تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22
تقریر عما حدث أمس فی نیویورک

أوباما یطابق الأسد: لا یفهمون إلا القوة

تتسارع الخطوات نحو توسیع دائرة الحرب المزعومة ضد «الإرهاب»، حیث أصدر مجلس الأمن الدولی قراراً ملزماً بخصوص تنقل وتمویل «المقاتلین الأجانب»، فی وقت بدأت فیه المواجهة الأمیرکیة ـ الروسیة تستعر على هامش هذه «الحرب»، فی مشاهد تعید إلى الأذهان فترة بدا أنها خلت، فی ما یشیر إلى أن النظام الدولی الراهن بات فی قلب مخاض التغییر، بعد نحو سبعین عاماً على إنشائه
رمز الخبر: ۶۰۰۸۴
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۲۳:۳۸ - 25September 2014

 أوباما یطابق الأسد: لا یفهمون إلا القوة

شکلت مدینة نیویورک الأمیرکیة، یوم أمس، رکیزة الحراک الدولی بشأن «التحالف» المستجد ضد «المنظمات الإرهابیة»، إذ تبنت جلسة استثنائیة لمجلس الأمن الدولی قراراً ملزماً لوقف تدفق المقاتلین الأجانب إلى سوریا والعراق واحتواء الخطر الذی یشکلونه على بلدانهم الاصلیة، وذلک بعد ساعات على افتتاح المداولات العامة الرفیعة المستوى للجمعیة العامة للأمم المتحدة أعمالها، التی شهدت ضمن فعالیاتها جدلاً أمیرکیاً ـ روسیاً مثقلاً بدلالاته الدبلوماسیة، کادت أن تعید التذکیر بعالم «الحرب الباردة».

وأصدر مجلس الأمن الدولی بالإجماع قراراً أدان فیه «التطرف العنیف الذی قد یهیئ المناخ للإرهاب والعنف الطائفی وارتکاب الأعمال الإرهابیة من قبل المقاتلین الإرهابیین الأجانب». ودعا القرار رقم 2178، الصادر بموجب الفصل السابع من میثاق الأمم المتحدة، إلى «نزع أسلحة جمیع المقاتلین الإرهابیین الأجانب... ووقف جمیع الأعمال الإرهابیة أو المشارکة فی الصراع المسلح». وصدر القرار فی جلسة رفیعة المستوى حضرها ثلاثة عشر رئیس دولة وحکومة من أعضاء المجلس وعدد من کبار مسؤولی الدول الأعضاء، وعقدت برئاسة الرئیس الأمیرکی، باراک أوباما، الذی تتولى بلاده الرئاسة الدوریة لمجلس الأمن.
وأکد القرار، الذی صاغته الولایات المتحدة، ضرورة «عدم ربط الإرهاب بأی دین أو جنسیة أو حضارة»، وعلى مسؤولیة الدول فی منع «تنقل الإرهابیین أو الجماعات الإرهابیة» من خلال التدابیر الفعالة للسیطرة على الحدود والمتعلقة بإصدار أوراق الهویة أو وثائق السفر.

لافروف یرى أن خطاب
الرئیس الأمیرکی لیس
«خطاب سلام»

وأکد مجلس الأمن الدولی الضرورة الملحة للتنفیذ الکامل والفوری، وشدد على ضرورة تنفیذه فی ما یتعلق بالمقاتلین المرتبطین بتنظیم «داعش» و«جبهة النصرة» وغیرهما من خلایا تنظیم «القاعدة» أو الجماعات المرتبطة به أو المنشقة عنه، وفقاً لتعابیر النص.
أما فی الجمعیة العامة للأمم المتحدة، فقد برز خطاب الرئیس الأمیرکی، وما استتبعه من رد روسی فوری. ولم یکن خطاب باراک اوباما إعلامیاً هذه المرة، إذ تضمن عرضاً واضحاً لدور بلاده المبتغى ضمن النظام الدولی فی بدایات القرن الواحد العشرین. واستند اوباما أساساً فی عرضه إلى ما یجری فی أوکرانیا، لیوجه رسالة جلیة مفادها أن النظام الدولی الذی أقیم على أنقاض الحرب العالمیة الثانیة لا یمکن أن یستمر کما هو الآن.
وقال إن «شبح الحرب العالمیة الثانیة الذی کان موجوداً عند إنشاء هذه المؤسسة رُفع، واحتمالات الحرب بین القوى الکبرى انخفضت»، لیضیف فی سیاق حدیثه إن «عدوان روسیا فی أوروبا یعید التذکیر بأیام کانت فیه أمم کبیرة تدوس فوق أمم صغیرة سعیاً خلف الطموحات توسعیة». واعتبر أنه «راهناً، إن تصرفات روسیا فی أوکرانیا تمثل تحدیاً لنظام ما بعد الحرب».
وخلال إشاراته إلى مختلف «التحدیات» التی یواجهها العالم الیوم، قال إن مجملها تمثل «علامات بشأن مشاکل أوسع نطاقاً -- إخفاق نظامنا الدولی فی مواکبة عالم مترابط». وقال أوباما، فی سیاق خطابه: «فی عبارات أخرى... لا نستطیع الاعتماد على کتاب أحکام کتب لقرن آخر. إذا رفعنا أعیننا إلى ما وراء حدودنا -- ولو فکرنا عالمیاً وتصرفنا متعاونین -- لتمکنا من تغییر مسار هذا القرن، کما غیر أسلافنا عصر ما بعد الحرب العالمیة الثانیة».
وسارعت روسیا إلى الرد على خطاب أوباما فی الأمم المتحدة، إذ أعلن وزیر الخارجیة الروسی، سیرغی لافروف، أن الخطاب «لم یفلح أن یکون خطاب سلام»، معتبراً أن الرئیس الأمیرکی «خصص لما سماه العدوان الروسی فی أوروبا المرتبة الثانیة فی سجل الأخطار المحدقة بالسلام فی العالم، ما بین حمى إیبولا وتصاعد نشاطات الإرهابیین فی بلدان الشرق الأوسط، وفی مقدمتها الدول التی قامت الولایات المتحدة بتدخل فیها، مخالفة للقانون الدولی». وأضاف أن الحدیث یدور عن «رؤیة أمیرکیة للعالم» طرحها الرئیس أوباما الذی «شدد مراراً على استثنائیته هو وبلاده.. رؤیة بلاد سجلت فی عقیدتها للأمن القومی حقها فی استخدام القوة حسب هواها، بغض النظر عن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والقوانین الدولیة الأخرى».
وجاء الحدیث عن سوریا وعن الشرق الأوسط والحرب على «الإرهاب» فی خطاب اوباما فی إطار عرض «التحدیات» المشار إلیها. وکان لافتاً فی خطاب رئیس الإدارة الأمیرکیة ترکیزه على عبارة «سرطان التطرف» المنتشر فی العالم، مؤکداً أنه لیس من حرب مع «العالم الإسلامی»، رافضاً فی الوقت ذاته عبارة «صراع الحضارات».
وفی ثنایا الخطاب الأمیرکی جرى تأکید «أهمیة» الحرب ضد «داعش»، فیما وُجِّهت رسالة إلى طهران بشأن برنامجها النووی، تدعو المسؤولین الإیرانیین إلى «عدم تفویت فرصة» إبرام اتفاق.
ودعا باراک اوباما العالم، یوم أمس، إلى التوحد لـ«تدمیر» تنظیم «داعش»، معتبراً أن «اللغة الوحیدة التی یفهمها القتلة مثل هؤلاء هی لغة القوة»، فی تکرار لکلام سابق کرره الرئیس بشار الأسد مراراً وتکراراً. وأکد أن بلاده لا تتحرک «بمفردها»، متعهداً العمل مع تحالف واسع «للقضاء على شبکة الموت هذه». وقال: «ربما جادل بعض الساخرین بأن نتیجة کهذه لن تتحقق أبداً. لکن لا طریق آخر لوضع حد لهذا الجنون، سواء خلال عام أو 10 أعوام من الآن».

وجاء حدیث الرئیس الأمیرکی فی الوقت الذی کان فیه المتحدث باسم البنتاغون، الامیرال جون کیربی، یشیر إلى أن الحرب المزعومة لن تنتهی إلا خلال «سنوات». واستبق اوباما خطابه فی الأمم المتحدة بلقاء کان قد أجراه «الشرکاء العرب فی الائتلاف العالمی»، حیث أکد أنّ «من الواضح أننا لا نشهد نهایة مجهود بل بدایته».
وترافق ذلک مع إضافة الولایات المتحدة إلى لائحتها السوداء 11 شخصاً وشرکة متهمین بتسهیل إرسال مقاتلین الى «تنظیمات ارهابیة».
من جهته، رأى الرئیس الترکی، رجب طیب اردوغان، أن بلاده «لیست دولة داعمة للإرهاب، أو دولة تغض الطرف عن الأعمال الإرهابیة»، مضیفاً: «نحن لا نتدخل فی الشؤون الداخلیة لأی دولة، ونحترم وحدة تراب جمیع الدول بالمنطقة وسیادتها».
وشهدت فعالیات أعمال الجمعیة العامة یوم أمس، خطابات لقادة عرب، برز من بینها الحضور القوی للرئیس المصری الجدید، عبد الفتاح السیسی، الذی عرض فیها لملامح «مصر الجدیدة»، التی تضمنت دعوة أعضاء الجمعیة العامة إلى دعم ترشح بلاده لعضویة غیر دائمة فی مجلس الأمن لعامی 2016 و2017. من جهته، دعا الملک الأردنی، عبد الله الثانی، إلى اعتماد «استراتیجیة جماعیة» للقضاء على تنظیم «داعش»، فی وقت برز فیه ضمن کلمة أمیر قطر، تمیم بن حمد، دعوته إلى «مضاعفة الجهود لمحاربة هذه الظاهرة (الإرهاب) أیاً کان شکلها أو هدفها أو مصدرها»، بینما أصر فی کلمته على اختطاف «نجاح التجربة التونسیة»، فی سیاسة واضحة تتبعها بلاده الیوم، والوسائل الإعلامیة التابعة لها، فی الشأن التونسی.

المصدر: مواقع، جریدة الأخبار

رایکم
الأکثر قراءة