وأفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء، أنه أوضح الإمام الخامنئي في رسالة إلى مؤتمر "الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم"، العناصر والوظائف المختلفة للحوزة العلمية، وأشار إلى متطلبات تحقيق "حوزة علمية متقدمة ومتميزة" مبتكرة، متقدمة، حديثة، مستجيبة للقضايا الناشئة، متحضرة، تتمتع بروح التقدم والنضال وقادرة أيضًا على تصميم أنظمة لحكم المجتمع وأكد: إن أهم مهمة للحوزة العلمية هي توفير الارضية للحضارة الإسلامية الجديدة ومن أفضل الأمثلة على ذلك رسم الخطوط الرئيسية والفرعية للحضارة الإسلامية الحديثة وشرحها وترويجها وتنميتها في المجتمع.
واستعرض قائد الثورة الإسلامية تاريخ تأسيس الحوزة العلمية في قم في ظل مختلف الأحداث العظيمة ودور آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري في تأسيس الحوزة العلمية وأضاف:ان الحوزة العلمية في قم شهدت في أقل من ستة عقود قوة في مكانتها الشعبية إلى الحد الذي تمكنت من استئصال نظام الشاه الخائن والفاسد على أيدي الشعب وحيث اصبح الإسلام حاكماً سياسياً للبلاد بعد قرون من الزمن.
وفيما يلي النص الكامل لهذه الرسالة التي قرأها حجة الإسلام والمسلمين الأعرافي، مدير الحوزات العلمية في هذا المؤتمر:
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و افضل الصّلاة و السّلام علی سیّدنا محمّد المصطفی و آله الطّاهرین سیّما بقیّة الله فی العالمین.لقد كان ظهور الحوزة العلمية في قم المباركة في فجر القرن الرابع عشر الهجري وفي خضم احداث كبيرة، ظاهرة فريدة من نوعها؛ أحداث أظلمت أجواء منطقة غرب آسيا وأغرقت حياة شعوبها في الفوضى.
كان سبب هذه المرارة واسعة النطاق والمستمرة هو تدخل الحكومات الاستعمارية والمنتصرين في الحرب العالمية الأولى، الذين استخدموا كل الوسائل للاستيلاء على هذه الجغرافيا الحساسة الغنية بالموارد الجوفية والسيطرة عليها. وقد تمكنوا من تحقيق اغراضهم من خلال اللجوء الى القوة العسكرية، والمخططات السياسية والرشوة وتوظيف الخونة المحليين والدعاية والأدوات الثقافية، وأي وسيلة أخرى كانت متاحة لهم.
وفي العراق، تم تنصيب حكومة بريطانية، ثم نظام الحكم الملكي عميل لها، وفي منطقة الشام، قامت إنجلترا من جهة وفرنسا من جهة أخرى، بتوسيع نطاق اغراضهما الاستعمارية في هذه المنطقة وذلك من خلال إقامة نظام طائفي عميل لبريطانيا وممارسة الظلم والضغط على الناس وخاصة المسلمين وعلماء الدين في جميع أنحاء هذه المنطقة.
وفي إيران، جعلت عسكريا ظالما لم تكن له شخصية قوية في صدارة الحكم حتى اصبح ملكا. وفي فلسطين بدأت الهجرة التدريجية للعناصر الصهيونية وتسليحها، وبحركة هادئة ليمهد الطريق امام إنشاء ورم سرطاني في قلب العالم الإسلامي. أينما وجدت مقاومة لمخططاتهم هذه، سواء في العراق أو سوريا أو فلسطين أو إيران، قاموا بقمعها وفي بعض المدن، مثل النجف، وصل الأمر إلى الاعتقال الجماعي للعلماء وحتى النفي المهين للمراجع الكبار مثل ميرزا نائيني والسيد أبو الحسن الأصفهاني، والشيخ مهدي الخالصي وشنوا حملات تفتيش من بيت إلى بيت لاعتقال المجاهدين بهدف إثارة الزعر والخوف بين الشعوب لبث اليأس بينهم. وفي إيران قُتل مجاهدو في كل من جيلان وتبريز ومشهد وتم تعيين الخونة والعملاء في مناصب مهمة.
انتهی/