تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22
حملة "لنصعد إلى برلین" و الهجرة المعاکسة

لماذا یعود یهود "إسرائیل" إلى ألمانیا؟

"لنصعد إلى برلین"، حملة شعبیة للهجرة من دولة الاحتلال إلى ألمانیا، وأرقام تتحدث عن الارتفاع الکبیر فی مستوى المعیشة داخل دولة الاحتلال حیث ارتفعت الأسعار خلال السنوات الثلاث الماضیة بنسبة 13.5 ٪ بینما ارتفعت أسعار المساکن خلال السبعة الأشهر الماضیة إلى 6.8 ٪.
رمز الخبر: ۶۰۶۰۴
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۳:۵۰ - 15October 2014

لماذا یعود یهود

“لنصعد إلى برلین”، حملة شعبیة للهجرة من دولة الاحتلال إلى ألمانیا، وأرقام تتحدث عن الارتفاع الکبیر فی مستوى المعیشة داخل دولة الاحتلال حیث ارتفعت الأسعار خلال السنوات الثلاث الماضیة بنسبة 13.5 ٪ بینما ارتفعت أسعار المساکن خلال السبعة الأشهر الماضیة إلى 6.8 ٪.

بدأت حملة شعبیة للتشجیع الهجرة من داخل الأراضی الفلسطینیة المحتلة بالرواج بشکل واسع داخل دولة الاحتلال بسبب تردی الأوضاع الاقتصادیة، فی الوقت الذی ما زالت فیه حکومات الاحتلال المتعاقبة تدفع بدعم میزانیة الجیش على حساب مستوى حیاة الفرد.

وکشف تقریر صادر عن المرکز الفلسطینی للدراسات الإسرائیلیة “مدار” أن الدعوة إلى حملة هجرة عکسیة من دولة الاحتلال إلى الخارج، ستلقى زخما خلال الفترة القریبة القادمة، بسبب التراجع الاقتصادی الکبیر، وارتفاع الأسعار الذى یعانى منه الإسرائیلیون.

وقال المرکز، فی تقریره أن الإسرائیلیین انضموا إلى الشعوب التی تعیش، أو یعیش قسم منها، فی فقر وضائقة اقتصادیة، وخوف من نزاعات مسلحة، وأن هذا قد یلجئهم إلى الهجرة من أوطانهم، سعیا وراء حیاة أفضل وأکثر أماناً.

وتناول التقریر الحملة الشعبیة التی أطلقها مجموعة من الإسرائیلیین بعنوان “الصاعدون إلى برلین”، والتی تشجع على الهجرة إلى ألمانیا، بحثاً عن حیاة اقتصادیة أفضل، مع تصاعد مؤشرات غلاء المعیشة فی إسرائیل.

وأشار تقریر “مدار” أن أحد أسباب تأسیس حملة “لنصعد إلى برلین” هو اقتصادی واجتماعی، أما السبب الثانی فیتعلق بالأمن الشخصی للإسرائیلیین والمخاوف من الحروب والصراعات المتکررة، التی تشهدها دولة الاحتلال مثل الحرب الأخیرة على غزة، وحرب لبنان الثانیة، والانتفاضة الفلسطینیة الثانیة، حیث دارت هذه الصراعات للمرة الأولى داخل الجبهة الإسرائیلیة.

وقال التقریر “إن تزاید الاحتجاجات بین الإسرائیلیین، خلال الآونة الأخیرة، بین المطالبة بخفض أسعار السکن، والمواد الغذائیة، والتعلیم وغیرها، ساهمت فی ارتفاع نسبة المهاجرین، خاصة مع عدم تعاطی الحکومة مع هذه الاحتجاجات”.

وکشفت تقاریر أخرى صادرة فی یولیو الماضی أن نسبة التضخم داخل دولة الاحتلال، ارتفعت خلال السنوات الثلاث الماضیة بنسبة 7.1٪، فیما کانت الزیادة فی أسعار السلع الغذائیة خلال تلک الفترة، بنسبة أکبر بلغت 13.5٪.

فی الوقت ذاته، أظهرت أرقام صادرة عن الجهاز المرکزی للإحصاء الإسرائیلی، الشهر الماضی، أن أسعار المساکن ارتفعت خلال 7 أشهر من العام الجاری (من ینایر حتى نهایة یولیو الماضی) بنسبة 4٪، بینما ارتفعت بنسبة 6.8٪ خلال الشهور الاثنی عشر الماضیة المنتهیة فی یولیو.

ویرى المبادرون للحملة، أن الارتفاع الکبیر فی أسعار السلع والخدمات، لم یقابله أی تحرک من الحکومة الإسرائیلیة التی تهتم فقط بافتعال الحروب، وتغطیة نفقاتها على حساب الإسرائیلیین، من خلال رفع الضرائب ومستلزمات الحیاة الأساسیة، مؤکدین أن الحکومة لا یعنیها شیء من أمور المواطنین وحیاتهم الیومیة وفقا للتقریر.

وفی مقارنة أجراها القائمون على حملة “النازلین إلى برلین”، ذکروا أنه فی ألمانیا یمنح المواطن تعلیما مجانیا من سن 3 سنوات حتى إنهاء شهادته الجامعیة، وأن ذلک یشمل الدراسات الإضافیة، وحتى المساعدات التعلیمیة خارج الیوم الدراسی.

وفیما یتعلق بتکلفة السکن، یقول المبادرون بالحملة، إن سعر المسکن فی منطقة مرکزیة فی برلین أقل بثلاث مرات عن مثیله فی تل أبیب، کما أشاروا إلى أن المانیا توفر شبکة مواصلات عامة جیدة، تتیح لکل إنسان العمل أینما أراد، دون أن یقلق من بعد المسافة أو أزمات السیر التی قد تؤخره عن عمله.

وذکر المبادرون إلى الحملة، أن هناک فروقات واضحة بین ألمانیا ودولة الاحتلال فی أسعار المنتجات الغذائیة، والضمانات ، وتأمین الشیخوخة، وتعویضات البطالة، حیث یمکنک فی برلین أن تضمن الحیاة الکریمة لکل مواطن فی کل مراحل عمره، على عکس دولة الاحتلال التی قد یبلغ الفرد فیها مرحلة الفقر الشدید، من دون الالتفات إلیه من قبل الجهات الحکومیة.

یذکر أن نسبة الفقر فی دولة الاحتلال، بحسب تقریر صادر عن مؤسسة الضمان الاجتماعی، بلغت نهایة العام الماضی 33٪، إلا أن المساعدات والمخصصات الاجتماعیة التی تدفعها الحکومة، تقلص النسبة إلى 19٪.

وأعلن مسؤولو الحملة، فی نهایة الأسبوع الماضی، أنهم تلقوا 9300 طلبا من إسرائیلیین یطلبون الهجرة إلى برلین. وقالوا إنهم توجهوا إلى المستشارة الألمانیة “أنجیلا میرکل” بطلب للحصول على آلاف تأشیرات العمل لصالح المهاجرین الإسرائیلیین.

 یذکر أن تقریراً صادراً عن المعهد الوطنی للتأمین على الوظائف والأجور – وهی مؤسسة إسرائیلیة شبه حکومیة-، نهایة الأسبوع الماضی، أظهر أن متوسط رواتب وأجور الموظفین والعمال فی إسرائیل بلغ 9631 شیکلاً (2675 دولار أمریکی)، بحسب بیانات مجمعة حتى نهایة یولیو الماضی.

وبحسب التقریر فإن هذا الرقم جاء متوسطاً لرواتب أکثر من 3.307 ملیون موظف وعامل إسرائیلی یعملون داخل دولة الاحتلال والمستوطنات المقامة على أراضی الضفة الغربیة، بمن فیهم فلسطینیو الداخل.

 

رایکم
الأکثر قراءة