نص کلمة الأمین العام لحزب الله سماحة السید حسن نصر الله فی الیوم العاشر من محرم فی ملعب الرایة 4-11-2014، کاملاً:
بسم الله الرحمن الرحیم والحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على سیدنا ونبینا أبی القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطیبین الطاهرین وصحبه الأخیار المنتجبین وعلى جمیع الأنببیاء والمرسلین. السلام علیک یا سیدی یا أبا عبد الله الحسین یا ابن رسول الله وعلى الأرواح التی حلّت بفنائک. علیکم منی سلام الله أبداً ما بقیت وبقی اللیل والنهار ولا جعله الله آخر العهد منی لزیارتکم.
السلام على الحسین وعلى علی بن الحسین وعلى أولاد الحسین وعلى أصحاب الحسین.
السادة العلماء، الإخوة والأخوات، السلام علیکم جمیعاً ورحمة الله وبرکاته.
فی هذا الیوم، یوم المصاب العظیم، نقدم أسمى آیات العزاء لسیدنا رسول الله محمد (ص)، لسیدنا أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام، لسیدتنا الزهراء علیها السلام، لسیدنا الحسن المجتبى علیه السلام، لأئمتنا الأطهار علیهم السلام، لسیدنا ومولانا صاحب الزمان بقیة الله علیه السلام، لمراجعنا العظام، لسیدنا سماحة السید القائد الإمام الخامنئی دام ظله، ولجمیع المسلمین باستشهاد سبط رسول الله وحفیده وسید شباب أهل الجنة أبی عبد الله الحسین علیه السلام ومن معه من أهل بیته وأصحابه وما جرى على عائلته من بعده.
ثانیاً: أتوجه إلیکم لأقول عظّم الله اجورکم وأحسن الله لکم الثواب وتقبل الله منکم أیها الإخوة والأخوات سهرکم، تعبکم، ومسیرکم هذا، وبیّض الله وجوهکم فی الدنیا والآخرة على هذا الحضور الکبیر والممیّز والشجاع، رغم الأخطار والتحدیات، وزاد علیها المطر. هکذا أنتم وهکذا کنتم وهکذا ستبقون بمشیئة الله وعنایته.
هذه المشاهد العظیمة، وعشرات الملایین التی نراها على امتداد العالم الاسلامی، وفی أکثر من بلد إسلامی هذه الحشود الباکیة الحزینة المتشحة بالسواد، المعزیّة لرسول الله المجدّدة للبیعة والعهد، هی دلیل عظمة شهید هذا الیوم، الحسین علیه السلام، الحاضر بیننا بقوة منذ أکثر من 1350 عاماً، ما زال یبکینا کأنه استشهد بالأمس.
أنا متأکد أن کثیرین فی العالم عندما ینظرون إلى بکائکم وإلى حزنکم وإلى طریقة بکائکم، سیعتبرون أن لکم قائداً وإماماً قُتل بالأمس، قبل أیام، وهم لن یستوعبوا أنکم تبکون بکل هذا الألم والحسرة والإحساس بالفجیعة إماماً استشهد مظلوماً وعطشاناً وغریباً قبل 1350 عاماً.
هنا عظمة الحسین وخلود الحسین وبقاء الحسین. ما زالت حرقة الألم تنتقل فی قلوبنا جیلاً بعد جیل. ما زال الحسین علیه السلام یدفع بنا إلى الساحات والمیادین. إن نادانا إلى ساحة حضرنا أو إلى موقف لبّینا. کلماته تبقى قویة فاعلة مؤثرة.
ما هذا العظیم الذی تهون أمام مصیبته کل المصائب وتصغر أمام تضحیاته کل التضحیات وتتواضع أمام صلابة مواقفه کل المواقف؟
لذلک خافوه طوال التاریخ على عروشهم وأرادوا أن یشطبوا اسمه من الأسماء، من الماضی والحاضر والمستقبل ومن الوجدان، فقتلوا محبیه وزواره، وهدموا قبره وجرفوه، ومنعوا البکاء علیه وذکر فضائله وجهاده، وقطعوا لذلک الرؤوس والأیدی والأقدام، وما زالوا یفعلون الیوم، فماذا کانت النتیجة؟
لأن الحسین ثأر الله وولیه وحجّته ونوره فی الارض بقی هو، وهم ذهبوا، اندثر ذکرهم وانمحت آثارهم، وبقی الحسین علیه السلام عَلَماً من أعظم أعلام الأمة والتاریخ. وحضورکم الیوم أیها الإخوة والأخوات، أیها الجمع المبارک المجاهد والشجاع والشریف من کل المناطق، فی الضاحیة، فی بعلبک، فی صور، فی بنت جبیل، فی بقیة المناطق دون أی حذر هو دلیل بقاء وخلود وقدرة الحسین على التأثیر بأن یدفع بنا وبکم إلى ساحات التحدی وإلى ساحات الخطر.
أیها الإخوة والأخوات، أنا أودّ فی الوقت القصیر والمتاح أن أعرض لنقاط سریعة.
أولاً: النقطة الأولى هذه المراسم وهذه الاحیاءات تتعرض دائماً لأعمال التفجیر ولأعمال القتل. وما حصل بالأمس فی نیجیریا وما حصل فی إحدى بلدات منطقة الاحساء فی السعودیة، وما حصل قبل أیام وبالأمس من استهداف لزوار أبی عبد الله الحسین فی العراق ومجالس العزاء فی باکستان، کل هذا یؤکد استمرار هذا النهج العنفی الفاشل والضعیف. عندما یهددونکم، یهددون مسیرات مدنیة سلمیة بالانتحاریین أو بالسیارات المفخخة، أو بالقصف بالصواریخ، ویقتلون ویرتکبون المجازر فی أکثر من مکان فی العالم، هذا دلیل جهلهم
وضعفهم الفکری وضعفهم الإنسانی ودلیل توحشهم ودلیل ضعفهم ودلیل جبنهم، وهذه الوسائل کما أثبتم الیوم وأثبت عشرات الملایین على امتداد العالم الإسلامی وکما ثبت طوال التاریخ أنها لن تجدی نفعاً، لن یحول شیئ بین أحبّة الحسین والحسین، لا التفجیر، ولا القتل، ولا اقتحام الحسینیات والمساجد، والقتل والرصاص والعبوات والانتحاریین ولا التهدید ولا التهویل، ألیس هذا شکلاً من أشکال الحرب؟ ونحن الصامدون فی مواجهة کل حرب؟
ألسنا فی مدرسة الحسین علیه السلام نردد فی کل یوم وفی کل عام وفی کل عاشر عندما یضعنا الصهاینة أو التکفیریون أو أی طاغیة من طغاة هذا العالم، عندما یرکز أیّ دعی وابن دعی بین اثنتین بین السلّة والذلة، ویفترض أننا سنقبل بالذلة، نحن نواجهه کما نواجهه دائما بنداء الحسین وبصرخة الحسین: ألا وإنّ الدعی ابن الدعی قد رکز بین أثنتین بین السلة والذلة وهیهات منا الذلة.
ولذلک حضرتم الیوم وأکدتم هذا الالتزام وهذه الروحیة وهذا النهج.
النقطة الثانیة: ما تتعرض له القدس من تهوید ومن المزید من الاستیطان وبناء المساکن للمستوطنین المحتلین ومن تهجیر أهلها الأصلیین من مسلمین ومسیحیین، وما یتعرض له المسجد الأقصى بالتحدید الآن وعلى مدى الأیام الماضیة والأیام الآتیة.
الصهاینة یستغلون ضیاع العالم الإسلامی وانشغاله بمصائبه لیحققوا حلمهم. نعم الیوم أکثر من أی وقت مضى إذا وقف أحد لیتحدث بخوف وقلق على المسجد الأقصى، على المقدسات الإسلامیة والمسیحیة فی القدس، وخصوصاً على المسجد الأقصى، فهو محق. هذا لیس من قبیل المبالغة ولیس من قبیل اصطناع المخاوف أو الذرائع. هناک خطر حقیقی وجدی على هذا المسجد وعلى هذا المکان المقدس وهذه مسؤولیة المسلمین جمیعاً، لیست مسؤولیة أهل القدس وحدهم أو شعب فلسطین وحده أو العرب وحدهم، هی مسؤولیة کل المسلمین فی العالم. وأکبر مصیبة وعار یلحق أمة الملیار ومئات الملایین من المسلمین أن تتعرض قبلتها الأولى وأحد المساجد المبارکة المقدسة بإجماع المسلمین لتدنیس وتهوید بل یمکن لتدمیر وإزالة.
علماء المسلمین، مراجع المسلمین، الدول الإسلامیة، المؤتمر الإسلامی، جامعة الدول العربیة، الکل مدعوون لموقف تاریخی کبیر وحاسم. لا یجوز أن تکون الخلافات والصراعات أن تُشغل الأمة عن خطر بهذا الحجم الذی یتهدد المسجد الأقصى.
النقطة الثالثة: فیما یتعلق بالتهدیدات الإسرائیلیة والحدیث الإسرائیلی المتواصل وخصوصاً بعد وقف العدوان على غزة والحدیث المتواصل عن حرب لبنانیة ثالثة.
أنا أرید أن أؤکد لکم أن فهمنا لکل هذا الذی یقوله الإسرائیلیون أنه لا ینبع من قوة، وإنما یعبر عن ضعف. هم یتحدثون عن قلقهم وعن خوفهم وعن خیبتهم وعن سقوط آمالهم. الإسرائیلیون تصوروا أن تطور الأحداث فی المنطقة وخصوصا فی سوریة سوف یضعف المقاومة ویضعف محور المقاومة ویشغل المقاومة عن جهوزیتها وعن استعدادها ویستنزفها.
الإسرائیلیون بالتأکید یجمعون المعلومات والمعطیات، هم لا یعوّلون على ما یکتب فی بعض الصحف اللبنانیة والعربیة أو ما تقوله وسائل إعلام، بعض وسائل الإعلام اللبنانی والعربی، تتحدث أن حزب الله نتیجة الأحداث فی سوریة ودخوله إلى القتال فی سوریة بدأ یصاب بالضعف وبالارتباک وبالاستنزاف و.. و.. و.. الخ.
هؤلاء یمارسون حرباً نفسیة، ویعرفون أنهم یتحدثون خلاف الوقائع. أما الإسرائیلیون فلا یبنون حساباتهم على مقالات یدفع لها أثمان مسبقة وإنما على المعطیات الواقعیة، لأنهم یشکلون تهدیداً حقیقیاً والمقاومة تشکل تهدیداً حقیقیاً.
بالنسبة لنا، کل ما سمعناه من بعد غزة إلى الیوم لا یقلقنا، لا یخیفنا، لا یزعجنا، بل یزیدنا طمأنینة ویکشف لنا قلق عدونا.
نعم على الإسرائیلی أن یقلق. عندما یقول ضابط رفیع إن الحرب المقبلة إن حصلت مع لبنان، مع المقاومة فی لبنان، فمن الیوم الأول علیهم أن یغلقوا مطار بنغوریون وعلیهم أن یغلقوا میناء حیفا وعلیهم وعلیهم وعلیهم.. هذا صحیح.
وأنا أود الیوم أن أؤکد لهم: علیکم أن تغلقوا مطاراتکم وعلیکم أن تغلقوا موانئکم، ولن تجدوا مکاناً على امتداد فلسطین المحتلة لا تصل إلیها صواریخ المقاومة الإسلامیة فی لبنان.
کل ما یخطر فی بالکم أیها الصهاینة، کل ما یخطر فی بالکم یجب أن تحسبوا له حساباً. وبالتالی ما یتحدثون به عن قلق أو خوف أو حسابات أو معرکة جادة، نعم هذه حقیقة. ولکن نحن نضع کل ما سمعناه حتى الآن فی دائرة التهویل أولاً، فی دائرة التعبیر عن القلق الإسرائیلی، وثانیاً فی دائرة التهویل على لبنان وعلى الشعب اللبنانی وعلى المقاومة فی لبنان. ونحن لا یخیفنا التهویل. نحن لا تخیفنا الحرب أصلا فکیف یخیفنا التهویل بالحرب؟ هذا لا یمکن أن یقدم أو یؤخر شیئاً على الإطلاق.
الذی یمنعهم من الحرب، الذی یمنعهم من العدوان على لبنان، الذی یمنعهم من استغلال فرصة الأحداث فی سوریة وانشغال جزء عزیز منا، من مجاهدینا فی سوریة، هو معرفتهم أن المقاومة فی لبنان عینها لم تغفل لحظة واحدة عن الحدود مع شمال فلسطین المحتلة.، إن المقاومة فی الجنوب وعلى امتداد الجنوب حاضرة وقویة وجاهزة وساهرة وفاعلة وفی أعلى درجات الجهوزیة ولذلک الإسرائیلی غیر مغشوش، هو یعرف أن الذهاب إلى حرب سیکون مکلفاً جداً.
الذی یمنع إذاَ هو هذا الردع الذی مثلته المقاومة والذی تمثله المقاومة والتی أثبتت ـ وخصوصاً فی الأحداث الأخیرة أنها لا تقبل بأی عدوان على لبنان أو بأی خرق إسرائیلی یستهدف اللبنانیین، لا فی عدلون ولا فی غیر عدلون، وأنها ترد فی کل وقت تراه مناسباً وتتبنى هذا الرد فی وسائل الإعلام، ویفهم الإسرائیلی المعادلة الجدیدة القدیمة التی یجب التأکید علیها وهذا دلیل قوة المقاومة وشجاعة المقاومة وعدم وجود هیبة أو خوف أو خشیة من أی مواجهة مع هذا العدو.
العین على إسرائیل یجب أن تبقى مفتوحة وأنا أؤکد لکم، أؤکد للجمیع، لیس لأعطی معنویات، أبداً، المقاومة الیوم وحتى نتیجة الأحداث والتطورات هی أشد عزماً وأقوى وأکثر یقیناً وأعلى تجربةً وخبرةً فی مواجهة کل الأخطار وکل الحروب، وهنا یجب أن نکون على درجة عالیة من الإطمئنان والثقة بما أعدّه وجهّزه إخواننا على کل صعید.
النقطة الرابعة: وهو ما یجری فی سوریا أیضاً کلمتین.
نحن على ضوء کل التطورات التی تجری فی سوریا وفی المنطقة، والقتل الذریع الذی نشاهده - الآن قبل أن أدخل إلى هنا کنت أقرأ خبر جدید، أنه وصل عدد الشهداء من عشیرة البو نمر السنیّة العراقیة على ید الدواعش فی العراق إلى خمسمائة شهید خلال أسبوع أو أسبوعین وفیهم نساء وأطفال ـ هذا الذی یجری من حولنا یزیدنا قناعة ویقیناً بصوابیة خیاراتنا، حتى عندما نرید أن نجلس لنناقش بصوابیة خیاراتنا وبصحة معرکتنا وبأننا قادرون على تحقیق الإنجازات الکبیرة على هذا الصعید ونحن الآن فی قلب الإنجاز.
فی سوریا، العالم کله عندما احتشد فی بدایة الأحداث، ماذا قالوا؟ إن سوریا ستسقط فی أیدیهم خلال شهرین أو ثلاثة، وإذا شخص أطال المدة قلیلاً کان یقول خلال أربعة أشهر. هذا نحن فی السنة الرابعة ولم تسقط سوریا.
لم یکن هدف کل القوى الدولیة والإقلیمیة التی اتحّدت للسیطرة على سوریا، لم یکن هدفها أن تأخذ هذه المدینة أو تلک القریة أو بعض الأریاف، کان هدفها السیطرة على کل سوریا وعینها بالدرجة الأولى للسیطرة على دمشق، ولکننا الیوم نقف ونتطلع من حولنا فنجد أن دمشق ما زالت موجودة وأن سوریا لم تسقط فی ید هذا المحور أو المحاور الدولیة و الإقلیمیة.
أما التکفیریون فکان هدفهم السیطرة على سوریا وطرد وضرب وإبادة أتباع الأدیان الأخرى وأتباع المذاهب الاسلامیة الأخرى وحتى من لا یوافقهم الرأی من أهل السنة، وکانت سوریا بانتظار المجازر التی تشبه ما فعلته داعش فی الرقة ودیر الزور والموصل وما تفعله الیوم فی الأنبار.
لکن نحن فی السنة الرابعة، لم یستطع التکفیریون أن یسیطروا على سوریا، وبقی جزء کبیر من أهلها فی أرضهم، فی قراهم، فی مدنهم، فی بلداتهم دون أن یخضعوا لهذه السیطرة.
ألیس هذا انتصاراً کبیراً وإنجازاً کبیراً؟ نعم المطلوب أن نصل إلى الیوم إلى النصر النهائی، لکن ما جرى حتى الآن هو انتصار عظیم لکل أولئک الذین یدافعون ویقاتلون حتى لا تسقط سوریا ولا یسقط العراق ولا تسقط المنطقة، بید الذبّاحین وقاطعی الرؤوس وشاقی الصدور، الذین یفجّرون ویقتلون ویذبحون ویسبون النساء ویهتکون الأعراض.
هذا الإنجاز نحن نعتز به ونفتخر به. عندما نشارک إلى جانب إخواننا السوریین من جیش ودفاع وطنی وشعب سوری وعشائر وأهل المناطق المختلفة فی الأماکن التی کان لنا فیها المساهمة المتواضعة، نحن فی الإضافة إلیهم، هم الأصل. تحقق نعم هذا الإنجاز، وأنا أقول لکم، أیضاً إضافة إلى النقطة التی أشرت لها قبل قلیل.
بعض الناس فی لبنان یحاول أن یحکی أحلامه، کل یوم واثنین وثلاثة نقرأ سینسحب حزب الله من سوریا، سیخرج حزب الله من سوریا، حزب الله مستنزف فی سوریا، ماذا یوجد فی القلمون؟ الوضع فی القلمون ممتاز جداً، فی کل الأماکن التی نتواجد فیها فی سوریا إلى جانب إخواننا السوریین الوضع ممتاز جداً.
فی القلمون، لا تأبهوا للإعلام والحرب النفسیة، منذ أشهر، یقاتل کل المسلحین فی القلمون لیستعیدوا قریة واحدة من الجیش السوری ومن حلفائه وأصدقائه وعجزوا وفشلوا ولن یستطیعوا إن شاء الله.
الیوم، نحن نشعر أننا جزء من المعرکة التی تقف لتدفع ـ أو جزء من المواجهة التی تقف لتدفع ـ أکبر خطر تواجهه منطقتنا، ولنا شرف أننا فی موقع الدفاع، ولنا شرف أن یکون شهداؤنا وجرحانا ومجاهدونا وموقفنا جزءاً من الانتصار الذی سیتحقق.
هؤلاء التکفیریون لا مستقبل لهم، لا حیاة لمشروعهم . أصلاً، هذا مشروع لا یملک إمکانیة الحیاة ولا إمکانیة البقاء، حتى عمره قصیر. أنا أؤکد لکم: ستلحق الهزیمة بهؤلاء التکفیریین فی کل المناطق وفی کل الدول وفی کل البلدان، وسیکون لنا شرف أننا کنا جزءاً من إلحاق الهزیمة لکل هؤلاء.
أیها الأخوة والأخوات، نحن الیوم نجتمع مجدداً، لا لنفترق ونلتقی فی یوم العاشر المقبل، وإنما نحن نحیا مع الحسین فی کل یوم، فی کل لیلة، فی کل ساعة، من خلال تواجدنا فی الساحات، وفی المیادین، وتحملنا للمسؤولیات، مع کل قطرة شهید لنا یسقط نردد نداء لبیک یا حسین، مع کل جریح لنا یُصاب، جراحنا تقول لبیک یا حسین، مع کل دمعة تسکبها أم شهید أو زوجة شهید أو یتیم شهید، دمعتنا تقول لبیک یا حسین. سواعدنا وقبضاتنا وبنادقنا وعقولنا وقلوبنا کلها سوف تبقى تقول لبیک یا حسین. وبهذا الالتزام نمضی لتبقى لنا أمتنا وکرامتنا وعزتنا وکل الأحداث العظیمة التی قام من أجلها الحسین واستشهد.
السلام علیک یا سیدی ومولای یا أبا عبد الله وعلى الأرواح التی حلت بفنائک، علیکم منی جمیعاً سلام الله أبداً ما بقیت وبقی اللیل والنهار ولا جعله الله آخر العهد منی لزیارتکم.
السلام على الحسین وعلى علی بن الحسین وعلى أولاد الحسین وعلى أصحاب الحسین، تقبل الله منکم وعظّم الله أجورکم، ومجدداً بیّض الله وجوهکم فی الدنیا والآخرة ، والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.
المصدر:موقع قناة المنار