جماعة لیبیة مسلحة تهدد بإعلان استقلال الشرق

قال مسلحون لیبیون سیطروا على موانیء نفطیة فی الماضی للمطالبة بالحکم الذاتی انهم سیعلنون الاستقلال فی شرق البلاد إذا اعترف العالم بالبرلمان المنافس فی طرابلس فیما یسلط الضوء على التوترات فی البلاد المنتجة للنفط.

وتراقب أسواق النفط تصرفات زعیم هؤلاء المسلحین إبراهیم الجضران الذی سیطر هو وأنصاره لنحو عام على أربعة موانیء نفط رئیسیة فی شرق لیبیا الذی ینتج نحو 600 الف برمیل یومیا.

ووقع الجضران اتفاقا مع الحکومة فی ابریل نیسان لاعادة فتح موانیء النفط وخفف من لهجة تصریحاته. لکنه الآن صعد من لهجته بدرجة کبیرة. ولا یعرف انه هدد بتقسیم لیبیا إلى دول منفصلة.

ولیبیا منقسمة فعلیا وتتحول إلى کابوس أمنی لجیرانها العرب والقوى الغربیة. وتتقاتل جماعات مسلحة ومتشددون إسلامیون ساعدوا فی الاطاحة بمعمر القذافی فی عام 2011 من أجل السلطة والحصول على نصیب من إیرادات النفط.

وسیطرت جماعة مسلحة على العاصمة طرابلس فی أغسطس آب وأقامت برلمانها الخاص لتترک لنواب البرلمان المعترف به دولیا والحکومة دویلة فی شرق البلاد حیث یوجد رئیس الوزراء وحکومته فی البیضاء والبرلمان فی طبرق.

وقالت الجماعة التی یقودها الجضران فی البیان "فی حال اعترف المجتمع الدولی وأخواننا فی طرابلس وفزان بالمؤتمر الوطنی وسحب اعترافهم بمجلس النواب فإننا سنضطر إلى أن نعلن استقلال دولة برقة والعودة لدستور 1949. على أن یتولى أعضاء مجلس النواب فی اقلیم برقة السلطة التشریعیة کمجلس نواب للإقلیم." وأضافت أنها تتحدث أیضا باسم زعماء قبائل الشرق الذین لم تحددهم.

وأعلنت المحکمة العلیا فی لیبیا یوم الخمیس عدم دستوریة انتخابات مجلس النواب فی طبرق. ورفض البرلمان الحکم واعتبره باطلا لوجود المحکمة فی طرابلس التی تخضع لسیطرة البرلمان المنافس.

وقالت جماعة الجضران إن الحکم باطل لأن القضاة لا یعملون فی مناخ مستقل. وقال الجضران إن نوابا من الشرق من أعضاء مجلس النواب سیشکلون برلمانا خاصا لبرقة فی حالة اعلان الانفصال.

ویثیر قرار المحکمة الجدل ویضع ضغوطا على المجتمع الدولی للتعامل مع رئیس الوزراء المنافس عمر الحاسی الذی تسیطر حکومته والکتائب التابعة له على معظم غرب لیبیا.

وکان دبلوماسیون غربیون أشادوا فی السابق بالمحکمة الدستوریة على انها من أکثر المؤسسات حرفیة فی البلد الذی تسوده الفوضى. ولم تعلق بعد القوى الغربیة الرئیسیة على الحکم فیما یعکس الشکوک بشأن کیفیة التعامل معه.

وفی سبتمبر أیلول بدأت الأمم المتحدة أول جولة من المحادثات لجمع الاطراف المتناحرة. لکن المحادثات تستند إلى افتراض أن مجلس النواب هو البرلمان الشرعی فی البلاد.

وزاد انتاج النفط إلى نحو 800 ألف برمیل یومیا فی الشهرین الماضیین بفضل اعادة فتح میناء راس السدر ومیناءین آخرین فی الشرق بموجب اتفاق بین الجضران ورئیس الوزراء المعترف به دولیا عبد الله الثنی.

لکن الانتاج تراجع بمقدار 200 الف برمیل یومیا على الأقل عندما اضطرت السلطات إلى اغلاق حقل الشرارة بعد ان دخلته جماعة مسلحة وسرقت عربات ومعدات النفط. 

المصدر: وکالة أنباء براثا