تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22
عائلة الشهید الشلودی ترجّح فرضیة إعدامه من قبل الاحتلال

إسرائیل ترد على المقدسیین.. بالاستیطان

اندلعت مواجهات فی مدینة القدس المحتلة بین شبان فلسطینین غاضبین وقوات الاحتلال الإسرائیلی، فی أعقاب هجمة مستمرة على المدینة، أسفر آخرها عن استشهاد شاب فلسطینی فی المدینة،
رمز الخبر: ۶۰۸۳۲
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۷:۳۲ - 25October 2014

إسرائیل ترد على المقدسیین.. بالاستیطان

أمجد سمحان

اندلعت مواجهات فی مدینة القدس المحتلة بین شبان فلسطینین غاضبین وقوات الاحتلال الإسرائیلی، فی أعقاب هجمة مستمرة على المدینة، أسفر آخرها عن استشهاد شاب فلسطینی فی المدینة، واعتقال العشرات واستمرار استهداف المسجد الأقصى، ضمن مساع مستمرة لتقسیمه زمانیاً ومکانیاً، فی موازاة خطة إسرائیلیة لاستکمال مخطط بناء 1600 وحدة استیطانیة فی القدس المحتلة.
وبدأت المواجهات أمس، بعد صلاة الجمعة، وفی أعقاب منع قوات الاحتلال آلاف الفلسطینیین من دخول المسجد الاقصى لأداء الصلاة، فی ظل حالة الاحتقان بعد استشهاد الشاب عبد الرحن الشلودی الذی یرفض أهله استلام جثمانه بعد اتهام إسرائیل بإعدامه بدم بارد.
واندلعت المواجهات فی أحیاء وادی الجوز، ورأس العمود، وحی الثوری فی بلدة سلواد وقریة العیسویة، حیث اطلقت قوات الاحتلال النار على المتظاهرین ما أدى إلى عشرات الإصابات، معظمها طفیفة، فیما اعتقلت أکثر من عشرة شبان.
واستشهد فتى فلسطینی وأصیب خمسة آخرون بجروح، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال فی بلدة سلواد فی شرق رام الله. وأصیب الفتى عروة حماد برصاصة فی رقبته بینما کانت جمیع الإصابات الأخرى بالرصاص الحی. وتشهد بلدة سلواد مواجهات أسبوعیة تقریباً حیث تقتحم قوات الاحتلال القریة بشکل مستمر.
وکانت شرطة الاحتلال فرضت قیوداً على دخول المصلین الفلسطینیین الى المسجد الأقصى، حیث منعت دخول من تقل أعمارهم عن 40 عاماً، ما دفعهم إلى الصلاة فی شوارع وأزقة المدینة.
وعلى خلفیة هذه الأحداث، تنعقد ما تسمى "اللجنة اللوائیة للتخطیط والبناء" یوم الثلاثاء المقبل، للبحث فی خطة لإقامة أکثر من 1600 وحدة سکن فی حی مستوطنة رمات شلومو فی القدس، وأیضاً بحث "وضع حد لما یجری فی محیط الحرم".
ونقلت صحیفة "هآرتس" الإسرائیلیة أن خطة البناء فی رمات شلومو، کانت السبب فی أزمة دیبلوماسیة مع الإدارة الأمیرکیة، بعدما أُقرت الخطة أثناء زیارة نائب الرئیس الأمیرکی جو بایدن إلى إسرائیل فی العام 2010. وفی نهایة العام 2012، رداً على اعتراف الأمم المتحدة بفلسطین کدولة مراقبة، دُفعت الخطة مرة أخرى إلى الأمام، ونشرت عطاءات لإقامة الحی، ویوم الثلاثاء سیبحث موضوع التنفیذ.
وفی غضون ذلک، رفضت عائلة الشهید عبد الرحمن الشلودی استلام جثمان ابنها الذی أطلقت النار علیه فی القدس بعد دهس مجموعة مستوطنین قرب إحدى محطات القطار الخفیف فی المدینة، حیث اشترط الاحتلال تسلیمه فی مقابل "أن یتم دفنه بحضور 20 شخصاً فقط".
وهدد وزیر الداخلیة الإسرائیلی جدعون ساعر بهدم منزل الشلودی، مشیراً إلى أن وزارته ستتخذ مجموعة کبیرة من الإجراءات فی القدس "لوضع حد لأعمال التخریب".
ورجحت عائلة الشلودی أن ما حصل مع ابنها مجرد حادث سیر عادی ولیس عملیة کما ادّعت الشرطة الإسرائیلیة، موجهة تهمة تعمد قتل ابنها إلى إسرائیل، بعدما "اعتقل وهو حی وتوفی من دون أن نتمکن من رؤیته ومتابعة حالته وفی ظل تعتیم متعمد على وضعه الصحی"، کما أفاد ابن عمه فی حدیث إلى "السفیر".
من جهتها، قالت والدة الشلودی إن ابنها، وهو أسیر محرر، "کان یتعرض لضغوطات من الشاباک الإسرائیلی، وکان فی حالة نفسیة سیئة، وکان ملاحقاً من قبل أجهزة الأمن الإسرائیلیة بعدما أمضى 16 شهراً فی سجون الاحتلال".
الشرطة الإسرائیلیة قالت إن "الحادث کان متعمداً، والشاب الشلودی انحرف بسیارته تجاه مجموعة من الإسرائیلیین کانوا فی محطة للقطار الخفیف فی المدینة، قتل إسرائیلیة وجرح ثمانیة آخرین". وأضافت أن "الشاب ترجل من السیارة هارباً بعد الحادث، فأطلقت عناصر من حراس محطة القطار النار علیه فأصیب بجروح بین المتوسطة والبالغة"، قبل أن یتم نقله إلى أحد المستشفیات لتلقی العلاج، ثم یُعلن عن وفاته فی وقت لاحق.
وفی هذا السیاق، نقلت "القناة العاشرة" الإسرائیلیة عن شهود عیان تواجدوا فی المحطة، أن الشاب بعد الحادث ترجل من سیارته، وبدأ یلطم على رأسه "قبل أن یأتی عنصر مسلح ویطلق علیه النار من مسافة قریبة".
ابن عم الشلودی أکد لـ"السفیر" أنه کان بالإمکان تفادی وفاته لو لم یتم تأخیر نقله إلى المستشفى لأکثر من ثلاث ساعات، حیث فقد کمیات کبیرة من الدماء.
بدوره، استهجن مسؤول ملف القدس فی الرئاسة الفلسطینیة أحمد الرویضی الحادثة، مبدیاً استغرابه "کیف لحادث سیر یقع فی القدس أن یعتبر عملاً إرهابیاً، فیما حادث آخر وقع قبل ذلک بیومین اعتبرته إسرائیل حادثاً عادیاً"، فی إشارة إلى دهس مستوطن إسرائیلی لطفلتین فلسطینیتین قبل یومین، ما أدى إلى وفاة إحداهما ولا تزال حالة الأخرى حرجة.

المصدر: جریدة السفیر

رایکم
الأکثر قراءة