تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22
عاصمة "النکتة" السوریة تبحث عن السلام

حمص: مسلحون باعوا الناس وهماً!

فی مثل هذه الأیام قبل حوالی أربع سنوات عاشت حمص أوضاعاً فی غایة السوء، فعاصمة النکتة السوریة بدأت تغرق فی یومیات الرصاص والدم والنار مع اشتداد المواجهات فی قلب المدینة.
رمز الخبر: ۶۱۰۰۸
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۵:۱۷ - 30October 2014

حمص: مسلحون باعوا الناس وهماً!

طارق العبد

فی مثل هذه الأیام قبل حوالی أربع سنوات عاشت حمص أوضاعاً فی غایة السوء، فعاصمة النکتة السوریة بدأت تغرق فی یومیات الرصاص والدم والنار مع اشتداد المواجهات فی قلب المدینة.
الیوم کل شیء تغیر، ولو نسبیاً. وتحاول المدینة تضمید جراحها لکنها تعجز أمام هیمنة الحقد فی بعض الأحیان.
وکأن القدر قد کتب على هذه المدینة ألا تعیش الهدوء، فتتعاقب علیها التفجیرات والصواریخ وقذائف الهاون لتذکر الناس بجنون الموت الذی یلاحقهم أینما کانوا. فلم یمضِ شهر على المجزرة المروعة التی استهدفت أطفال مدرسة فی حی عکرمة، حتى انفجرت أمس سیارة وسط حی الزهراء فی المدینة.
وفی حین أشارت وکالة الأنباء السوریة-"سانا" إلى إصابة 38 شخصا، بینهم ثلاثة أطفال، ذکرت تقاریر إعلامیة إن سبعة أشخاص قتلوا وجرح العشرات.
المأساة لن تتوقف هنا، فأخبار الریف الحمصی، وتحدیداً جبل الشاعر، تشیر الى اشتباکات ضاریة بین تنظیم "الدولة الإسلامیة فی العراق والشام"-"داعش" والقوات السوریة المدافعة عن حقل الشاعر النفطی، مع معلومات شحیحة حیال ما یجری وقلق على مصیر المنطقة والجنود هناک.
کل هذا سیجعل الحزن مسیطراً على وجوه الأهالی. صحیح أن التلامیذ عادوا اخیراً لطلب العلم فی المدرسة المستهدفة فی عکرمة، إلا أن القلق ما زال یحکم الناس فی کل مکان.
وتظهر جولة فی الشوارع تفاصیل وهموم کل منطقة، فبینما تحاول أحیاء عکرمة والزهراء لملمة جراحها، یغرق الوعر فی سلسلة من الأزمات تجعله عرضة وبشکل یومی لضربات وقصف مدفعی یبعد أی محاولة لاتفاق تسویة على غرار حمص القدیمة التی نجت، فی اللحظات الأخیرة، من عملیة عسکریة لإخراج المسلحین الذین تمرکزوا فی الداخل، وتعرضوا مع آلاف المدنیین إلى حصار استمر أکثر من سنة ونصف السنة، قبل أن تنفرج الأزمة ویعود الأهالی إلى بیوتهم.
فی المقابل، وعند مدخل جامعة "البعث"، یحاول الطلبة الاستمرار فی الحیاة بشکل اعتیادی. للحظات، سینسى المرء أنه فی مدینة عاشت أقسى یومیات الحرب والاقتتال، قبل أن یخترق صوت قذیفة هاون أو صاروخ "غراد"، وربما انفجار سیارة، لیذکر الناس أن الخطر ما زال قائماً.
یوم تخلى عنا الجمیع
یروی ناشط معارض لـ"السفیر" مشاهداته خلال السنوات الثلاث الماضیة، ویقول: "کأن قدر حمص أن یمر علیها تجار السلاح بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم. الجمیع باع الوهم خلال معرکة بابا عمرو، وتکرر ذلک فی باب السباع ودیر بعلبة وغیرها، أیام کتائب الفاروق والملازم المنشق عبد الرزاق طلاس، وما زال البعض یسوق الأوهام حتى هذه اللحظة".
ویرى الشاب العشرینی أن "الوضع الیوم أسوأ من أی فترة سابقة"، موضحا أن "الکتائب تتمرکز بین الوعر وریف حمص الشمالی، ورغم ضیق المساحة، إلا أن عددها اکبر من أن یحصى. بعضها یعمل فی التشبیح أو البلطجة، والبعض یخزن السلاح لهدف غیر واضح، والویل لمن یرفع الصوت أو یعترض. لی صدیق فی الداخل تعرض للتهدید بالتصفیة مرات عدة لمجرد انتقاده حالات السرقة التی تغرق بها المنطقة".
لتجار الحروب والأزمات مسرح کبیر فی حمص على حد وصف ناشط آخر، یقول إن "عدداً من الکتائب امتهنت فکرة تصویر المعارک، ثم إرسال المقطع للممولین لتنهال شیکات الدعم". ویضیف: "تزامن هذا مع بدایة تشکیل الکتائب المسلحة فی الرستن ومعارک بابا عمرو. یومها کان یطلب المجلس الوطنی السوری تشکیل الکتائب لإرسال التمویل، فتم تفریخ العشرات منها قبل أن تدخل کتائب الفاروق على الخط، ولاحقا عبد الرزاق طلاس، والیوم تبدل کل شیء. لقد تاجروا بنا حتى النهایة، حتى بات البعض یطالب بأی قوة ولو کانت داعش للقضاء على فوضى المسلحین".

المصدر: جریدة السفیر

رایکم
الأکثر قراءة