تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22
نبذة عن حیاة القائد البطل، الشهید شمران/2

الشهید شمران: عبدالناصر إعترف بصحة احتجاجاتنا علیه فی موضوع تسمیة الخلیج الفارسی

بالطبع کانت لنا صراعات مع بعض الأجنحة القومیة العربیة المتطرفة، کما أننا قدّمنا احتجاجات إلى عبد الناصر بسبب إطلاق اسم الخلیج العربی على الخلیج الفارسی أو إطلاق عربستان على خوزستان، وقد قبل عبد الناصر هذه الاعتراضات واعترف بصحتها.
رمز الخبر: ۶۰۴۸۶
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۲:۲۷ - 09October 2014

الشهید شمران: عبدالناصر إعترف بصحة احتجاجاتنا علیه فی موضوع تسمیة الخلیج الفارسی

الدراسة فی أمریکا

وبعد حصوله على البکالوریا عمل الشهید القائد مدرساً فی نفس الکلیة التی تخرج منها، إلى أن حصل على منحة دراسیة لإکمال دراسته فی أمریکا حتى درجة الدکتوراة بصفته طالباً ممتازاً. وبحصوله على درجة الماجستیر بتقدیر ممتاز فی الهندسة الکهربائیة من جامعة تکساس الأمریکیة، انتقل إلى جامعة برکلی للحصول على الدکتوراة، وخلال ثلاث سنوات حصل الشهید القائد أیضاً على درجة الدکتوراة فی الإلکترونیات والفیزیاء الحیویة (هندسة الطاقة النوویة) بامتیاز من جامعة برکلی متفوقاً على زملائه من الطلبة القادمین من شتى أنحاء العالم وتحت إشراف أبرز الأساتذة فی هذا الحقل. والمثیر للدهشة أن الشهید جمران أبرز تفوقه الدراسی والعلمی بینما کان منخرطاً فی نفس الوقت فی خضم النضال السیاسی والعقائدی، وهو ما أثار دائماً إعجاب الأصدقاء والأعداء. وکان فی تلک الفترة یعتمد فی الحصول على نفقات حیاته من عمله فی التدریس والأبحاث، وذلک لأن السافاک کان قد حجب عنه منحته الدراسیة بحجة نشاطه السیاسی ضد نظام الشاه. 

 
نشاطه السیاسی فی أمریکا

ومن أبرز مآثر حیاة الشهید القائد السیاسیة والاجتماعیة تأثیره ودوره المتفرد فی تأسیس التجمعات الطلابیة ضد نظام الشاه وخصوصاً الاتحاد الإسلامی للطلبة فی أمریکا. وتعتبر السیطرة على اتحاد الطلبة الإیرانیین فی أمریکا من أهم تحرکاته السیاسیة هو ورفاقه فی تلک الفترة (عام 1340هــ.ش) حیث کان هو أحد أبرز مؤسسی اتحادات الطلبة الإیرانیین فی أمریکا. وتقدیراً لدوره الممتاز وکفاءاته العالیة والفریدة فقد انتخبه اتحاد الطلبة الإیرانیین فی أمریکا غیابیاً کأول عضو فخری دائم فیه (عضو شرف) وذلک فی اجتماعه التاسع عام 1962م. غیر أن هذا الإجراء لم یدخل حیّز التنفیذ وذلک بسبب الصراع الدائر بین الیساریین والوطنیین فی الاتحاد، مما جعل الشهید جمران یرکز جهوده على تقویة الاتحاد الإسلامی للطلبة المقیمین فی أمریکا، وفضلاً عن ذلک فانه أکد حضوره الدائم ومشارکته الفعالة فی شتى التجمعات السیاسیة ــ الوطنیة المناوئة لنظام الشاه. وکمثال على ذلک انتماؤه إلى الجبهة الوطنیة الثالثة، وإصدار شهریة فکریة باسم (جبهة) ونشرة خبریة تحت عنوان (الجبهة الوطنیة فی أمریکا) بمساعدة عدد من زملائه. کما أن خطاباته فی جموع الطلبة ومحافل الجبهة الوطنیة والاتحاد الإسلامی وسواها، وکذلک کتابة المقالات المتعددة باسمه الأصلی أو باسم مستعار مثل مقالات (الثورة) و(حکومة علی) و(البیان الدیمقراطی) تعد کلها من صور حضوره السیاسی البارز والفعال فی عرصات المواجهة السیاسیة. 

ففی تلک المسیرة التی نُظمت فی عهد "کنیدی" من مدینة "بالتیمور" إلى "واشنطن" والتی امتدت على مسافة تسعین کیلو متراً کان هو أنشط المشارکین وکان یسیر فی المقدمة دائماً، والمدهش فی ذلک أنه لم یکف عن أبحاثه وأحادیثه فی العرفان والسیر والسلوک الروحی على طوال الطریق. 

کما کانت له مشارکة فعالة فی الاضراب عن الطعام الذی نظم داخل مصلّى منظمة الأمم المتحدة احتجاجاً على اعتقال ومحاکمة آیة الله الطالقانی وأصحابه، حیث کتب من هناک رسالة إلى شقیقه یقول فیها: 

"اکتب إلیک هذه السطور بآخر رمق من حیاتی". 

وإضافة إلى کل ذلک فقد کان له حضور مؤثر ومشارکة فعالة فی التظاهرات الکبرى والواسعة التی نظمها الطلبة الإیرانیون فی أمریکا فی أعقاب مذبحة الخامس عشر من شهر خرداد. کما کان له دور مؤثر ومصیری فی التظاهرات التی أقیمت أمام محل إقامة الشاه عند زیارته لأمریکا عام 1343هــ.ش، حیث اضطر نظام الشاه إلى إرسال عدد من عملاء السافاک ــ بلغ المئات ــ من إیران إلى أمریکا للهجوم على جموع المتظاهرین وتفریقهم بعد أن فشلت السفارة الإیرانیة فی خداع المتظاهرین. 

لقد کانت روحه لا تنتعش ألاّ بخوض غمار الجهاد، وکان حبّه للعالم والکون والبشر وحتى لمن یقفون ضده یبلغ ذروته لدرجة ان أصدقاءه فی ذلک الزمان أطلقوا علیه لقب "إله الحب". 

 
التدریب العسکری فی مصر

ولکن هذا الرجل صاحب الروح الشفافة والمرفرفة والعزم المتین والإرادة الصلبة أدار ظهره لکل المظاهر المادیة بعد نضهة الخامس عشر من خرداد الدمویة والاعتقاد بتراجع النضال القانونی والبرلمانی، وتوجه إلى مصر مع عدد من أصدقائه المؤمنین والمخلصین لتعلم فنون القتال والاستعداد لخوض الحرب المسلحة ضد النظام البهلوی. وکان ذلک فی نفس الوقت الذی بعثت فیه نهضة المقاومة الفلسطینیة بکوادرها إلى مصر للتدریب أیضاً، حیث قضى الشهید القائد عامین شارک فیهما بعدة دورات للتدریب العسکری وفنون النزال وجهاً لوجه وحرب العصابات والعمل الفدائی، ثم أخذ هو على عاتقه مسؤولیة تدریب المقاتلین الإیرانیین على تعلم تلک الفنون. 

ولأن الشهید القائد کان یتمتع بالفکر الدینی الأصیل والعمیق فإنه کان یعتقد بأن الاشتراکیة والوطنیة بلا إسلام من شأنها بث الفرقة والتشتت بین المسلمین؛ ولهذا فإنه کان على خلاف تام مع النزعة الوطنیة والقومیة التی سادت البلدان العربیة فی تلک الفترة کبدیل عن الوحدة والقومیة الإسلامیة، وهو ما جعل المناضلین الإیرانیین ینقلون قواعدهم إلى لبنان جراء تلک الخلافات والصراعات الفکریة ومن ثم موت جمال عبد الناصر. 

یقول الشهید شمران فی أحد اللقاءات التی أجریت معه: 

"بالطبع کانت لنا صراعات مع بعض الأجنحة القومیة العربیة المتطرفة، کما أننا قدّمنا احتجاجات إلى عبد الناصر بسبب إطلاق اسم الخلیج العربی على الخلیج الفارسی أو إطلاق عربستان على خوزستان، وقد قبل عبد الناصر هذه الاعتراضات واعترف بصحتها، وقال: إن تیار القومیة العربیة بلغ من القوة بحیث لا یمکن مقاومته بسهولة. کما أعرب لنا عن أسفه حیث أنهم لم یدرکوا بعد أن معظم هذه التحرکات یقوم بها الأعداء من أجل شق الصف الإسلامی، وقال لنا إن الشیء الوحید الذی یستطیع فعله هو أن یسمح لنا بالحدیث بحریة، فربما استطعنا توضیح الأمور للعرب وإقناعهم بأن کل هذه المشاریع لیست سوى مشاریع للتفرقة ولا ینبغی مواصلتها". 

یتبع...

المصدر: موقع حرکة أمل

رایکم
الأکثر قراءة