21 July 2025

كيف دُمِّرت القبة الجيوديزية في قاعدة العديد؟

انهيار أنظمة الاتصالات الأمريكية جراء الهجوم الصاروخي للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون له تبعات سلبية متعددة على الأعداء، وسيمنح إيران مساحة أوسع لتطوير عملياتها الانتقامية المقبلة.
رمز الخبر: ۷۰۰۴۶
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۳:۴۷ - 21July 2025

وکالة الدفاع المقدس للأنباء: العدوان الشامل والإجرامي الذي شنه النظام الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية قوبل بردود قوية من القوات المسلحة الإيرانية. وبعد فشل العدو في تحقيق أهدافه خلال الحرب 12 يومًا اللتي تكبد خلالها خسائر وإصابات فادحة، أُجبر على طلب وقف إطلاق النار. كما أن الدمار الواسع الذي أصاب بالمناطق الجنوبية والوسطى والشمالية من الأراضي المحتلة يؤكد الخسائر الكبيرة التي تكبدها النظام الصهيوني المجرم والمعتدي.

كيف دُمِّرت القبة الجيوديزية في قاعدة العديد؟

مع استهداف الأراضي المحتلة وتدهور أوضاع النظام الصهيوني، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة مباشرة مع إيران لدعم حليفها المقيد. فقد تعرضت المراكز النووية الإيرانية لهجوم من الطائرات الحربية والصواريخ الأمريكية في فجر يوم 25 يونيو. لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردت بعملية "بشارت الفتح"، وهي هجوم قوي باستخدام مزيج من الصواريخ فوق الصوتية، استهدف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، التي تُعد النقطة المحورية لقواعد "سينتكوم" (القيادة المركزية الأمريكية في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا).

حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلات متعددة التقليل من أهمية هذا الهجوم، مدعيًا أن إيران لم تستهدف جميع قواعده، بل أطلقت عددًا محدودًا من الصواريخ على قاعدة "العديد" دون تحقيق نتائج مؤثرة. هذا الادعاء باطل وكذب محض؛ فإذا كان الهجوم غير مهم كما يزعم، فلماذا تقدمت الولايات المتحدة، وعبر ترامب شخصيًا، بطلب وقف إطلاق النار بشكل غير مباشر إلى إيران؟ الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة "العديد" لم يُسفر عن خسائر فادحة في مواقع القيادة الأمريكية في المنطقة فحسب، بل أظهر أيضًا قلق الولايات المتحدة من توسع نطاق الهجمات الإيرانية واحتمال إغلاق مضيق هرمز.

نقطة أخرى لفتت الانتباه بعد الهجوم الصاروخي الإيراني، ونشرتها وسائل الإعلام الأجنبية عبر صور الأقمار الصناعية، هي تدمير القبة الجيوديسية التابعة للجيش الأمريكي في قاعدة "العديد" في قطر. هذه القبة تضم أنظمة رادار متقدمة قادرة على تتبع الصواريخ الباليستية. تدمير هذا النظام الاتصالي، الذي تكلف 15 مليون دولار، قد يترتب عليه عواقب وخيمة للولايات المتحدة في أي حرب محتملة مستقبلًا.

وصرح القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية بشأن الضربة القوية التي وجهتها إيران لأكبر قاعدة أمريكية في المنطقة قائلًا: "كانت قاعدة 'العديد' مركزًا حساسًا للغاية بالنسبة لأمريكا في المنطقة، وعندما تُرفع الرقابة الإعلامية، سيظهر حجم الضربة الكبيرة التي وجهتها إيران. ومع ذلك، يمكن توجيه ضربة أكبر من هذه لأمريكا وغيرها".

وبما أن القوة الهجومية الإيرانية تعتمد بشكل أساسي على إطلاق الصواريخ الباليستية، فإن عدة دول أوروبية، إلى جانب الولايات المتحدة، تلعب دورًا في تتبع هذه الصواريخ. كان النظام البالغ قيمته 15 مليون دولار، والذي دُمر بالكامل - وفقًا للأدلة - بسبب الهجوم الإيراني الدقيق، يمثل الدور الأهم للقيادة المركزية الأمريكية في تتبع الصواريخ. يتيح تدمير هذه القبة الجيوديسية لإيران تحقيق أهدافها بدقة باستخدام صواريخها الباليستية فوق الصوتية، وحتى الصواريخ التقليدية.

تشمل الأهداف الأولية مواقع عميقة داخل الأراضي المحتلة، والتي يمكن أن تغير معادلة الحرب لصالح إيران في حال تصاعدها. على سبيل المثال، مصفاة "بازان" في حيفا، التي تخضع حاليًا لإصلاحات أولية، يمكن أن تكون هدفًا رئيسيًا. إذا تعرضت سابقًا لعدد محدود من الصواريخ، فقد تُستهدف في حرب مقبلة بعدد كبير من الصواريخ، مما سيُسبب خسائر اقتصادية جسيمة وعواقب وخيمة للنظام الصهيوني.

أما الأهداف الثانوية فتشمل مواقع في منطقة الخليج الفارسي والمحيط الهندي ضمن نطاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، مثل قاعدة التزويد بالوقود "الشيخ عيسى" والقاعدة البحرية الأمريكية الخامسة في البحرين، بالإضافة إلى السفن العملاقة والبارجات الحربية الأمريكية التي يصل طولها إلى مئات الأمتار. يمكن استهداف هذه الأهداف بسهولة في هجوم خاطف، خاصة مع غياب نظام الرصد الجيوديسي في قاعدة "العديد". على سبيل المثال، إطلاق صاروخ من صحراء سمنان باتجاه مدخل المحيط الهندي لن يتمكن خط الرادار الأول لـ"سينتكوم" في قاعدة "العديد" من رصده، مما سيؤدي إلى خسائر فادحة للجيش الأمريكي.

بشكل عام، سمح تدمير القبة الجيوديسية في قاعدة "العديد" في قطر لإيران، في حال استئناف الولايات المتحدة والنظام الصهيوني للحرب، باستخدام قوتها الهجومية بحرية أكبر ضد الجبهة الغربية-العربية-العبرية.

انتهی/

رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار