ان القوات الامیرکیة المتواجدة فی الخلیج الفارسی أینما یتّجهون یجدوننا على أمتارٍ منهم سواء تحرکوا نحو الأمام أو إلى الوراء أو الیمین أو الیسار، وستطارد کل معتدٍ حتّى خلیج المکسیک إن تطلب الأمر. هذا ما اعلنه قائد القوّة البحریة للحرس الثوری، الادمیرال علی فدوی، خلال برنامج وثائقی تحت عنوان (وجهاً لوجه مع الشیطان) تم بثه مؤخرا فی التلفزیون الایرانی.
إن فکرة استخدام الزوارق السریعة – الطرادات البحریة – الحاملة للأسلحة بنوعیها الخفیفة والثقیلة نابعة من صمیم متطلبات الحرب، وقد تمت صناعتها بابتکار القوات المحلیة اعتماداً على المهارات الفنیة لابناء البلد. لذلک نجد الیوم أنواعاً مختلفة من الزوارق الحربیة الإیرانیة التی تجوب میاه الخلیج الفارسی دفاعاً عن حیاض الوطن، مدعومة بأنظمة صاروخیة وطائرات بدون طیار.
ولا یختلف اثنان فی أن الخلیج الفارسی یعد أحد أهم الطرق البحریة الاستراتیجیة للطاقة فی العالم، وهو محور ارتباط بین أوروبا وأفریقیا وآسیا الجنوبیة والجنوب شرقیة، ویتم من خلاله تصدیر ما یضاهی 30 بالمائة من النفط، بحیث أطلق علیه بأنه مخزن النفط العالمی لذلک أمسى مرتعاً تجوبه الأساطیل الأمیرکیة وحاملات الطائرات والبوارج الحربیة بمختلف أنواعها، إذ بدأ ذلک منذ الحرب المفروضة بین العراق وإیران عندما ساعدت القوات الأمیرکیة نظام البعث الصدامی، وقصفت الأرصفة النفطیة وناقلات النفط والزوارق التجاریة وحتّى الطائرات المدنیة الإیرانیة وکبدت الجمهوریة الإسلامیة خسائر مادیة فادحة. وفی تلک الآونة قامت القوات البحریة الباسلة بقیادة الشهید نادر مهدوی بالتصدی للأمیرکان وأسقطت مروحیة متطورة تابعة للبحریة الأمیرکیة.
ویقول قائد القوّة البحریة للحرس الثوری، الادمیرال علی فدوی، عن أهمیة الطرادات البحریة على صعید الحروب البحریة: "هناک الکثیر من الفرقاطات فی العالم وصاحب الرقم القیاسی منها إیطالی الطراز وسرعته تبلغ 136 عقدة بحریة (ما یقارب 250 کم فی الساعة)، ولکنّ هذا الأمر لیس هامّاً، فالمهم هو أن الفرقاطة العسکریة التی تتحرک بسرعة 60 عقدة بحریة تکون مزودة بمختلف أنواع المعدات الحربیة، وبما فی ذلک الصواریخ والطوربیدات والمدافع وغیر ذلک".
وقد أدت الطرادات والفرقاطات العسکریة دوراً أساسیاً فی حرب الثمانی سنوات المفروضة لدرجة أن قوات حرس الثورة البحریة قد تأسست على أساسها وأدت إلى إیجاد تحول هام على هذا الصعدی والفرقاطات الإیرانیة تختلف عن نظیراتها الأجنبیة بقدرتها الفائقة على حمل مختلف أنواع الأسلحة.
وبعد أن وضعت الحرب المفروضة أوزارها، بذلت جهود حثیثة لتطویر المنظومة البحریة العسکریة عبر استیراد أنواع أجنبیة إلى جانب التصنیع المحلی، وبما فی ذلک استخدام منصات هیدرولیکیة ومنظومات السیطرة على الحرائق ومختلف المدافع مثل مدفع 107 ملم و 23 ملم إضافة إلى صواریخ کروز قصیرة ومتوسطة المدى، وهذه الفرقاطات فضلاً عن قدرتها التسلیحیة الفائقة، فهی ذات سرعة عالیة، بحیث لا یمکن مطاردتها بعد إطلاق صواریخها.
مسؤول جهاد الاکتفاء الذاتی اللواء مجید زمانی قلعة صرح قائلاً: "لحد الآن لم یشهد العالم هذا العمل، لکننا تمکنا من صناعة عدد کبیر من الفرقاطات السریعة التی تتحرک بسرعة 60 عقدة بحریة وبإمکانها إطلاق صواریخ وطوربیدات تصیب أهدافها بدقة".
أما المسؤول السابق للتنمیة القتالیة فی الحرس الثوری، الدکتور حسن عباسی، فقد قال: "الفرقاطات السریعة للقوة البحریة التابعة لحرس الثورة کانت على ثلاثة أصناف هی (ذو الجناح) و(ذو الفقار) و(تندر) والأخیر هو أکثرها تطوراً والثانی متوسط والأول کان على مستوى أقل".
ویقول الخبیر العسکری والصحفی، حمزة باریاب: "من المتعارف فی العالم أن سرعة الفرقاطات التابعة للقوات المسلحة تبلغ 30 إلى 35 عقدة بحریة، إلا أن سرعة سراج تبلغ ثلاثة أضعاف هذه السرعة وقدرة إیران فی هذا المجال ولا سیما على صعید المواد بحسب اعتراف الغربیین تضاهی التقنیة العالمیة الحدیثة، لذا لا بد من اعتبار هذه الفرقاطة بأنها تبلغ الذروة فی السرعة والمواصفات العالیة".
قاذفة الصورایخ (Missle Boat) من طراز (تندر) والتی یطلق علیها فی إیران بأنها بارجة، مزرودة بأربعة منصات لإطلاق صورایخ کروز المضادة للزوارق وخلال المهام القتالیة بإمکانها إصابة الأهداف المعادیة على مسافة 300 کم من جمیع الجهات وهی مجهزة أیضاً بثلاثة محرکات و 1200 حصان بخار ومعدات متطورة ومیزات عالیة أخرى. وأما بارجة "یا مهدی" فهی توصف بأنها قنبلة متنقلة لکونها مزودة بمنظومات متطورة وذکیة دون کادر بشری، ولها القابلیة على حمل مختلف الصواریخ والقذائف إلى مختلف المناطق دون حدوث أیة خسائر بشریة وتقلص الحاجة إلى الاعتماد على المقاتلین فی النزاعات على مسافات قصیرة إلى حد کبیر، ناهیک عن امتلاک قوات حرس الثورة لعوامات فائقة السرعة وتسیر بارتفاع منخفض عن سطح الماء، مما یزید من القدرة الهجومیة. وکما صرح الأدمیرال فدوی، فإن الجمهوریة الإسلامیة تمتلک هذه التقنیة إلى جانب روسیا.
والبرمائی "باور 2" هو عبارة عن زوق طائر یسیر براً وبحراً حتى فی المیاة المتلاطمة وبإمکانه التحلیق من أیة نقطة والاستقرار فی أی مکان وهو مزود بتقنیة حدیثة ومنظومات رصد مسائیة لإرسال المعلومات ومخابرة القوات المتأهبیة للقتال ناهیک عن قابلیته على إطلاق مختلف الصورایخ.
وما هذه التقنیات الباهرة إلا غیض من فیض، فالأسلحة المتطورة والمنظومات الفریدة التی تمتلکها القوة البحریة لحرس الثورة لا یمکن حصرها فی سطور لذا فهی قادرة على الدفاع عن حیاض الوطن مهما کانت المخاطر وأیاً کان العدو، ما أذهل العالم بأسره وأرهب الأعداء وکما صرح أحد المسؤولین، فإن القدرة الحقیقیة فی الخلیج الفارسی لإیران فقط وقواتنا البحریة على أهبة الاستعداد لمواجهة أیة حماقة محتملة یرتکبها الأمیرکان وستتم مطاردتهم حتى وإن فروا إلى خلیج المکسیک. والأمیرکان فی الخلیج الفارسی أینما یتّجهون یجدوننا على أمتارٍ منهم؛ سواء تحرکوا نحو الأمام أو إلى الوراء أو الیمین أو الیسار.
المصدر: وکالة أنباء فارس