19 November 2024
الخبير السياسي سعدالله زارعي:

الهيمنة الأمريكية إنتهت/ ايران كانت على وشك ضرب القوات الأمريكية و "اسرائيل"

منطقة الشرق الأوسط تشهد ولادة جديدة وان الهيمنة الامريكية على هذه المنطقة قد إنتهت وان الأمريكيين سوف لن يكونوا متواجدين في هذه المنطقة بعد 10 سنوات على أبعد تقدير
رمز الخبر: ۶۵۰۱۴
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۵:۳۲ - 31October 2016
أفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء بأنه قال الخبير والمحلل السياسي سعدالله زارعي ان منطقة الشرق الأوسط تشهد ولادة جديدة وان الهيمنة الامريكية على هذه المنطقة قد إنتهت وان الأمريكيين سوف لن يكونوا متواجدين في هذه المنطقة بعد 10 سنوات على أبعد تقدير، كاشفا ان الصواريخ الايرانية كانت على وشط التحليق نحو الاهداف الأمريكية في الخليج الفارسي ونحو الكيان الإسرائيلي وكذلك صواريخ حزب الله وذلك قبل 3 سنوات حينما كانت أمريكا تريد شن عدوان على سوريا بذريعة السلاح الكيميائي.

الدكتور زارعي قال في مقابلة مع موقع الوقت: ان منطقة الشرق الاوسط تشهد ولادة جديدة فقضايا اليمن وسوريا ولبنان وعلاقات ايران وروسيا ومسائل تركيا باتت تجري بالتزامن مع بعضها البعض وهي قضايا تتدخل فيها أمريكا لكنها باتت تجري خارجا عن الإرادة الأمريكية.  

 واضاف زارعي ان اليمن بات في طور تشكيل حكم معادي لأمريكا والسعودية والكيان الإسرائيلي، والعلاقات الايرانية الروسية تتطور بسرعة وهذا أمر هام جدا لأن امريكا سوف تخرج من المنطقة في غضون 10 أعوام على أبعد تقدير ولن نجدها في الخليج الفارسي وفي البحر الأحمر ولذلك نجد ان أمريكا تلهث خلف دول المنطقة وتريد اطلاق مفاوضات في لوزان وفي المقابل لا تذهب ايران للمفاوضات وتشترط انضمام مصر والعراق اليها ويرضخ الأمريكيون لهذا الأمر وهذا يدل ان امريكا فقدت هيمنها وباتت تتكيف مع الآخرين.

واضاف زارعي ان امريكا عاجزة الان عن تكرار ما فعلته في البوسنة على الساحة السورية واليمنية والعراقية والبحرينية وهذا يدل ان الاوضاع قد تغيرت.

  ودعا الدكتور زارعي الى التعاضد والتكاتف بين الدول التي تمتلك حضارات عريقة مثل ايران وروسيا ومصر والهند والعراق والتي مارس الغرب عليها ظلما كبيرا، واشار زارعي الى اهتمام ايران بمصر واشتراط طهران لحضور القاهرة في مؤتمر لوزان حول سوريا في وقت تدير امريكا ظهرها لمصر وتتعرض القاهرة للضغط السعودي وهجمات المتطرفين في سيناء، وتابع "ان مصر تتلقى الان اشارات روسية وايرانية وسط انقطاع الاشارات الامريكية وهذا يجعل المصريين يعيدون حساباتهم ليعرفوا أصدقائهم وأعدائهم".  

واعرب الدكتور زارعي عن اعتقاده بأن على ايران ان تعزز قدرات المنطقة أمام الهجوم الأجنبي وكما زادت طهران مناعة لبنان أمام الكيان الإسرائيلي يجب ان تعزز قدرات باقي دول المنطقة مثل العراق وسوريا، ومن جهة أخرى تقوم بايجاد تعاون إستراتيجي بينها وبين الصين وروسيا ومن ثم يتسع هذا التعاون ليشمل الهند ومن ثم تركيا ومصر لنشهد حينها تشكيل تكتل دولي يقودنا نحو التخلص من الأحادية وايجاد عالم متعدد الأقطاب.

وفيما يتعلق بتركيا قال الدكتور زارعي ان تركيا تخطأ حينما تعول على أمريكا وتتنافس مع روسيا وايران لأن روسيا اليوم ليست كما كانت سابقا بل ازدادت قدراتها وتتبع نهجا هجوميا فيما أمريكا ليست ايضا تمتلك قدراتها السابقة ولذلك يمكن القول ان اردوغان يقود لعبة خطيرة ويمكن ان يسقط في الهاوية في أية لحظة.

وفي الشأن الكردي أكد الخبير والمحلل السياسي الايراني سعد الله زارعي ان تشكيل دولة ذات طابع إنفصالي للأكراد في المنطقة يعتبر مستحيلا واذا ارادت أمريكا ان تلعب على هذا الوتر فإن نزاعا كبيرا سيندلع بينهم وبين دول المنطقة.

وفيما يتعلق بالتدخلات التركية في شمالي سوريا اعتبر زارعي ان اردوغان لا يريد ان يغيب عن المعادلة السورية لأن هذه المعادلة هي التي تقرر مصير المنطقة لكن تركيا عاجزة عن تغيير المعادلة في سوريا والعراق والان نرى ان جنودها يقتلون في بعشيقة في شمال العراق وهي باتت مجبرة على مغادرة بعشيقة وشمال الموصل وان كلامها عن منطقة حظر الطيران في شمالي سوريا غير قابل للتنفيذ كما ان الأمريكيين ايضا لا يستطيعون ذلك لأن عليهم في تلك الحالة ارسال قوات الى سوريا ونشر انظمة دفاعات جوية وهذا ما لايريدون فعله الان.

 واضاف زارعي انه قبل سنوات قليلة كان الكثيرون يعتقدون انه لايمكن حفظ سوريا لكن الظروف باتت مختلفة الآن وبات معروفا ان كلام الايرانيين والروس الذين كانوا يعتقدون بحفظ وبقاء سوريا كان صائبا، وتابع قائلا " لقد سمعت كلاما من الواء قاسم سليماني قال فيه انه لا يمضي وقت طويل حتى يصل الملف السوري الى نتيجة واضحة مع حفظ كافة الحدود السورية ووحدة اراضي هذا البلد لأن المشاكل باتت أقل بكثير.

وأشار زارعي ان دمشق والسواحل السورية الان ليست مهددة وان طرق الترانزيت سالكة وحلب باتت على شرف التحرير وستتحرر خلال اسبوعين او ثلاثة أسابيع بشكل كامل.       

 وردا على سؤال حول احتمال وقوع المواجهة بين ايران وأمريكا في الخليج الفارسي قال زارعي ان امريكا تعتبر انتهاء تواجدها في الخليج الفارسي هو انتهائها كقوة عظمى لكن امريكا باتت لا تمتلك القدرة على حل النزاعات ولا تملك قدرة اخلاقية ولا القدرة على تجييش باقي الدول خلفها ولا يمكنها حذف منافسيها عن الساحة مثل باقي الدول العظمى فإيران حاضرة في الملف العراقي والسوري واليمني ولا يمكن لأمريكا فعل شيء ولذلك فإن امريكا غير قادرة على الاحتفاظ بهيمنتها سواء بقيت في الخليج الفارسي او رحلت منه ويجب عليها ان تودّع قوتها العظمى.

وتابع زارعي: ان ايران استطاعت ان تستفيد من قوة روسيا كما ان بعض الافعال الامريكية في المنطقة تعود بالنفع على ايران مثل الغارات التي تنفذها الطائرات الامريكية في العراق لفتح الطريق امام الجيش العراقي، ان ايران تدير الاوضاع في المنطقة مثل ادارتها لقضية العلاقات مع السعودية، ان ايران لم تدير شؤون الصراعات فقط بل تبني العلاقات ايضا فإيران هي التي تخطط لخروج مصر من العزلة وهي التي تسعى لتفعيل دور العراق في الجامعة العربية.   

 وفي معرض الإجابة على سؤال حول المنفعة من المواجهة مع أمريكا في الخليج الفارسي قال الخبير والمحلل السياسي سعد الله زارعي ان تواجد امريكا في الخليج الفارسي زاد القناعات في داخل ايران بضرورة دعم القوات المسلحة الايرانية وتعزيز قدراتها وحينما تتدخل أمريكا في خارج حدودها فإيران ايضا ترسم هذا الحق لنفسها فكلما يتوسع تواجد العدو يتوسع تواجد ايران ايضا واليوم نجد القوات البحرية الايرانية متواجدة حتى في خارج المنطقة وان المدمرات الايرانية موجودة في البحر الأبيض المتوسط وتخطط للذهاب الى البحر الكاريبي، ان التواجد الأمريكي في الخليج الفارسي يمنح ايران حقا اخلاقيا لتوسيع حضورها وتواجدها البحري ومن جهة أخرى حينما يتواجد الأمريكيون في المنطقة فإنهم يصبحون مجبرين على التصرف بحذر فسبب عدم قيام الامريكيين بقصف القوات السورية هو وجود قواتهم في الخليج الفارسي وامكانية تعرضها للضرب، قبل 3 سنوات تحددت ساعة الصفر لشن الهجوم الامريكي على سوريا لكن الهجوم لم يشن واعلن الامريكيون بان الروس قبلوا بنزع السلاح الكيميائي السوري لكن الحقيقة لم تكن هكذا بل الحقيقة هي ان منصات الصواريخ الايرانية في الخليج الفارسي قد اصبحت جاهزة للعمل بالتزامن مع التهديدات الامريكية لسوريا وقد رأى الامريكيون ذلك عبر أجهزتهم التجسسية وفي سوريا ايضا عرف الأمريكيون ان منصات صواريخ حزب الله والحرس الثوري باتت باتجاه رأس الناقورة وحينها قال الأمريكيون انهم عدلوا عن ضرب سوريا احتراما للروس، ولذلك نقول ان تواجد القوات الامريكية في المنطقة ليس مضرا لنا بل ليس ايضا متعارضا مع أمننا القومي، انا بالطبع نريد انهاء الهيمنة الامريكية في المنطقة ورحيلهم من هذه المنطقة لكن لا نعتبر وجود قطعهم البحرية وسفنهم هنا مشكلة كبيرة.     

 
المصدر:الوقت
رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار