19 November 2024

الجماعات التکفیریة الارهابیة لا تعرف دولة إسمها فلسطین

بلغ الامر بتلک الجماعات نجاحها و إستطاعتها تجنید عدد من المسلمین الفلسطینین الذین یحملون الجنسیة ” الاسرائیلیة ” للإنضمام الى صفوفهم وتفجیر أنفسهم فی أماکن شعبیة فی سوریا والعراق وقتل العشرات وجرح المئات من المسلمین الابریاء بحجة أنهم (کفرة) !
رمز الخبر: ۶۱۱۲۸
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۶:۲۶ - 03November 2014

الجماعات التکفیریة الارهابیة لا تعرف دولة إسمها فلسطین

هجمات یومیة تشنها الجماعات التکفیریة على مساحة العالم العربی والاسلامی, یسقط جراءها مئات الشهداء والجرحى من الابریاء المسلمین من کل الاعمار, أطفالا وشیوخا, نساء ورجالا, وفی کل مرة یحصل به إنفجار هنا او هناک تخرج التغریدات بالتهانی والتبریکات لتلک العملیات الاجرامیة الارهابیة, وکلما کان عدد الضحایا المصابین والشهداء أکثر کلما کان الترحیب أکبروالنشوة أسعد وارفع, یضاف الى ذلک, نکهة التکبیر والتهلیل على أن مَن الله على (المجاهدین ) بنصر جدید وقضی على مئات القتلى والجرحى من المسلمین ( الکفرة ) !!! على حد تعبیرهم..

إحصائیات للتغریدات العالمیة تظهر إن العدد الاکبر من التغریدات تخرج من ” المملکة العربیة السعودیة ” وتتبعها بقیة الدول التی یتواجد بها من یسلک وینتهج الفکر التکفیری الذی یتخذ من فقه الوهابیة منهجاً وفکراً وقدوة.

لم نسمع یوماً بأن تلک الجماعات شنت هجوماً على العدو الصهیونی الذی یحتل فلسطین العربیة والاسلامیة منذ عشرات السنین ولا زال یعمل على إبادة ما تبقى من الشعب الفلسطینی وتدمیر تراثه وحضارته, والذی یسیطر على المسجد الاقصى الشریف اولى القبلتین ومهد الانبیاء ومعراج النبی محمد ” صلى الله علیه واله”.

لم یصدر عن تلک الجماعات ای بیان یتوعد به إسرائیل بالانتقام للجرائم التی إرتکبتها ولم تزل ترتکبها بحق الشعب الفلسطینی المسلم والمسیحی.

بل کل ما شهدناه وسمعناه یعکس إیدیولوجیة وإستراتجیة تلک الجماعات التکفیریة المسلحة, حتى ما یسمى ” أنصار بیت المقدس ” کل عملیاتهم ضد الجیش والامن والشعب المصری, وفی لبنان تستهدف الجماعات التکفیریة المقاومة وشعبها الذین سجلوا أکبر إنتصارین على العدو الصهیونی عام 2000 و 2006 , وفی سوریا, تستهدف مقدرات الدولة السوریة التی تعد العامود الفقری لجبهة المقاومة التی وصلت مع المقاومة فی لبنان الى حد توازن الرعب مع الکیان الصهیونی وباتوا یشکلون تهدیدا وجودیا لدولة اسرائیل, ثلاث سنوات من الحرب على سوریا والمقاومة, تقودها تلک الجماعات بدعم دولی وخلیجی واسرائیلی لم یحقق إهدافهم وطموحاتهم, بعد فشلهم بسبب صمود جبهة المقاومة وحلفاءها إنتقلوا الى الخطة الثانیة وهی إحتلال نصف العراق وإعلان ” الخلافة الاسلامیة “, کل ذلک والعدو الصهیونی ینعم بتلک الانجازات التی تحققها الجماعات التکفیریة الارهابیة.

لقد تم تجنید عشرات الالاف من المقاتلین من الدول الغربیة والعربیة والاسلامیة للانضمام الى صفوف ” داعش ” وبقیة التیارات التکفیریة عبر شبکات التواصل الاجتماعی من خلال نشر الافکار التکفیریة, وتحدید العدو الذی یجب القضاء علیه لنشر ” الدعوة الاسلامیة التوحیدیة الکونیة ” , فما کان هذا العدو إلا طائفة من المسلمین ” الشیعة ” و ” السنة ” الذین لا یؤمنون بمنهج ” الوهابیة السعودیة “, والمسیحیین الذین یرفضون أن یکونوا ” أبناء ذمة “, فی حین ان کل تلک الشرائح والمذاهب والطوائف کانت تعیش بأمن وأمان وإستقرار, تجمعهم الوطنیة و المودة والاحترام والکلمة الطیبة لمئات السنین فی کافة البلدان المستهدفة من قبل الجماعات التکفیریة.

بلغ الامر بتلک الجماعات نجاحها و إستطاعتها تجنید عدد من المسلمین الفلسطینین الذین یحملون الجنسیة ” الاسرائیلیة ” للإنضمام الى صفوفهم وتفجیر أنفسهم فی أماکن شعبیة فی سوریا والعراق وقتل العشرات وجرح المئات من المسلمین الابریاء بحجة أنهم (کفرة) !!!!, وهذا ما یؤکد بأن حامل هذا الفکر لا یعتبر نفسه فلسطینی بل یعتبر نفسه إسرائیلی, حاله حال البریطانی والامریکی والاسترالی المهاجر الى ساحة الجهاد فی ” دولة الاسلام “!!!.

تحیید إسرائیل عن الصراع لیس مرحلة آنیة وتکتیکا عسکریا, لان هذه الجماعات تحارب دولا ولا تحارب مجموعات مسلحة وتحقق إنجازات فی کثیر من المواقع, ولا ینقصها مال ولا رجال ولا عتاد, ثم إنها تعلن عن هدفها وتسمی إعداءها, وإسرائیل لیست من إهدافها ولا من إعداءها, بل بالعکس هناک تنسیق وتعاون من خلال معالجة جرحى الجماعات التکفیریة الذین یصابون خلال مواجهتهم للجیش العربی السوری, ومن خلال التعاون الاستخباراتی والعسکری بین الطرفین ولم یعد الامر سراً وتحلیلاً سیاسیاً.

المجموعات التکفیریة التی جُندت للقتال مع ” داعش ” من المؤکد لا یعرفون دولة إ سمها ” فلسطین ” یحتلها عدو إسرائیلی شیطانی شرس, ولا یعرفون جغرافیتها على الخارطة الکونیة ,ولا مکانتها وقدسیتها عند المسلمین والمسیحیین.

کل ذلک لیس مفاجئةً لأن الجماعات التکفیریة صناعة إسرائیلیة ماسونیة هدفها تدمیر الدول الاسلامیة, وتشویه صورة الاسلام المحمدی النقی الاصیل فی عیون المسلمین قبل غیر المسلمین لصالح الکیان الصهیونی الذی یهیئ نفسه لإعلان الدولة الیهودیة على کامل تراب فلسطین, وهدم المسجد الاقصى الشریف بعد أن إسقط ” الدواعش ” التکفیریون کل المحرمات والمقدسات, فمن یهدم المراقد الاسلامیة الشریفة وغیر الاسلامیة لا یتورع عن إعانة العدو على هدم المسجد الاقصى بإعتباره ” مکان للشرک بالله “, ولا یتورع عن هدم الکعبة الشریفة وقبر النبی المصطفى (ص ) لنفس الاعتبار.

المصدر: باناروما الشرق الأوسط

رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار