أفادت وكالة الدفاع المقدس للأنباء بأن اشار قائد الثورة الاسلامية في هذا اللقاء الذي اقيم اليوم الاربعاء في حسينية الامام الخميني (ره) الى ان مراسم التشييع المليونية التي اقيمت للشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في ايران والعراق كانت الصفعة القاسية الاولى لامريكا ، ولكن الصفعة الاقوى هي الغلبة الناعمة على الهيمنة الخاوية للاستبكار وطرد امريكا من المنطقة مشددا في نفس الوقت على ان القتلة والآمرين باغتيال الشهيد سليماني يجب ان يدفعوا الثمن وسيتم الانتقام منهم بالتاكيد في اي وقت يكون ممكنا.
وقدم قائد الثورة الاسلامية في هذا اللقاء اربع توصيات الى المسؤولين والشعب الايراني وهي ، "كونوا اقوياء في جميع المجالات" ، " لا تثقوا بالاعداء" ، "حافظوا على الوحدة الوطنية" ، "اكثر من ان تفكروا بزالة الحظر ، فكروا باحباط الحظر " .
وشكر قائد الثورة الاسلامية في مستهل هذا اللقاء القائمين على مراسم تخليد ذكرى الشهيد سليماني والمدافعين عن العتبات المقدسة وكذلك ثمن الاجراءات التي قامت بها عائلة الشهيد سليماني لتخليد ذكرى الشهيد العزيز ومدرسته مؤكدا بالقول : نظرا الى ان ذلك الشهيد كان يتمتع بشعبية كبيرة ، فيجب الاستفادة من الطاقات والامكانيات الشعبية والمساعي الثقافية والابداعية لتخليد ذكراه .
ووصف سماحته استشهاد القائد سليماني بانه حادثة تاريخية منوها الى تحول ذلك الشهيد الى بطل قومي لدى الايرانيين وبطل لدى الامة الاسلامية واضاف : السبب في تحول الشهيد سليماني الى بطل لدى الشعب الايراني وكافة الشرائح الشعبية ( حتى الذين لم يكن متصورا منهم) وعبروا عن مشاعرهم الجياشة تجاهه هو ان الشهيد كان تجسيدا للقيم الثقافية لايران والشعب الايراني.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية "الشجاعة والمقاومة" من ضمن الخصائص البارزة للشهيد سليماني وقال : ان الشجاعة وروح المقاومة هي من الخصال الايرانية وان الجبن والانفعال هما ضد الروح الوطنية لذا فان الذين يدّعون الوطنية لكنهم يظهرون الجبن يعيشون في تناقض.
واعتبر اية الله خامنئي ان "الحكمة والإبداع والتضحية والإيثار" من السمات الاخرى للشهيد سليماني مضيفا القول : هذا الشهيد العظيم كان من اهل المعنويات والاخلاص والاخرة ، وبعيدا كل البعد عن الرياء .
واعتبر سماحته مجموعة هذه الخصال والسمات الايرانية التي تجسدت في الشهيد سليماني وطبقها عمليا في دول المنطقة ، بانها ممهدت الارضية لتحول ذلك الشهيد الى بطل لدى الشعب الايراني وقال : الشهيد سليماني من جهة اخرى هو تحول الى بطل لدى الامة الاسلامية ايضا لان جهوده وخصائصه الروحية واستشهاد ذلك العزيز ، أصبحت "كلمة السر لاحفيز وتعبئة المقاومة في العالم الاسلامي" وفي اي منطقة بالعالم الاسلامي يوجد كيان مقاوم ضد الاستكبار فان كلمة سره هي "الشهيد سليماني" .
واكد قائد الثورة الاسلامية ان الشهيد سليماني نشر برنامج المقاومة وانموذج النضال بين الشعوب الاسلامية .
وشد اية الله خامنئي على ان الشهيد سليماني هزم الاستكبار في حياته وكذلك باستشهاده واضاف : الرئيس الامريكي اعلن باننا انفقنا سبع ترليونات دولار في المنطقة ولم نحصل على شيء وبالتالي ارغم على زيارة قاعدة عسكرية لعدة ساعات فقط وذلك في جنح الظلام . العالم اجمع يذعن بان امريكا لم تحقق اهدافها في سوريا لاسيما في العراق .
وتابع سماحته قائلا : بطل هذا العمل العظيم هو القائد سليماني والذي تحقق اثناء حياته .
واشار قائد الثورة الاسلامية الى ان العدو هزم بعد استشهاد القائد سليماني ايضا منوها بالقول : مراسم التشييع المليونية والمنطقة النظير للشهيد سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس في ايران والعراق ومراسم التابين والتكريم التي اقيمت لهذين الشهيدين ، اذهلت جنرالات الحرب الناعمة لقوى الاستكبار وكان الصفعة القاسية الاولى للامريكيين .
ونوه اية الله خامنئي الى الصفعة الاخرى التي تمثلت في القصف الصاروخي لقاعدة "عين الاسد" الامريكية واضاف : لكن الصفعة الاقسى هي عبارة عن الغلبة الناعمة على الهيمنة الخاوية للاستكبار والتي هي بحاجة الى عزيمة الشباب الثوري ونخبنا المؤمنة وكذلك طرد الامريكيين من المنطقة والتي هي بحاجة الى عزيمة الشعوب وسياسات المقاومة .
واكد سماحته قائلا : طبعا هذه الصفعة الاقصى هي غير الانتقام ، لان الاقتصاص من القتلة والآمرين باغتيال الشهيد سليماني يجب ان يدفعوا الثمن وسيتم الانتقام منهم بالتاكيد في اي وقت يكون ممكنا، رغم انه كما قال ذلك العزيز ، حذاء الشهيد سليماني هو يشرف رأس قاتله .
وفي جانب اخر من تصريحاته وجّه سماحته بعض التوصيات المهمة للشعب والمسؤولين، حيث اكد في توصيته الاولى ضرورة ان نكون اقوياء في جميع المجالات ومنها العلم والاقتصاد والتكنولوجيا والدفاع لانه ما لم نصبح اقوياء فان الاعداء لن يتخلوا عن الاطماع والتعرض والعدوان.
واكد قائد الثورة في توصيته الثانية على عدم الثقة بالعدو واضاف: انه وبغية معالجة مشاكل الشعب وبناء مستقبل البلاد لا تثقوا بوعود هذا وذاك لانها ليست وعود الطيبين بل هي وعود الاشرار كما انه لا ينبغي ان تنسوا العداوات.
واضاف سماحته: لقد رايتم ما فعلت اميركا ترامب واميركا اوباما معكم. العداوات ليست مختصة باميركا ترامب لتنتهي مع رحيله، فاميركا اوباما اساءت لكم وللشعب الايراني ايضا.
وتابع قائد الثورة: ان الدول الاوروبية الثلاث (المانيا وفرنسا وبريطانيا) تصرفت كذلك بمنتهى الاساءة العملانية واللؤم والنفاق.
واكد سماحته في توصيته التالية على "صون الوحدة الوطنية" واشار الى الصوت الموحد للشعب الايراني في الكثير من الامور واضاف: انه لا ينبغي للمسؤولين تبديد هذه الوحدة والصوت الموحد وتفتيت الشعب بل يجب على السلطات الثلاث خاصة رؤسائها تقوية هذه الوحدة الوطنية في ظل التعاون والتكاتف يوما بعد يوم.
وانتقد آية الله الخامنئي بعض التصريحات المثيرة للتفرقة وخاطب المسؤولين قائلا: حلوا خلافاتكم مع بعضكم بعضا بالتفاوض. أ لا تقولون يجب التفاوض مع العالم؟ أ لا يمكن التفاوض وحل الخلافات مع العنصر الداخلي؟.
واكد سماحته في توصيته الاخيرة على "اجهاض الحظر" واشار الى هذه الحقيقة وهي ان "رفع الحظر هو بيد العدو الا اجهاضه هو بايدينا" وقال: بناء على ذلك ينبغي علينا التركيز على اجهاض الحظر اكثر من التفكير برفعه.
واضاف: بطبيعة الحال لا اقول ان لا تسعوا لرفع الحظر لانه لو كان بالامكان رفع الحظر فلا ينبغي التاخير في ذلك حتى ساعة واحدة رغم انه تاخر 4 اعوام لغاية الان، اذ كان من المفترض رفع كل اجراءات الحظر (عام 2016) دفعة واحدة ولكن لغاية اليوم لم يتم رفعها بل زادت ايضا.
وخاطب المسؤولين قائلا: لو كان بالامكان ازالة الحظر باسلوب صحيح وعقلاني وايراني –اسلامي ومن منطلق العزة فانه ينبغي القيام بذلك الا ان التركيز الاساس يجب ان ينصبّ على اجهاض الحظر حيث ان المبادرة لذلك هي بايديكم.
واكد سماحته في ختام تصريحه دعمه لمسؤولي البلاد شريطة التزامهم باهداف الشعب.
وقبل كلمة قائد الثورة قدّم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي تقريرا عن برامج وانشطة لجنة احياء ذكرى القائد الشهيد سليماني وشهداء المقاومة.
انتهی/