19 November 2024

عندما یضحک حزب الله من کلام الضابط الاسرائیلی

بالطبع، قرأ مسؤولو حزب الله هذه التصریحات. وبالطبع، ضحکوا. فی حدیث الضابط نکتة، لکنها لا تخلو من محل للشماتة بعدوٍّ فقد الحلول رغم ما یملک من امکانات.
رمز الخبر: ۶۱۱۲۶
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۶:۱۹ - 03November 2014

عندما یضحک حزب الله من کلام الضابط الاسرائیلی

 یحیى دبوق

إن ضاقت الحلول وندرت امام تل ابیب، فتأتی المعجزات. هذا هو حال الضابط الرفیع المستوى، عضو هیئة ارکان الجیش الاسرائیلی. وجد هذا الضابط استراتیجیا مطلوبة وکافیة بذاتها، لدفع حزب الله للاستسلام فی الحرب المقبلة.

طالعنا الضابط الرفیع قبل ایام، بنظریة قتالیة جدیدة، اذ فی الحرب المقبلة لن تبادر اسرائیل الى ضرب مناطق مدنیة او بنى تحتیة فی لبنان، بل ستبادر لاستهداف کوادر ومسؤولی حزب الله. وهذا هو الامر الوحید القادر، بحسب النظریة الاسرائیلیة الجدیدة، على دفع الحزب إلى التراجع. اقر الضابط، ایضا، بان کل الجهد الاستخباری فی جمع المعلومات عن حزب الله لاغراض الحرب المقبلة، وکل ما یذکر عن تفوق سلاح الجو، لن یجدیا نفعا ملموسا. بحسب الضابط، کل ذلک ثبت فشله، الا ان الاستراتیجیا الجدیدة والحل الفذ، هو فقط: استهداف مسؤولی الحزب.
بالطبع، قرأ مسؤولو حزب الله هذه التصریحات. وبالطبع، ضحکوا. فی حدیث الضابط نکتة، لکنها لا تخلو من محل للشماتة بعدوٍّ فقد الحلول رغم ما یملک من امکانات. وکیفما اتفق، فان کلام الضابط فی سیاق عرضه للعبقریة العسکریة الفذة وتفتقها بنظریة استهداف مسؤولی حزب الله، إقرار بأن کل ما قیل إسرائیلیا منذ عام 2006، وکل روایة النصر والاقتدار والاستخبارات وضرب البنى التحتیة ونظریة الضاحیة واستهداف المدنیین، کل هذه الروایات، محکومة بالفشل مسبقا.
اذا، اسرائیل تهدد، من الآن ولاحقا، باستهداف مسؤولی حزب الله. وکأنها کانت قادرة على استهدافهم فی الحرب السابقة، الا انها اختارت عن سابق اصرار وتصمیم، ترکهم لحالهم. فعلت المستحیل لاستهدافهم، لکنها کانت دائما تمنى بالفشل. بدءا بقصف مجمعات الضاحیة وعدد من ابنیتها ظنا منها بان کبار مسؤولی حزب الله داخلها، وصولا الى انزالات فاشلة فی صور وبعلبک، وکلها کانت تستهدف مسؤولی حزب الله، وکلها انتهت بالفشل. ذاکرة الحزب وقیادته لیست قصیرة، وکذلک ذاکرة اللبنانیین.

المصدر: جریدة الأخبار

رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار