تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

خلف داعش وأخواته، نهر الدم.. والغاز

وفی المعلومات التی أوردها، قسمت الخطوط الکبرى لأنابیب الغاز إلى مشروعات تقع تحت نفوذ روسیا وحلفائها، ومشروعات أخرى تقع تحت تأثیر الولایات المتحدة وحلفائها، بینما یتصارع المحوران على تمدید مشروعات جدیدة عبر دول المنطقة، وقد کان هذا الصراع محرکاً أساسیاً لسیاسات هذه الأطراف وتعاطیها مع أحداث السنوات الأخیرة.
رمز الخبر: ۶۱۰۲۲
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۵:۴۴ - 31October 2014

خلف داعش وأخواته، نهر الدم.. والغاز

ما هی الأسباب الحقیقیة لمواقف دول المنطقة من الحرب ضد داعش وأخواته، وإلى ماذا یطمح الکرد فی الشمالین العراقی والسوری، وکیف یمکن أن تنتهی الخلافات الأمیرکیة-الترکیة حول ضرب "داعش"؟ وأی دورٍ لحرب أنابیب الغاز فی تغذیة نهر الدم فی بلادنا؟
باتت مواقف الدول الکبرى، ودول المنطقة المحیطة بسوریا أکثر وضوحاً بعد مرور ثلاث سنوات ونصف السنة على الأزمة التی تعیشها المنطقة بدولها وشعوبها.
ومع تفجر الحرب الطاحنة فی الأشهر الأخیرة فی المناطق الوسطى من العراق، والشمالیة من سوریا، وسیطرة داعش على هذه المناطق، لا بد من أن نستعرض بالتحلیل والوقائع الأسباب الحقیقیة لما یجری، واتجاهات الأمور مستقبلاً، فضلاً عن فک اللبس فی مواقف دولٍ لا تزال توفر الدعم للمقاتلین المتطرفین بشکلٍ شبه علنی، فیما تعلن فی المقابل حرصها على نجاح التحالف الدولی فی ضربهم.
لقد سیطر "داعش" على أراضٍ بین سوریا والعراق تکبر الأردن مساحةً، ولکن هذه السیطرة فجرت خلافات داخل التحالف الأمیرکی نفسه، بحیث ظهرت إلى العلن التباینات بین السیاسات الأمیرکیة والترکیة وأولویات کل منها. وبین هذا وذاک، یواجه الکرد فی شمال سوریا خطر إبادة وجودهم فی مدینة عین العرب-کوبانی، وغیرها من مناطق تواجدهم فی مرمى نیران التنظیم المریب. 

ما وراء الأکمة.. حرب أنابیب الغاز
لا شک بأن الفوضى التی أصابت الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الماضیة لها أسبابها الداخلیة المهمة فی کثیر من المواضع، ولکن الذی بات حقیقة مؤکدة هو أن صراع السیاسات الخارجیة، وحروب الجیوبولیتیک بین القوى الإقلیمیة والدولیة، کانت ولا تزال هی القوة الدافعة الرئیسة لاستمرار حرب المیدان فی المنطقة، وخصوصاً فی سوریا والعراق، وما معرکة عین العرب-کوبانی إلا محطةً منها، لها دلالاتها فائقة الأهمیة.
فی عام 2013، قال الخبیر الاستراتیجی البرازیلی بیبی اسکوبار إن "من یسیطر على سوریا یتحکم بشریان الغاز"، مصدر الطاقة الرئیس للقرن الحالی، وقد کانت هذه المقولة مفتاح التحلیلات التی تقول إن أساس کل أحداث المنطقة، حرب تدور رحاها فی أروقة مواقع التخطیط الاستراتیجی فی الولایات المتحدة وروسیا وإیران وترکیا وقطر والسعودیة وغیرها، فضلاً عن الدول المعنیة مباشرةً بهذه الأحداث التی تجری على أراضیها، أی سوریا والعراق، ویضاف إلیها لبنان بنتیجة تأثره العمیق بما یجری فی جواره، وأیضاً بسبب عامل مستجد هو اکتشاف مخزون من الغاز فی میاهه.

فی السیاق عینه، وفی مقابلة له مع قناة المیادین فی العام نفسه، تحدث رئیس مرکز الدراسات والمعطیات الاستراتیجیة الدکتور عماد فوزی الشعیبی عن الحرب التی تدور خلف الکوالیس بین القوى المؤثرة (أو الطامحة إلى التأثیر) فی المنطقة، حول مشروعات کبرى لتمدید أنابیب الغاز عبر العالم، ومن أهم هذه الأنابیب ما خطط لمروره فی الأراضی السوریة والعراقیة.

وفی المعلومات التی أوردها، قسمت الخطوط الکبرى لأنابیب الغاز إلى مشروعات تقع تحت نفوذ روسیا وحلفائها، ومشروعات أخرى تقع تحت تأثیر الولایات المتحدة وحلفائها، بینما یتصارع المحوران على تمدید مشروعات جدیدة عبر دول المنطقة، وقد کان هذا الصراع محرکاً أساسیاً لسیاسات هذه الأطراف وتعاطیها مع أحداث السنوات الأخیرة.

ووفقاً لهذا المنطلق، کانت کل من ترکیا والولایات المتحدة وقطر والسعودیة تلتقی فی بدایة الأحداث على مشترکات ترتبط بمخططات کل منها لأنابیب الغاز التی سعت لتمریرها عبر سوریا والعراق إلى ترکیا والمتوسط، وقد خاضت هذه الدول حربها جنباً إلى جنب على سوریا، ولاحقاً على العراق (مع اختلاف توزیع الأدوار والظروف والتوقیت). وبعد تبین عدم إمکانیة تحقیق المشروع بالشکل الذی خطط له بسبب المقاومة الصلبة من قبل سوریا والمحور المقابل، وصلت کل دولة إلى محطة اضطرت معها إلى البحث عن مصلحتها الخاصة، الأمر الذی أفرز خلافات تبدو مستغربة لمن یغیب عنه البعد الاقتصادی للأحداث.

لقد رسمت الولایات المتحدة الأمیرکیة مساراً کاملاً من العلاقات الاقتصادیة والسیاسیة من القوقاز إلى البلقان وصولاً إلى أوروبا الشرقیة، بهدف إضعاف قدرة الروس (تهیمن روسیا على 75% من الانتاج العالمی من الغاز) على الهیمنة على إمدادات الغاز إلى القارة العجوز، ولکن واشنطن أصیبت بخیبة کبیرة بعد تأخر انتهاء تنفیذ خط "نابوکو" من عام 2014 إلى العام 2017، وهو الخط الذی یمتد من أذربیجان عبر ترکیا إلى بلغاریا، ثم إلى رومانیا فالنمسا بکلفة أولیة قدرت بـ10.8 ملیار دولار عادت وارتفعت إلى 30 ملیاراً؛ فیما کانت روسیا تؤکد سیطرتها على السوق الأوروبی عبر تمدید خطوط أخرى تصل إلى النمسا وألمانیا، مستفیدةً من مساعدة إیران لها من خلال تحویلها وجهة الفرع الثانی من "نابوکو"، من ترکیا إلى العراق وسوریا.

وشرح الشعیبی (عام 2013) کیف کان مرسوماً لخط سعودی أن یمر عبر العراق، ثم إلى منطقة حمص فی سوریا، ومنها إلى مدینة طرابلس اللبنانیة، وفی فرع آخر من منطقة حمص إلى ساحل مدینة بانیاس السوریة؛ إضافةً إلى خط غاز قطری یمر عبر الخلیج ثم یأخد طریقاً عبر العراق وصولاً إلى ترکیا التی تستورد من إیران معظم حاجتها من الغاز؛ وکیف أن إیران غیرت أیضاً وجهة خط "بارس" الذی ینقل الغاز من الحقل الواقع بین إیران وقطر (الجزء الإیرانی من الحقل یحتوی على أکبر کمیة من الغاز ومخزونات ضخمة جداً بحسب تقریر لشرکة BP البریطانیة عام 2012)، والذی کان من المفترض أن یمر من الخلیج إلى ترکیا، وحولته إلى وجهة العراق وسوریا، إضافة إلى اختیار الیونان کمصب بدلاً من ترکیا، ما أدى إلى غضب الأتراک والقطریین، وذهابهم باتجاه التصعید السیاسی والعسکری عبر الأطراف التی یمولونها فی الساحتین السوریة والعراقیة؛ فیما دعمت إسرائیل موقف أنقرة عبر الاتفاق على صب الغاز الاسرائیلی فی ترکیا.

لقد ترکت هذه الأحداث أثرها على تطورات المیدان العسکری، وأدت إلى تسعیر المواقف بین الدول المتنافسة، حتى وصلت إلى حد دعم ترکیا وقطر تنظیمات إرهابیة تقاتل على الأراضی السوریة والعراقیة، مخالفةً التصنیفات الأمیرکیة المعلنة للحرکات الإرهابیة، بعد أن بدا أن الغاز القطری سیفقد قدرته التنافسیة وبالتالی أهمیته بالنسبة للمستوردین، وبعد أن فقدت ترکیا فرصة أن تکون مرکز الترانزیت لکل غاز الشرق نحو أوروبا.

إن معرفة هذه الوقائع، تفسر إلى حدٍ کبیر موقف السیاسیة الخارجیة الحالیة لکل من ترکیا وقطر بخصوص دعم تنظیم "داعش"، وتحفیزه على السیطرة على أکبر قدر ممکن من الأراضی فی وسط العراق وشمال سوریا، ذلک أن المنطقتین المذکورتین تشکلان ممر خطوط الأنابیب التی تعید إنعاش صادرات الغاز القطری، ومکانة الترانزیت الترکی.

حجم الهدف یسقط الخطوط الحمراء التقلیدیة
قبل أربع سنوات، لم یکن أحد لیتوقع أن تسقط خطوط "سایکس-بیکو" على ید تنظیم إرهابی، أو أن تتجرأ الدول الأربع المتجاورة (ترکیا، العراق/ إیران وسوریا) على لعب الورقة الکردیة فی صراعاتها؛ ولکن الحال تبدلت تبعاً لحجم الأهداف الکبرى التی ذکرنا بعضها، ووجد الکرد أخیراً فرصتهم لخلق قضیة تمهد لإعلان الدولة التی یحلمون بها منذ زمن طویل.
یقدر الکاتب غنثر دیشنر (فی کتابه الصادر هذا العام بعنوان: الکرد.. شعب بدون دولة..تاریخ وأمل) عدد الکرد وتوزعهم على الشکل التالی: حوالى 15 ملیوناً فی ترکیا، و10 ملایین فی إیران، وقرابة خمسة ملایین فی العراق، وبین الملیون والملیونین فی سوریا. وهؤلاء لطالما سعوا إلى تحقیق دولتهم، وأقاموا صلاتاً وثیقة مع الأمیرکیین، ووثقوا بهم فی کل مرة طلبت منهم هذه الثقة، وحاربوا نظام صدام، وترکیا؛ والیوم یبدو أن الکرد یمیلون إلى إعطاء الولایات المتحدة وتحالفها الثقة مجدداً، فهم یحاربون لأجل دولتهم المنشودة أولاً وآخراً.

منذ بدء الأحداث فی سوریا، سمحت الدولة السوریة للکرد فی شمال شرق البلاد بحمایة مناطقهم بأنفسهم، وقد قامت بذلک من منطلق یختلف کثیراً عن ذلک الذی أعطوا بموجبه منطقة حکم ذاتی فی العراق؛ ذلک أن دمشق اضطرت إلى ذلک بسبب ظروف الحرب میدانیاً، وبسبب فتح ترکیا لحدودها أمام تدفق المقاتلین الأجانب إلى الأرض السوریة، واصرارها على إسقاط النظام السوری بالقوة، وبالتالی فإن أی مجهودٍ عسکریٍ سوری فی منطقة الکرد، أو فی معظم المناطق الحدودیة مع ترکیا، هو هدر للجهود وللأرواح ما لم تغیر ترکیا سیاستها حیال سوریا.

استفاد الکرد من هذا الواقع، لیبسطوا مع الوقت سیطرةً غیر متنازع علیها مع أحد فی مناطق تواجدهم، حتى أتاهم تنظیم "داعش"، مدعوماً بترکیا، لیهدد وجودهم فی مدینة عین العرب-کوبانی قرب الحدود مع ترکیا. لقد تقاعست الولایات المتحدة وحلفاؤها عن مواجهة تمدد "داعش" بین سوریا والعراق منذ بدایته، لعلمهم أن استمرار تقدم الجیش السوری واستعادته مزیداً من أرضه، إلى جانب فوز تحالف المالکی فی الانتخابات العراقیة، کان لیحدث ارتدادات استراتیجیة عمیقة تصل إلى إسقاط مشروعهم فی المنطقة بالضربة القاضیة؛ وسمحوا لداعش بالتمرکز فی "منطقة الأنابیب" المفترضة، حتى وصلت سیطرة التنظیم إلى أبواب کرکوک وأربیل فی العراق، وعین العرب فی سوریا.

وهنا، حان وقت الورقة الکردیة التی لطالما أخرجها الأمیرکی من کمّه فی معظم حروبه فی المنطقة. أنشئ التحالف الدولی لمحاربة "داعش"، وروجت صور سینمائیة للمقاتلات الکردیات فی إطار درامی تظهر بسالة مواجهتهن لداعش، ونشرت قصص تفصّل مواقف البطولة فی مواجهة النموذج الإسلامی الذی قالت هیلاری کلینتون یوماً إن بلادها هی من اخترعته.

فی الأفق
من یتابع أحداث الأزمة السوریة بدقة، یرى کیف سقطت أوراق "المعارضة المعتدلة" مرةً بعد الأخرى، وکیف انتهت تجربة الجیش الحر والائتلاف الوطنی والمجلس الوطنی والحکومات الانتقالیة، من دون أن تتمکن الولایات المتحدة من أن تنعشها.
ومع تعذر هضم الإدارة الأمیرکیة الحالیة لذلک، ولخسارتها حرب السنوات الثلاث على سوریا، کان لا بد من اکتشاف طرف جدید قادر على لعب دور المعارضة المعتدلة المقبولة دولیاً؛ وهی الشروط التی تتوافر فی أکراد الشمال السوری، مع إضافة فائقة الأهمیة، وهی أنهم شعب یملک قضیة تاریخیة فی المنطقة، وقد تعرضوا لنکران بعض حقوقهم فی الدول التی ینتشرون فیها، والأهم من ذلک أنهم معرضون لهولوکوست داعشی، وهم یحاربون بشراسة على الأرض تحت غطاء الطائرات الأمیرکیة.

إن التعاطی الأمیرکی مع کرد سوریا یقلق ترکیا التی تعتبر أن أی تسلیح لهؤلاء سیرتد حکماً على أمنها القومی، وأن هؤلاء سیوجهون بنادقهم إلى صدر ترکیا بعد انتهاء حربهم مع داعش، کما أن ملامح تآمر الأمیرکی فی موضوع الدولة الکردیة یقلق ترکیا إلى حد أن یقول رئیسها رجب طیب أردوغان "إن مدینة عین العرب-کوبانی السوریة مدینة استراتیجیة لترکیا، ولیس للولایات المتحدة"، وانه سیتخذ تدابیر ذات أهمیة خاصة حیال ذلک"،  منتقداً "سیاسة الکیل بمکیالین التى تنتهجها" (الولایات المتحدة من دون ذکر اسمها صراحة)، وقال: "تشعرون بکل هذا القلق حیال عین العرب، لکن لماذا لا تشعرون بأی قلق حیال بقیة المدن السوریة التى تشهد أحداثا مماثلة".

تفضل الولایات المتحدة کیاناً بین إیران والعراق وسوریا، یکون قادراً على ابتزاز الجمیع، وفی الوقت نفسه یتقدم تحت غطاء طائرات التحالف لمحاربة النظام السوری، لیعید تنشیط المناطق التی استعادها الجیش السوری؛ فیما تفضل ترکیا أن تسیطر داعش على المنطقة الشمالیة من سوریا بشکلٍ کامل، على أن یوکل إلیها التدخل بغطاء من الغرب لتحتل المنطقة وتمرر مشروعاتها الاستراتیجیة، وهی تقف خلف مقولة "لسنا بحاجة لإذن من أحد لحمایة أمننا القومی"، وبطبیعة الحال فإن الغاز ملف أمن قومی أیضاً.

فی المقابل، تدرک إیران خطورة اللحظة، فقد تدخلت بسرعة لتهدد باستعدادها للتدخل فی عین العرب-کوبانی فی ما لو طلبت سوریا ذلک بحسب اتفاقیة الدفاع المشترک الموقعة بین البلدین، ولا تغفل عن رسم الخط الأحمر عندها، وهو تعرض التحالف الأمیرکی لمواقع الدولة السوریة.

من جانبها، تحاول سوریا الاستفادة مما تعلنه الولایات المتحدة فی إطار مکافحة الإرهاب، وترکز على ناحیة محددة من فکرة التحالف الدولی ضد "داعش"، وهی تثبیت حقیقة أن لغة السیاسة الخارجیة السوریة وبالتالی تعامل الدولة المیدانی مع هذه القوى کان محقاً منذ البدایة، باعتبارها منظمات إرهابیة تحتل أرضاً سوریة، وتسعى إلى نشر الإرهاب فی المنطقة؛ وتستعمل دمشق فی سبیل ذلک لغة دبلوماسیة ذکیة حیال التحالف الدولی، من دون التنازل عن سیادتها على أرضها من خلال التشدید على ضرورة تنسیق الضربات معها.

وفی الید الأخرى، یتابع الجیش السوری التقدم فی مناطق تعتبر أکثر أهمیة بالنسبة له فی مسیرة استعادة الأرض والسیادة علیها من أیدی المجموعات الإرهابیة الأخرى التی باتت أقل قوة من السابق، نظراً للاعتبار الذی سبق ذکره، وهو أن صرف الجهد العسکری فی منطقة التماس مع ترکیا هو هدر للجهود قبل تغیر الموقف الترکی، والذی لا بد أن یحصل تحت ضغط الواقع والوقت، وفی ظل إصرار حلفاء سوریا على محاصرة ترکیا بوسائل القوة الناعمة. فیما یسود اعتقاد عند کثیر من المراقبین بأن سوریا قادرة على القضاء على داعش فی الشمال (فی ظل موقف ترکی متعاون)، کونها استطاعت استعادة مناطق فی وسط البلاد کانت تشکل قاعدةً للمجموعات المسلحة وبیئة حاضنة لهم، الأمر الذی لا یتوافر فی الرقة وحلب على سبیل المثال.

وعلیه، فإن فرص نجاح السیناریو الترکی الذی یحبذ مزیداً من التمدد لداعش آخذة بالانحسار، کما أن فرص نجاح السیناریو الأمیرکی الذی یحبذ خلق کیانٍ کردی یخلف داعش لا تبدو راجحة فی ظل تحفز إیران والعراق لمواجهة ذلک بکل قوة؛ فضلاً عن وصول التوتر الروسی الأمیرکی إلى درجاته القصوى وعلى المستویات کافة، الأمر الذی یؤکده تصریح لافروف الأخیر والذی هاجم فیه الولایات المتحدة بقسوة، متحدثاً عن ضرورة تبدل النظام الإقتصادی الدولی وإعادة توزع القوى، وبالتالی یکون قد أشار إلى الأبعاد الحقیقیة للحرب الدائرة.

المصدر: المیادین نت

رایکم
الأکثر قراءة