تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

أمریکا تعترف بالأسد مجبرة

یجلس الأمریکی فی حانته مترنحاً، یشعل سیجارة، ثم یأخذ نفساً عمیقاً قبل الإدلاء بما فی جعبته، رشفة من البراندی لن تهدأ من روع أعصابه، لأن الحقیقة التی ستُقال هی ذاتها التی حاول تجنبها منذ ثلاث سنوات وحتى الآن لکن دون جدوى.
رمز الخبر: ۶۱۴۸۰
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۵:۰۴ - 15November 2014

أمریکا تعترف بالأسد مجبرة

یجلس الأمریکی فی حانته مترنحاً، یشعل سیجارة، ثم یأخذ نفساً عمیقاً قبل الإدلاء بما فی جعبته، رشفة من البراندی لن تهدأ من روع أعصابه، لأن الحقیقة التی ستُقال هی ذاتها التی حاول تجنبها منذ ثلاث سنوات وحتى الآن لکن دون جدوى.

فقد رأى وزیر الدفاع الأمیرکی تشاک هیغل کلمة له أمام لجنة القوات المسلحة فی مجلس النواب الأمیرکی أن الرئیس بشار الأسد جزء من جهد القضاء على تنظیم "داعش" عبر حکومة انتقالیة تحدد مستقبل سوریا، مردفاً بقوله إن "تغییر الأسد الیوم لیس ضمانة لإضعاف (التشکیلات الجهادیة) فی سوریا وأضاف "داعش" ما زال یمثل تهدیداً خطیرا للمصالح الأمیرکیة ولحلفائنا وللشرق الأوسط".

أکثر من ثلاث سنوات صُرفت فیها الملیارات، وضُخت فیها جحافل المتشددین المطالبین بحور العین على رقاب الأبریاء، ودُبجت فیها الفتاوى مع التصریحات السیاسیة، وروجت لها کل إمبراطوریات الإعلام العالمیة والإقلیمیة، لم تستطع أن تحقق هدفها فی النهایة، "إسقاط الأسد" أکثر من ثلاث سنوات بکل ضجیجها السیاسی والإعلامی وحتى الإرهابی، لم تستطع أن تخفی أصوات الزئیر التی تخرج من سوریا.

بالأمس کان الشرط الأساسی لوقف کل هذا الکابوس هو رحیل النظام، الیوم بات ذلک وراء الظهور، بات مطلب الرحیل لعنةً على طالبیه، وجود الأسد أصبح ضمانةً بعکس ما کان حسب مزاعمهم.

کل جعجعة الطیران الأجنبی فی سماء المنطقة وکل تلک الحکایا عن عملیات التحالف الجویة لن تغنی وتسمن من جوع، فالداعشی لا زال یشحذ مخالبه، وحده الجیش العربی السوری الذی یتمتع بموهبة تقلیم المخالب وتحویلها إلى أظافر فتاة یانعة، ضمن الخارطة السوریة یسکت الکلام وتظهر الحقائق، الحل لیس برحیل الأسد لأنه جزء من الجهد فی القضاء على الإرهاب وداعش.

على کل المراهنین سابقاً بـ "إسقاط الأسد"، أن یتذکروا جیداً، دور القیادة السوریة فی منع تمدد الإرهاب منذ سنوات، على الریاض أن تتذکر جیداً کیف ساعدتها الاستخبارات السوریة عبر معلومات تفید باحتمالیة وقوع تفجیرات إرهابیة قبل سنوات خلت، وعلى واشنطن أن تتذکر جیداً کیف کانت تستجدی التعاون من دمشق لمکافحة الإرهاب فی العراق والحصول على ما تیسر من المعلومات الأمنیة، کما علیها أن تتذکر کیف ساهمت سوریا بحسم معرکة الجیش اللبنانی فی معرکة نهر البارد ضد فتح الإسلام آنذاک، کل ذلک على مایبدو یعود الآن إلى الذاکرة الأمریکیة، العقل الأمریکی یعترف بما لا یرید لسانه المتثاقل على المجاهرة به، لکن أخیراً نطق ذلک اللسان، لا بد من سوریا لمکافحة الإرهاب، مطلب الإسقاط والرحیل بات کانقشاع السحاب، لتظهر شمس الحقیقة ساطعة، رهان أمریکا خسر مجدداً فی سوریا والاعتراف بالأسد یعود مرةً أخرى لیکون مدویاً.

المصدر: عربی برس

رایکم
الأکثر قراءة