تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22
حرب القوة في بین الرياض و أبوظبي؛

حرب النفوذ بين السعودية والإمارات جنوب اليمن

تشهد السّاحة الجنوبية من اليمن خلال الأيام الثلاثة الاخيرة تجاذبات ارتفعت حدّتها بين الامارات والسعودية والتي تعود في بداياتها الى ثلاثة أشهر مضت. هذه التجاذبات لم تعود بالنفع والمصلحة على أي فرد من أفراد الشعب اليمني ومستقبله.
رمز الخبر: ۶۵۱۲۰
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۵:۳۵ - 14May 2017

أفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء بأن الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي أصدر قرار قبل عدّة أيام بإقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي ومساعده هاني بن بريك ليشعل غضب الامارات ويخلق جو من الاحتقان الواسع جنوب البلاد ضد تصرفاته وضد السعودية.

في الواقع فإن الامارات عمدت منذ فترة على فصل قراراتها عن العراب السعودي، ليس فقط في اليمن بل في القرن الأفريقي أيضا، وهذا ما لم يلق البسمة على وجه الرياض. فمؤتمر حضرموت الّذي شاركت فيه الامارات بدون الإذن السعودي الّذي لم يكن راضيا بالأصل عن فكرته التي تهدف الى تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم فدرالية، طلب الامارات من الفرنسيين الاستثمار في نفط حضرموت، التواجد الاماراتي في القرن الأفريقي وخصوصا الصومال وجيبوتي واريتريا، التحكّم بالمرافئ اليمنية في عدن والمكلا، كل هذه التصرفات والقرارات الإماراتية أخرجها من بيت الطاعة السّعودي الّذي أغضبه التعاون الأمريكي الإماراتي في العمليات العسكرية المشتركة بينهما ضد أهداف لتنظيم القاعدة في اليمن وبدون علم الرياض.

السّعودية تحاول تأديب الأمير الإماراتي الّذي يعد الحليف الأبرز لها في حربها على اليمن والّذي يشن الحملات الدعائية ضد حكومة هادي وأتباعها خصوصا في جنوب البلاد وتحديدا في عدن حيث ترفض الامارات أي نوع من التقارب مع حزب الإخوان الّذي يلقى دعما من السعودية.

بناءا على هذا أقدمت السعودية عبر الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادي على تنحية مسؤولين أقوياء مدعومين من أبوظبي الأمر الّذي أغضب اليمنيين الجنوبيين. محافظ عدن المقال الزبيدي أشار بعصبية بالغة إلى أن المجلس المحلي الانتقالي الّذي تنوي السعودية وهادي تشكيله سيزيد من الانشقاق بين الجنوبيين وسيعزز الخلاف بين الامارات والسعودية.


أمّا مجلس تعاون دول الخليج الفارسي الّذي كان ينظر إلى اليمن كتهديد عليه انساق الى الخلافات فيما بينه وطالب بشكل صوري الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية.

وأدانت حركة أنصار الله اليمنيّة اللعبة الإماراتية التي تدخل في سياق البازل الأمريكي الهادف إلى احتلال البلاد وتنفيذ مشاريعه الخاصة في اليمن. لكن الرياض تنظر الى الخلاف مع الامارات بشكل آخر حيث تنظر باستراتيجية إلى المناطق النفطية اليمنية في عدن وحضرموت بينما تسعى أبو ظبي إلى لعب دور أكثر استقلالية وخارج العباءة السعودية عبر لفت نظر الأمريكي إلى دورها في المنطقة بما يحقق مصالح الادارة الأمريكية.

التّوجه الاماراتي الجديد لا يلقى ترحيب السعودية التي عمدت إلى جعل الرياض صلة وصل دول مجلس تعاون الخليج الفارسي بالادارة الامريكية، ولا يمكن توصيف السكوت الاماراتي عن القرارات السعودية الأخيرة في الجنوب اليمني بأنها استسلام للإرادة السعودية، بل أن أبو ظبي هي غير راضية بالحد الأدنى عن التعاون مع السعودي في اليمن وهي تعلم علم اليقين بأن السعودية ستضطر في النهاية الى انهاء الحرب في اليمن. وستسعى الامارات بعد ذلك إلى الاستفادة من المشاريع النفطية في جنوب اليمن.

ويشير الكثيرون الى أن زيارة ترامب الى المنطقة سترسم أطر السياسات الجديدة للدول العربية، حيث ستعمد هذه الدول على إغراء راعي البقر الأمريكي من أجل تبني سياساتها ، وفي هذا السياق ليس من المستبعد أن تستميل الامارات ترامب إلى صالحها لممارسة مزيد من الضغط على السعودية في اليمن.

الخلافات بين السعودية والامارات انعكست بين الجنوبيين اليمنيين المؤيدين لكل منهما، أي المؤيدين للمجلس الانتقالي الجديد والمخالفين له. ومع تواجد تنظيم القاعدة واحتمال الاشتباكات بين هذه الأطراف إضافة الى القصف الّذي يمارسه التحالف العربي بقيادة السعودية، سيلقي بمزيد من البؤس على الشعب اليمني الّذي يعاني من الجوع وانتشار الأمراض وسيبعد أي أمل قريب في إنهاء الأزمة في البلاد عبر إيجاد فرصة وثقافة الحوار بين الأطراف اليمنية بما يضع المهمة الأممية في اليمن طي النسيان إلى أجل غير مسمّى.

انتهى/ 421

رایکم
الأکثر قراءة