تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

وثیقة لـ«هآرتس»: باراک خطط مع شارون لشن حرب خاطفة على لبنان وسوریا فی 1982

تظهر وثیقة کتبها اللواء إیهود باراک فی العام 1982 حینما کان عضواً جدیداً فی هیئة الأرکان العامة للجیش الإسرائیلی، خطة مخادعة لشن حرب على لبنان وسوریا فیها تحایل على أعضاء الحکومة والجمهور.
رمز الخبر: ۶۰۳۳۳
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۴:۱۱ - 04October 2014

وثیقة لـ«هآرتس»: باراک خطط مع شارون لشن حرب خاطفة على لبنان وسوریا فی 1982

 حلمی موسی

تظهر وثیقة کتبها اللواء إیهود باراک فی العام 1982 حینما کان عضواً جدیداً فی هیئة الأرکان العامة للجیش الإسرائیلی، خطة مخادعة لشن حرب على لبنان وسوریا فیها تحایل على أعضاء الحکومة والجمهور.
وکشف المعلق الأمنی فی صحیفة «هآرتس» أمیر أورن عن هذه الوثیقة التی اعتبرها ترمی إلى تحقیق أهداف شخصیة بینها تقریب أرییل شارون من رئاسة الحکومة وتسهیل تسلم باراک لرئاسة الأرکان.
ویشیر أورن إلى أن هذه الوثیقة شکلت أساساً للحرب التی شنها شارون على لبنان فی العام 1982، تحت شعار «سلامة الجلیل». وکتب أن الوثیقة عمدت إلى رسم حیلة لتمریر الحرب على الجمهور وعلى الجیش وتقریباً على معظم الحکومة الإسرائیلیة.
فی العام 1982 کان باراک جنرالاً جدیداً فی هیئة الأرکان تولى منصب رئاسة شعبة التخطیط، وکان على علاقة جیدة مع رئیس وحدة الأمن القومی فی وزارة الدفاع الجنرال أبراهام تامیر، وعلاقة سیئة مع رئیس الأرکان الجنرال رفائیل إیتان. واستغل باراک العلاقة مع تامیر للالتفاف على إیتان والتقرب من وزیر الدفاع أرییل شارون، على أمل تسهیل تعیینه رئیساً للأرکان فی العام 1983.
وسلّم باراک لشارون عبر تامیر أسس الوثیقة عشیة خروج حکومة مناحیم بیغین لعملیة «أورانیم» التی تدحرجت لتغدو حرب لبنان. وقد نشرت بعض تفاصیل هذه الوثیقة فی العام 1999، ما أدهش دان شومرون الذی کان رئیساً للأرکان حینما کان باراک نائباً للرئیس، وحاول القفز عنه فی العام 1987، فقال: «کنت أظن أننی أعرف کل ألاعیب باراک».
وتقع الوثیقة فی 1200 کلمة، وتعبر عن فلسفة کاتبها السیاسیة والعملانیة وهی فلسفة تندفع لاستخدام قوة «کثیفة وهائلة» من أجل خلق «واقع جدید» یبلور الوعی و«صورة الواقع».
والوثیقة تعرض هنا لتزید فهم حرب لبنان وشخصیة إیهود باراک، الذی أوصى بحرب خیار من أجل تحسین الوضع الاقتصادی، و«الثقة بالنفس» وتعمیق «روابط المجتمع الإسرائیلی».
وجاء فی الوثیقة أن «عملیة أورانیم لا یمکنها تحقیق هدفها الأدنى منع احتمال فنی لإطلاق المخربین نیران المدافع على أراضینا - من دون السیطرة على مناطق بحوزة السوریین. فالأهداف الأوسع للعملیة، تدمیر البنى فی عموم الأراضی اللبنانیة بما فیها بیروت، والتواصل مع المسیحیین، تستلزم تقریباً السیطرة على مناطق المخربین حتى بیروت، والارتباط بالمسیحیین تقریباً یستلزم الصدام مع السوریین فی لبنان. وفضلاً عن ذلک، وحتى إذا کان بالوسع تنفیذ ذلک عسکریاً، فإن السیطرة على مناطق المخربین حتى بیروت والارتباط مع المسیحیین من دون الصدام مع السوریین، فإن من المشکوک فیه تحقیق تغییر دائم فی بنیة الحکم فی لبنان (هیمنة مسیحیة) تصمد حتى بعد خروجنا (بعد ستة شهور مثلاً)، إذا لم نرسخ فی ذهن کل الجهات فی لبنان (بمن فی ذلک المسیحیون) وفی ذهن السوریین تفوقنا على السوریین فی استخدام القوة».
وتضیف الوثیقة أنه «إلزامی تأکید السیطرة الجویة، بغیة تسریع وتیرة القتال، وواقع استمرار وجود منظومات صواریخ أرض جو فی البقاع، بشکل یعرض على المدى البعید للخطر ردعنا لیس أقل من حریة طیراننا فی البقاع الشرقی، وهذا یشکل عامل تحفیز إضافیاً للعمل ضد السوریین، حال تنفیذ عملیة فی لبنان. وبحسب رأیی لیس حکیماً تقیید سلاح الجو، إذا عمل ضد الصواریخ أرض جو، بالعمل فقط ضدها فی البقاع. إذ یفضل استخدامه ضد کل منظومة الدفاع الجوی واستغلال النتائج لاستخدام واسع لسلاح الجو والقوة البریة فی مواجهة القوات البریة السوریة أو فی هضبة الجولان».
ویزید باراک أنه «بنظرة إلى الوراء من انتهاء الصدام مع السوریین سیکون العامل الحاسم فی صورة الواقع هو نجاحنا فی هزیمتهم خلال وقت قصیر، وبأقل الخسائر ومن دون التعلق بمخزونات ووسائل القتال الأمیرکیة فور انتهاء القتال. وستکون مسألة المخربین فی لبنان حینها، مجرد حدث هامشی فی أهمیته حرک خطوة أوسع».
ویتابع «من الجائز أننا نعیش وضعاً تاریخیاً فریداً، السوریون معزولون وحلفاؤهم المحتملون سینضمون إلیهم متأخرین جداً، إذا انضموا. والموقف الأمیرکی تجاه عملیة ضد سوریا سیتقرر وفق نتائج الصدام الأولی. فإنجاز جزئی وتورط یقودان إلى ضغط هائل من أجل الانسحاب الفوری وربما مواصلة التراجع فی مواضیع أخرى بیننا وبین السوریین واللبنانیین. أما إنجاز فوری وتدمیر منظومات الدفاع الجوی والسیطرة على طریق بیروت دمشق والارتباط بالمسیحیین على الساحل والبقاع وتدمیر القوات وإخراج الجیش السوری عن توازنه، فکلها أمور ستدفع الأمیرکیین إلى تشخیص الواقع الجدید وترکیز جهودهم مع زبون السوفیات على حافة الهزیمة».
ویعدد باراک الموانع والمخاطر الثلاثة کالضغط الأمیرکی وغیاب الإجماع الداخلی والخوف من أن حرباً کهذه ستوقف الحرب بین إیران والعراق، ما قد یضرب عملیة السلام مع مصر.
ویقول إن هذه الموانع «ضبابیة» على المدى البعید ینبغی دراستها فی ضوء الضائقة السیاسیة والاقتصادیة وحالة المجتمع الإسرائیلی وثقة إسرائیل بنفسها. ویعتبر أن هذه الموانع تتطلب التحضیر لعملیة کما فی حرب العام 1967 ضد سوریا، تتطور عبر سلسلة أحداث سریعة: «عملیة مخربین، عملیة ضد مخربین أو ضد الدفاعات الجویة وتدهور سریع، یفاجئ السوریین والولایات المتحدة ولیس نحن، بضربة شاملة ضد السوریین، وحدیث مسبق، لطیف ومعقد جداً مع الأمیرکیین، من دون أن نکشف کامل نیاتنا، وانتظار صابر لتوقیت مناسب، یمکن فیه تحقیق إجماع داخلی واسع یبرر بدء العملیة (ضد الدفاعات الجویة أو المخربین) على خلفیة الوضع الشامل».
ویشدد باراک على أهمیة ظروف البدء وسرعة تدمیر القوات السوریة خلال 72 ساعة والوصول إلى خط بیروت دمشق عبر إثارة غبار معرکة، ما یمنع ردوداً ناجعة من جانب الدول العربیة.
ویرى باراک أن استعدادات المعرکة لا ینبغی أن تطول عن 5-7 أیام لأن السوریین سیکتشفونها، وطالب ببدء الاستعدادات فی أیار 1982 والعمل على توفیر التمویه المناسب بحیث لا یعرف بالخطة سوى خمسة أو ستة ضباط من دون أن یعرفوا النیات الکاملة.
عموماً، طالب باراک باستغلال أی «استفزاز» من جانب الفلسطینیین للبدء بـ«أورانیم متدحرج»، وأنه «بطرق غیر مباشرة یمکن التأثیر على نشوء سلسلة تخلق ذرائع لعمل ضد المخربین».
وأشار إلى أنه «فی ضوء إشکالیة البحث فی استخدام القوة من أجل تغییر وضع سیاسی، من الجائز أن یتعذر على المستوى السیاسی البحث فی ذلک صراحة وخلال التشخیص الواضح للأهداف، وبدیهی أن هذا لا ینبغی أن یبحث مع المستوى العسکری بمصطلحات التوجیه المقصود، بل بتعابیر احتمالات أدراج، توفر ردوداً على التطورات».

المصدر: جریدة السفیر
رایکم
الأکثر قراءة