وأفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء، انه تزامناً مع ذكرى ولادة النبي الأعظم محمد مصطفى (عليه السلام) والإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، استقبل قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي مجموعة من المسؤولين الحكوميين وسفراء الدول الإسلامية وضيوف مؤتمر الوحدة الـ38 في حسينية الإمام الخميني (رض) قبل ظهر اليوم.
وقال سماحة قائد الثورة في كلمة له خلال هذا اللقاء: "اذا استخدمت الأمةالإسلامية قوتها الداخلية فستنجح في ازالة "اسرائيل" من قلب المجتمع الاسلامي"، مضيفا: "من أعظم الدروس النبوية بناء الأمة وتكوين الأمة الإسلامية، وإن العالم الإسلامي يحتاج اليوم إلى هذا الدرس".
وأكد قائد الثورة أن الحكومات يمكن أن تساعد في تكوين الأمة الإسلامية، وقال: "بالطبع إن الدافع لدى الحكومات ليس قوياً جداً، خواص العالم الإسلامي يمكن أن تعزز هذا الدافع".
وأضاف: "إذا قامت صحافة العالم الإسلامي بالتأكيد على وحدة المسلمين لعشرة سنوات وكتبت المقالات في هذا المجال، والشعراء انشدو القصائد، وأساتذة الجامعات وعلماء الدين قاموا بالتبين في هذا الموضوع، فمن المؤكد أن الوضع سيتغير تماما خلال هذه السنوات العشر. وعندما استيقظت الأمم، فاضطرت الحكومات إلى التحرك في هذا الاتجاه. ويمكن للخواص أن يعززوا ذلك، وهذه هي مهمتنا".
وقال سماحة قائد الثورة الإسلامية: "إذا شبهنا الحركة العامة للتاريخ الإنساني بقافلة تسير في طريق، والإنسان بالذي يسير ويتقدم في هذا الطريق، فبالتأكيد ان قائد هذه الحركة والقافلة هم الأنبياء الإلهيون، الذين يبينون الطريق ويعززون قوة التمييز والتوجيه لدى الإنسان".
وصرح آية الله الخامنئي: "بين مسلسل هؤلاء القادة، لا شك أن قائد القافلة الحقيقي والأخير والرئيسي هو الوجود المقدس للنبي الاعظم محمد مصطفى (صلى الله عليه وآله).
وقال قائد الثورة: "الأمة هي مجموعة من الناس يتحركون في اتجاه واحد ونحو هدف واحد، والان نحن لسنا هكذا، بل نحن منقسمون.. ونتيجة هذا الانقسام هو هيمنة أعداء الإسلام علينا. ونتيجة هذا الانقسام هي أن تشعر دولة إسلامية معينة بأن عليها الاعتماد على أمريكا إذا أرادت الحفاظ على نفسها"، مبينا: 'لو لم نكن مختلفين ومنقسمين، لما شعرنا بهذه الحاجة...يمكننا أن نستخدم امكانيات بعضنا البعض، يدا بيد، ونساعد بعضنا البعض لتشكيل وحدة يمكن أن تكون أقوى من كل القوى في عالم اليوم، كما كان الأمر هكذا ذات يوم".
وعدّد العوامل المؤثرة في تكوين الأمة الإسلامية فقال: الحكومات الإسلامية يمكن أن تكون فعالة في هذا المجال، لكن دوافعها ليست قوية، وهذا واجب خواص العالم الإسلامي، أي السياسيين والعلماء، والأكاديميين والطبقات المؤثرة والمثقفة والشعراء والكتاب والمحللين .. أن خلق هذا الدافع لدى رجال الدولة أمر سياسي واجتماعي".
واعتبر آية الله الخامنئي أن خلق الوحدة وتكوين الأمة الإسلامية له أعداء شرسين وذكر تفعيل الصدوع الداخلية للأمة الإسلامية، وخاصة الصدوع الدينية والمذهبية، كأحد أهم الاستراتيجيات العدائية لمنع تشكيل الأمة الإسلامية وأشار الى تأكيد الامام الخميني(رض) على الوحدة الاسلامية وقال: "ان سبب تأكيد الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه قبل انتصار الثورة الاسلامية على وحدة الشيعة والسنة، كان لأن قوة العالم الإسلامي تأتي من الوحدة".
وفيما يتعلق برسالة الوحدة إلى العالم الإسلامي من إيران، أشار إلى نقطة مهمة وقال: "إذا أردنا أن تعتبر رسالة وحدتنا صادقة في العالم، فيجب علينا أن نعمل متحدين داخل أنفسنا، ونتحرك نحو الأهداف الحقيقية، ولا ينبغي أن يكون الخلاف في الرأي والذوق في تعاون الأمة وتضامنها".
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الجرائم السافرة والمفضوحة التي يرتكبها الصهاينة في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، وقال: "انهم يرتكبون جرائمهم ليس ضد رجال الحرب، بل ضد عامة الناس، وعندما فشلوا لضرب رجال الحرب في فلسطين، سبوا كأس غضبهم الجاهل والخبيث، على الأطفال والرضع والمرضى".
واعتبر آية الله الخامنئي أن سبب هذا الوضع الكارثي هو عدم قدرة المجتمع الإسلامي على استخدام قوته الداخلية ومن خلال إعادة التأكيد على ضرورة قطع العلاقات الاقتصادية للدول الإسلامية مع الكبان الصهيوني بشكل كامل، أضاف: "يجب على الدول الإسلامية أيضا ان تضعف تماما العلاقات السياسية مع الكيان الصهيوني وتقوي هجماته السياسية والصحفية وتظهر بوضوح وقوفه إلى جانب الأمة الفلسطينية".
وفي بداية هذا اللقاء أشار الرئيس الايراني مسعود بزشكيان إلى المنهج النبوي في خلق الوحدة والأخوة بين المسلمين، واعتبر أن السبيل لمنع عدوان وجرائم النظام الصهيوني هو أخوة المسلمين ووحدتهم وقال: "لو كان المسلمون متحدين لما تجرأ النظام الصهيوني على ارتكاب جرائمه الحالية وقتل النساء والأطفال".
واعتبر رئيس الجمهورية فترة الدفاع المقدس مثالا واضحا على تأثير الوحدة والتماسك، وأشار إلى انه في فترة الدفاع المقدس وقف الشعب الإيراني بوحدته الداخلية ضد العدو البعثي المعتدي، الذي ساندته كل قوى العالم، ولم يسمحوا بالاستيلاء على شبر واحد من أراضي البلاد.
انتهى/