کلمة الإمام الخامنئی فی لقائه لجنة تکریم مکانة شیر علیمردان خان بختیاری

بسم الله الرحمن الرحیم
إنه لعمل جد مناسب أن نبحث عن الوجوه النزیهة و البارزة بین مختلف قومیات بلادنا و نعرّفها. و إنه لظلم کبیر أن یوافق المرء على أن تبقى شخصیات مضحیة ممتازة أبدت عن نفسها خصالاً ممیزة منسیة مغفولاً عنها، و أن یجری تجاهل تضحیاتها و جهادها. کما أوضح الأعزاء فإن البختیاریین و اللریین عموماً - و هم متواجدون و یعیشون فی مناطق واسعة من البلاد - من أفضل و أوفى القومیات الإیرانیة. طبعاً من ممیزات بلادنا تنوّع القومیات فیها. و الحمد لله على أن الجمیع هم على هذه الشاکلة، أی إن المرء حینما ینظر یجد أن القومیات الإیرانیة المتعددة تعیش حالة تضامن و تلاحم و ارتباط و اتصال و توادد بالمعنى الحقیقی للکلمة. و قد کان هذا هو الحال على مرّ التاریخ، و هذا هو الحال فی زماننا أیضاً و على أتمّ نحو و الحمد لله. لکل قوم خصوصیاتهم طبعاً، و قد عرفنا البختیاریین و اللریین بالصدق و الإخلاص و الشجاعة و الغیرة.

لقد کانوا على طول الزمن ملتزمین بشدة و مصرّین على العقائد الإسلامیة و العقائد المذهبیة و معتقدات التشیع، و هذا هو أیضاً الحال المستشعر فی زماننا، و قد شهدناه. کم یحترمون السادة، و کم یحترمون آل الرسول، و کم یحترمون رجال الدین على نحو الإطلاق. و قد قالوا (1) إن الشخصیات العلمیة هناک لم تشتهر، لکننی عندما زرت قبل سنوات مدینة «شهر کرد»، و کما أتخطر، تعرّفنا هناک على بعض رجال الدین اللریین و خصوصاً البختیاریین، و قد ذکروا أسماء بعض الشخصیات، بید أن مظلومیة هؤلاء القوم هی أنه حتى شخصیاتهم من رجال الدین لیست مشهورة، و یجب بالتالی البحث عن هؤلاء. و الآن و أنتم تعملون و الحمد لله فی هذا السیاق من المناسب أن تواصلوا العمل و تبحثوا بحق لتجدوا الشخصیات، و لکن کما هی على حالها، بمعنى أنه یجب التدقیق و الحذر من صناعة الشخصیات. و کما تفضلت حضرتکم (3) و أشرتم صحیح جداً أن خوانین البختیاریین لم یکونوا کلهم على شاکلة واحدة، نعم، قدموا إلى إصفهان و جرت تلک الأعمال الکبرى، لکنهم لم یکونوا کلهم على شکل واحد. المیزة الأهم لعلیمردان خان لم تکن مشارکته فی حرب البختیاریین فی الثورة الدستوریة - کان فی ذلک الحین شاباً فی الثامنة عشرة أو العشرین من عمره - إنما کان فعله الأهم کفاحه ضد رضا خان، بحیث اعتقل بعد ذلک ثم أعدم على ید رضا خان. و ثبت و قاوم.

طبعاً أشار السید رضائی إلى أن والدته - بی بی - کانت مناهضة للبریطانیین، و هذا یدل بحق کیف أن تربیة الأمّ تصوغ شخصیة الابن. أی إن هذه الأم استطاعت تنشئة هذا الولد بحیث یکون شخصیة ممتازة. تکریم مکانة شخصیة مثل علیمردان خان و والدته ممن ناضلوا و کافحوا ضد الاستبداد و رضا خان و الدولة البهلویة، عملیة حسنة و مناسبة. و یجب إیضاح توجّهات هؤلاء. رایة «لا إله إلّا الله» التی ذکرتموها، اعتقد أنها شیء مهم لیتضح أنهم کانوا أناساً یکافحون و یقاتلون من منطلق العقائد الدینیة و المشاعر النابعة من العقیدة الدینیة و المؤیّدة بالعقائد الدینیة.

نتمنى أن یوفقکم الله، و دققوا فی التمییز بین الذین خاضوا کفاحاً حقیقیاً بصدق و إخلاص و فی سبیل الله و ما یمکن تسمیته جهاداً و بین الذین کانت لهم أغراض أخرى. على کل حال نتمنى أن یحشر الله الماضین الخدومین الأعزاء الذین کانوا فی کل أنحاء بلادنا مع أولیائه و یرفع من درجاتهم و یغفر ذنوبهم، و یوفقکم لتستطیعوا إن شاء الله تعویض حالات التأخر السابقة، و لتستطیعوا إن شاء الله تعریف العلماء الکبار و الشخصیات البارزة بین هذه المجامیع. نعم.. کان فی منطقة بروجرد و مناطق لرستان شخصیات مبرزة و کبیرة من اللریین، و سنشهد هذا أیضاً بین البختیاریین إن شاء الله. وفقکم الله و أیّدکم.

و السّلام علیکم و رحمة الله و برکاته.

الهوامش:
1 - إمام جمعة مدینة «مسجد سلیمان».
2 - بتاریخ 15/07/1371 هـ ش [ 06/10/1992 م ] .
3 - م س .
4 - السید محسن رضائی.

 المصدر: http://arabic.khamenei.ir