تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

دی میستورا.. تساؤلاتنا المشروعة وإجاباته المنتظرة..!!

نستطیع أن نجزم بأن السید ستیفان دی میستورا قد لمس حرص سوریة وجدیتها فی التعاطی مع کل الأفکار والطروحات التی من شأنها التخفیف من وطأة الأزمة والحفاظ على حیاة المواطنین السوریین، وهی جدیة، لا نزال نعتقد بافتقادها من قبل الأطراف الأخرى سواء تلک المرتبطة بالتنظیمات الإرهابیة أم من الدول الداعمة لها.
رمز الخبر: ۶۱۳۶۹
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۲۳:۵۱ - 11November 2014

دی میستورا.. تساؤلاتنا المشروعة وإجاباته المنتظرة..!!

عـــلی قــاســــــم

نستطیع أن نجزم بأن السید ستیفان دی میستورا قد لمس حرص سوریة وجدیتها فی التعاطی مع کل الأفکار والطروحات التی من شأنها التخفیف من وطأة الأزمة والحفاظ على حیاة المواطنین السوریین، وهی جدیة، لا نزال نعتقد بافتقادها من قبل الأطراف الأخرى سواء تلک المرتبطة بالتنظیمات الإرهابیة أم من الدول الداعمة لها.

ونستطیع أن نجزم أیضاً أنه اطلع فی زیارته إلى حمص على تجربة سوریة بأبعادها ونتائجها، والتی تصلح للبناء علیها وتعمیمها، ولو اختلف السیاق أو تباینت التفاصیل المتعلقة باجراءات الوصول إلى مفاهیم ومعطیات قابلة للتطبیق على أرض الواقع.

وبإمکاننا أن نبنی على هذا وذاک الکثیر من العوامل الضروریة، التی تحتاج إلى توافر أرضیة صالحة لها بمعاییر العمل الدولی وتحدیداً فیما یخص مهمة المبعوث الدولی، ولا سیما أنها تأتی على ضوء تجارب عدیدة لا یمکن إغفالها ولا تجاهل تداعیاتها مهما تکن الصیغ والمصطلحات التی یتم تداولها.

ومن باب الحرص على الجهد الدولی وکی لا یلدغ من الجحر ذاته، ثمة ما یبرر الکثیر من الاسئلة التی تثیرها فی العادة مثل هذه الطروحات، بدلیل أن الکم الهائل من تلک الأسئلة المشابهة التی أثیرت فی الماضی کانت تمتلک المشروعیة الحقیقیة، وبعضها کان فی موقعه الصحیح، وتتوافر لدیه عوامل کافیة لإعادة إثارته.

فقد سبق لکثیر من الأفکار أن تمت محاصرتها لمجرد أنها لم تتوافق مع الأجندات والحسابات المدرجة فی خانة المعادلات الخارجیة، وفی بعض الأحیان یجری تفخیخها بعد أن تتلمس بعض الأطراف المتضررة من الحل السیاسی جدیة یمکن لها أن تُترجم ببعض الخطوات القابلة للتنفیذ، التی تجنب السوریین المزید من الآلام والأوجاع، وهو بالتحدید ما یستدرج تلک الأسئلة الملحة على ضوء التسریبات والاستنتاجات التی ترید الاصطیاد فی الماء العکر.

فطرحها هنا لیس للتقلیل من أهمیة ما یطرحه السید دی میستورا، وقد عبرت سوریة على لسان السید الرئیس بشار الأسد عن موقفها بأن ما یطرحه جدیر بالدراسة، ولا للتخفیف من جدیة نیاته فی تحقیق اختراق بمهمته، وإیصالها إلى طریق تستطیع أن تجد له نهایة ولو بعد حین، وقد لمس حرص سوریة على هذه المسألة حیثما اتجه وکیفما انتقل، بل هی فقط من باب الاستدلال إلى الأفق الواسع التی یمکن للجهد الأممی إذا ما أخلص النیة وامتلک ما یکفی من الجدیة أن یبنی علیها ویراکم من خلالها على النتائج، وأن یعطی التجربة الکثیر من الإضافات النوعیة القابلة للتکرار فی أکثر من مکان وموقع.

فی الإجابة المنتظرة تتعدد النماذج والطرق وتتدحرج التفسیرات فی إطار استباق جهد المبعوث الدولی عبر التلویح بمجموعة من المعوقات الافتراضیة التی تتحرک بأمر عملیات خارجی من أجل تعطیل الجهد الدولی والحیلولة دون أن یصل إلى أهدافه، کلما لاحت فی الأفق بوادر إیجابیة تصلح أرضیة للعمل المستقبلی.

فی کل الأحوال ما هو مؤکد أن الکثیر من تلک الأسئلة لیست غائبة عن ذهن المبعوث الدولی ویدرک مشروعیتها أیضاً کما لمس مبرراتها وأسبابها، ولدینا من الضرورة ما یکفی للبحث بجدیة عن إجابات منتظرة تمتلک أیضاً القدر نفسه من المشروعیة.

ویبقى الأهم أن ذلک کله لا یمکن أن یؤثر فی أولویات الجهد الدولی المطلوب، وتحدیداً فیما یخص محاربة الإرهاب، بل یجب أن یکون منطلقاً لتأکید تلک الأولویة، والعمل بمقتضاها عبر تفعیل الجهد الدولی لمحاربة الإرهاب والبدء من حیث یجب أن تکون البدایة.. من تجفیف منابع الإرهاب ومحاصرة أدواته والضغط على وکلائه المعتمدین وصولاً إلى آلیات حقیقیة وجادة لمحاربته!!.

المصدر: جریدة الثورة

رایکم
الأکثر قراءة