس یدلین، رئیس مرکز أبحاث الأمن القومیّ، التابع لجامعة تل أبیب، والقائد السابق لشعبة الاستخبارات العسکریّة فی الجیش الإسرائیلیّ (أمان)، کان قد حذّر قبل عدّة أیام الاستخبارات من الوقوع فی خطأ القوالب المسبقة، ودعا إلى ضرورة العمل على تجنّب التقدیرات القاطعة، وتحدیدًا تجاه حزب الله، لأنّ الخطأ فی التقدیر فی الساحة اللبنانیة، یختلف کثیرًا عنه فی ساحات أخرى. ولفت یدلین إلى أنّه على إسرائیل أْن تحذّر أیضًا الوقوع فی خطأ من نوع آخر، هو الحسابات المغلوطة فی ما یتعلق بالأحداث والعملیات التی تطلق علیها تسمیة أحداث موضعیة، إذْ أنّها قد تتدحرج نحو مواجهة عسکریة أوسع وأشمل، حتى ولو لم یکن فی نیة الطرفین، إسرائیل وحزب الله، التسبب بها ابتداءً، على حدّ قوله.

المصدر: جریدة رأی الیوم

رایکم
الأکثر قراءة