تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

المستقبل یحرم لبنان السلاح الإیرانی

اتخذ تیار المستقبل قراراً برفض الهبةالإیرانیة بحجّةالعقوبات المفروضة على طهران. فی عزّ حاجة الجیش، رفض «اللبنانیون» السلاح المجانی.
رمز الخبر: ۶۰۶۰۳
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۳:۴۴ - 15October 2014

المستقبل یحرم لبنان السلاح الإیرانی

فراس الشوفی
لا یجد فریق 14 آذار حرجاً فی الحدیث عن رفض الهبة الإیرانیة للجیش اللبنانی، مع ترداد معزوفة العقوبات الدولیة على إیران کحجّة یتیمة لهذا الرفض. ومع أن وزیر الدفاع سمیر مقبل، لم یزر طهران بعد، ومن المقرّر أن یتوجّه إلیها بعد غد لبحث الهبة رسمّیاً مع الجانب الإیرانی، إلّا أن قرار تیار المستقبل رفض الهبة اتخذ مسبقاً. ولم یکن ینقص سوى زیارة المنسق الخاص للأمم المتحدة فی لبنان دیریک بلامبلی لرئیس الحکومة تمام سلام ومقبل، لضمان تناغم الرجلین مع قرار الرفض، بحجّة القرار الدولی 1747 الصادر عام 2007.
فی عام 2009، قدّمت إیران عرضاً مشابهاً لمساعدة الجیش اللبنانی فی مواجهة جیش العدو الإسرائیلی.
قامت الدنیا ولم تقعد یومها، وأتى السفیر الأمیرکی الحالی ومساعد وزیر الخارجیة السابق للشرق الأوسط دیفید هیل، لضمان عدم «انزلاق» لبنان فی وحول قبول هبة من إیران، فی الوقت الذی کانت فیه مخازن الجیش قد غزتها المساعدات الأمیرکیة على شکل عربات «هامر» غیر مدرعة، لا تصلح حتى لأعمال الأمن الداخلی مع ارتفاع خطر التهدیدات الإرهابیة.

والیوم، لم یحتج الأمیرکیون إلى الکثیر من الضغوط لإقناع فریق 14 آذار برفض الهبة وعرقلتها. من یسمع الوزیر نهاد المشنوق وبعض رموز فریقه السیاسی یرفضون الهبة الإیرانیة رفضاً قاطعاً، یظنّ أن الجیش اللبنانی قد أتخمه السلاح الأمیرکی والفرنسی والسعودی، وبات بحوزته ما یکفی لهزیمة الإرهابیین ویزید، أو یظنّ الجیش جیشاً لفریق واحد، بمعزلٍ عن رأی مجلس الوزراء ومواقفه.

هو موقف سیاسی إذاً، یستبق زیارة مقبل لطهران، ولا یقیم وزناً لحاجة الجیش الفعلیة للسلاح الذی تنوی إیران تقدیمه مجاناً، وهو، على عکس السلاح الأمیرکی،

سلاح مناسب للمعارک التی یخوضها الجیش فی جرود عرسال، بناءً على تجارب قتال التکفیریین خلال السنوات الماضیة فی سوریا والعراق والیمن.
مصادر فریق 8 آذار الوزاریة لا ترید استباق نتائج زیارة مقبل لطهران، مع أن موقف 14 آذار بات واضحاً بالنسبة إلیها بالرفض القاطع. یقول أکثر من مصدر وزاری إن «رفض فریق 14 آذار للهبة الإیرانیة هو تماهٍ مع الموقف الأمیرکی، ولا یراعی المصالح الوطنیة والفعلیة بحاجة الجیش إلى السلاح». وتضیف أن «حجّة العقوبات على إیران ساقطة، لأن إیران لا ترید مالاً مقابل السلاح، وهی لا تتاجر، بل تقدم هبة». وحول ما إذا کان فریق 8 آذار سیطرح الموضوع على مجلس الوزراء، تقول المصادر إنها «تنتظر عودة وزیر الدفاع، الذی من المفترض أن یطرح الهبة بطریقة رسمیة، لیتم نقاشها فی جلسة الحکومة». هل سیطرح مقبل الهبة؟ لا تملک المصادر إجابة عن هذا السؤال وتفضّل انتظار عودة الوزیر لتبنی على الشیء مقتضاه. لکن هل یعقل أن تکون زیارة بلامبلی لمقبل هباءً؟ وإن کانت، فهل یمکن أن یسیر سلام فی طریق معاکسٍ لتوجهات تیار المستقبل؟
من جهته، قال السفیر الإیرانی محمد فتحعلی، بعد زیارته وزیر الخارجیة جبران باسیل إن باسیل «أبلغنا أن موضوع الهبة سیُطرح على بساط البحث داخل مجلس الوزراء فی لبنان، وینبغی أن یعبر الطرق القانونیة الخاصة». وأضاف: «نحن فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة نتمتع بخبرة عریقة وکبیرة فی مجال مکافحة الإرهاب، وعلى أتم الاستعداد لأن نضع هذه التجربة والإمکانات المتطورة على طبق من ذهب».
وفی السیاق، عاد الوفد العسکری الذی زار موسکو قبل أیام برئاسة رئیس أرکان الجیش ولید سلمان عاد إلى لبنان. وعلمت «الأخبار» أن الوفد رکّز على ضرورة حصول لبنان على طائرات روسیة، وفی مرحلة لاحقة عدد من الدبابات تتوزّع بین هبة من روسیا وجزء من موازنة تسلیح الجیش، والجانب اللبنانی الآن فی انتظار الإجراءات الروسیة.

المصدر: جریدة الأخبار

رایکم
الأکثر قراءة