09 September 2025

رفضٌ كبير من الفنانين الغربيين للكيان الصهيوني

يمكن اعتبار إجراء فناني مجال السينما والتلفزيون ضد الكيان الصهيوني بمثابة نضال مدني ضد هذا الكيان المحتل وغير الشرعي.
رمز الخبر: ۷۰۲۱۳
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۱:۴۰ - 09September 2025

وکالة الدفاع المقدس للأنباء: في الأيام الأخيرة، نشهد أخبارًا تفيد بأن أكثر من 1500 ناشط في مجال السينما والتلفزيون، من خلال بيان مشترك، رفضوا بشكل قاطع أي تعاون مع المؤسسات والمهرجانات والمشاريع المرتبطة بالكيان الصهيوني. يمكن اعتبار هذا الإجراء حركة منسقة ومنظمة في مسار مقاطعة الكيان "الإسرائيلي" ثقافيًا.

رفضٌ كبير من الفنانين الغربيين للكيان الصهيوني

يمكن النظر إلى هذا الإجراء من قبل الفنانين ضد الكيان الصهيوني كعمل من قبل أهل السينما بمثابة ساحة معركة ناعمة ضد هذا الكيان المحتل وغير الشرعي. وبناءً على هذا، نلاحظ أن الكيان "الإسرائيلي" حاول دائمًا استخدام الأدوات الثقافية والإعلامية لتطهير جرائمه.

مع أخذ هذه الموضوع المهم جدًا بعين الاعتبار، يجب أن نذكر أن المهرجانات السينمائية وإنتاج الأفلام المشتركة والدعم المالي للمشاريع الدولية هي جزء من الحرب الناعمة لتل أبيب لتغيير الرواية حول فلسطين. معارضة الفنانين لهذا التعاون تشكل في الواقع سدًا في وجه تطبيع صورة الكيان الصهيوني.

ولكن الرفض الكبير من الفنانين للكيان الصهيوني يمكن اعتباره في الواقع تجريدًا للشرعية عن الكيان المحتل وغير الشرعي. في الواقع، يجب أن نقول إن المقاطعة الثقافية تعني تجريد الشرعية عن الكيان الصهيوني على مستوى الرأي العام لمنطقة العالم. وبناءً على هذا، عندما ترفض الشخصيات المعروفة في الوسط الفنّي التعاون مع الكيان "الإسرائيلي"، تنتقل هذه الرسالة إلى العالم مفادها أن تل أبيب لا تملك مكانًا في الضمير الثقافي والإنساني للمجتمع العالمي.

من ناحية أخرى، في قضية إصدار بيان الـ 1500 ناشط في مجال السينما والتلفزيون حول عدم التعاون مع الكيان الصهيوني، يتم تصوير الرابط بين الفن والمسؤولية الاجتماعية مرة أخرى بأفضل شكل ممكن. وقد أكد الموقعون على البيان أنهم لا يستطيعون الصمت تجاه الإبادة الجماعية والفصل العنصري والاحتلال.

بطبيعة الحال، يجب أن نقول إن هذا الموقف يظهر أن الفن ليس منفصلًا عن السياسة، وأن الفنان ليس فقط خالقًا للجمال البصري، بل هو صوت الضمير العام. في الحقيقة، إجراء الـ 1500 ناشط في السينما والتلفزيون يعبّر عن الرابط بين المسؤولية الاجتماعية للفنانين والتزامهم بالعدالة وأهمية مراعاة حقوق الإنسان في العالم.

والموضوع المهم الآن في هذا السياق هو رسالة الـ 1500 فنان في السينما والتلفزيون إلى الرأي العام العالمي والغرب. لأن هذه المقاطعة ليست مجرد رسالة موجهة إلى الكيان الصهيوني؛ بل هي رسالة واضحة وصريحة إلى الدول العربية والغربية التي لا تزال تسير في طريق تطبيع العلاقات مع هذا الكيان المحتل وغير الشرعي.

ولكن في الحقيقة، يجب القول إن هؤلاء الفنانين، من خلال بيانهم، أظهروا أن الثقافة يمكن أن تكون رائدة للسياسة، وفي كثير من الأحيان، يمكن لضغط الفنانين على الرأي العام العالمي أن يجبر الحكومات على التراجع أو إعادة النظر في سياساتها. وبناءً على هذا، من المتوقع أن يتمكن هؤلاء الـ 1500 فنان من خلال عملهم الجماعي ممارسة ضغط كبير وملحوظ على الكيان الصهيوني.

من ناحية أخرى، على الرغم من أن إجراء فناني السينما والتلفزيون هذا ليس بداية الطريق، إلا أنه يمكن أن يصبح نقطة تحوّل في المقاطعة الثقافية للكيان الصهيوني. لأن توسع حركات مثل هذه في السينما والموسيقى والمسرح والأدب يمكن في النهاية أن يفشل مشاريع الكيان "الإسرائيلي" لتطهير صورته. وبناءً على هذا، كلما ازدادت هذه المقاطعات وضوحًا، ستعرف تل أبيب أكثر فأكثر في الساحة العالمية ككيان منعزل وغير مقبول.

وفي الختام، يمكن القول إن عدم تعاون الـ 1500 ناشط في السينما والتلفزيون مع الكيان الصهيوني ليس مجرد قرار فردي، بل هو إعلان حرب ثقافية على الكيان "الإسرائيلي"؛ حرب لا تستمر بالسلاح والدماء، بل بالصورة والرواية والفن.

انتهی/

رایکم
الأکثر قراءة