لم تکن مفاجئات سرایا القدس الجناح العسکری لحرکة الجهاد الإسلامی فی معرکة "البنیان المرصوص" مقتصرةً على إطلاق صواریخ البراق (70_ 100) و "المالوتکا" الموجهة، وسلاح القنص، ولا نوعیة الأهداف التی تم استهدافها بدقة بالغة الأمر الذی أصاب قادة الاحتلال بحالة من "الهستیریا"، بل تخطت مفاجئات سرایا القدس ما لم یخطر على بال قادة الاحتلال وجنوده فی أحلامهم، فکانت المعرکة البریة التی کان المجاهدون یتشوقون إلیها لقتال جنود النخبة الصهیونیة، وکان لهم ذلک فی العدید من المناطق المحاذیة للشریط الحدودی شمالاً، وشرقاً، وتحدیداً فی منطقة "الزنة" الشاهد الحی على بطولة رجال الله أبناء سرایا القدس الذین حملوا أرواحهم على اکفهم وخاضوا أشرس المعارک ضد قوات النخبة الصهیونیة التی تقهقرت أمامهم بعد أن تکبدت خسائر فادحة فی الجنود والعتاد.
موقع "الإعلام الحربی" لسرایا القدس ینفرد للمرة الأولى فی الحلقة الرابعة من حلقات "حکایا المیدان" فی کشف الستار عن واحدة من أقوى العملیات البطولیة التی خاضها رجال سرایا القدس ضد القوات الصهیونیة التی عجزة عن مواجهتهم، واستدعت الطائرات الحربیة والآلیات المدرعة لانتشالهم من الجحیم الذی وقعوا فیه حسب وصفهم، بعد أن تمکنت سرایا القدس من تفجیر عدة عبوات ناسفة تم نصبها فی محیط منزل یقع شرق الزنة شرق خان یونس، وذلک صباح یوم الأربعاء الموافق 30/ 7 / 2014 , فی الیوم الـ23 لمعرکة "البنیان المرصوص"، فی تمام الساعة العاشرة وواحد وأربعین دقیقةً.
وفی تفاصیل العملیة البطولیة، استطاعت وحدة الرصد التابعة لسرایا القدس فی تمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً، من رصد مجموعة من القوات الصهیونیة الخاصة قوامها خمسة جنود ترتدی ملابس مدنیة، تقود مجموعة من الخراف التی تبین فیما بعد أنها کلاب بولیسیة.
والواضح أن القوات الصهیونیة الخاصة استغلت حالة النزوح التی شهدتها المناطق الحدودیة بعد عملیات القصف العنیف الذی تعرضت له تلک المناطق، فأرسلت مجموعة من الوحدات الخاصة إلى داخل المناطق الفلسطینیة بلباس مدنی، واستطاعت تلک القوة الوصول إلى احد المنازل فی تمام الساعة (30،10) صباحاً لتتمرکز بداخله، ولکنها لم یدر فی ذهنها أنها منذ تحرکت خارج السیاج الأمنی أنه تم رصدها من قبل مجاهدی سرایا القدس، الذین بدؤوا عملیة تتبعها ومراقبتها حتى وصولها إلى احد المنازل، ولم تمر دقائق حتى حضر إلى المکان مجموعة أخرى من الجنود المدججین بالسلاح قوامها عشرون جندی، وذلک فی تمام الساعة (10،39).
وفی هذه الأثناء تحرکت مجموعة من مجاهدی سرایا القدس مکونة من ثمانیة مجاهدین بین الأشجار واقتربت من المنزل الذی حاولت القوات الصهیونیة الدخول إلیه من الجهة الشمالیة، وقامت على الفور بتفجیر العبوات الناسفة التی کان قد تم نصبها فی وقت سابق فی محیط المنزل، وفی مناطق أخرى، تحسباً لأی اجتیاح بری مرتقب، وذلک فی تمام الساعة (10،41) صباحاً.
مع صیحات التکبیر والتهلیل کان المنزل الذی تحصن به جنود الاحتلال قد سقطت جدرانه الخارجیة من شدة الانفجارات التی أحدثتها العبوات الناسفة، فیما بدأ المجاهدین بإطلاق زخات من الرصاص الکثیف نحو المنزل للإجهاز على من تبقى من جنود الاحتلال حیاً، فیما قامت وحدة المدفعیة بإمطار المنطقة بعشرات قذائف الهاون عیار (60) لتأمین عودة المجاهدین سالمین، ومنع وصول الآلیات المدرعة إلى المنزل لإنقاذ من تبقى حیاً من الجنود الذین سمع صراخهم وعویلهم یملأ أرجاء المکان.
لم یمض دقائق معدودة على تفجیر العبوات وإمطار الوحدة الصهیونیة بالقذائف والرصاص، حتى شن الطیران الحربی والمدرعات الصهیونی هجوماً عنیفاً بالصواریخ والقذائف لإبادة کل شیء ضمن سیاسة الأرض المحروقة التی یتبعوها فور أی هجوم جهادی یسفر عن قتل عدد من جنوده.
ورغم ذلک لم تستطع القوات الصهیونیة الوصول إلى الجنود إلا بعد ثلث ساعة شن خلالها الطیران الحربی عشرات الغارات التی غیرت معالم المنطقة کلها لتصبح شاهدةً على عنجهیة وجبن عدو لا یقوى على مواجهة رجالٌ عاهدوا الله على مواصلة طریق الجهاد والاستشهاد حتى النصر.
ویقول احد المجاهدین لـ"الاعلام الحربی" الذین شارکوا فی عملیة تفجیر المنزل، أن معیّة الله وحدها من وقفت مع المجاهدین وسددت رمیتهم، حیث أن الشهید المجاهد (علاء القرا) ورفاقه کانوا قد نصبوا عدة عبوات ناسفة فی محیط المنزل، وعدد من المنازل التی کان یتوقع أن یدخلها جنود الاحتلال إذا ما حدث اجتیاح بری، بالفعل تدخلت إرادة الله، وکان دخول جنود النخبة الصهیونیة إلى هذا المنزل الذی کان مجاهدو سرایا القدس على مقربة منه، مؤکداً أنه ورفاقه الأحیاء شاهدوا مدى ضعف وجبن أعداء الله الذین وقفوا عاجزین أمام بسالة المجاهدین.
وأوضح المجاهد فی سرایا القدس أن ظروف وطبیعة الحرب حالت دون تمکن المجاهدین من تصویر العملیة، لکن روایة مجاهدینا جاءت مطابقة لروایة العدو الصهیونی، ونافیة کل المزاعم والادعاءات التی سارعت إلى تبنى جهود المجاهدین الذین استشهد بعضهم، فیما لازال البعض الآخر ینتظر، مشدداً على وقوع کافة الجنود الصهاینة بین قتیل وجریح.
العدو الصهیونی اعترف عبر وسائل إعلامه مساء یوم الأربعاء الموافق 30/ 7 / 2014 بمقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة عشر آخرین وصفت حالة ستة منهم بالخطیرة، وأتى ذلک طبقا لروایة سرایا القدس التی أعلنت مسؤولیتها صباح ذلک الیوم عن قتل 3 جنود وإصابة آخرین قبل اعتراف العدو فی عملیة تفجیر المنزل شرق خان یونس.
وکان قد أورد مراسل الشئون الصهیونیة فی القناة العبریة الثانیة "نیر دبوری" أن قوة عسکریة صهیونیة من الوحدة المختارة حاولت الدخول إلى احد المنازل بعد فحصه من قبل وحدة الهندسة التی لم تعثر على عبوات ناسفة بداخله، وظلت تمکث فیه، شرق خان یونس، وتعرضت لهجوم عنیف استخدم فیه العبوات الناسفة الجانبیة، والقذائف المدفعیة، والرصاص الحی.
وذکر دبوری انه من شدة الانفجارات التی حدثت، انهار جزء من المبنی على رأس الجنود الذین حاولوا التحصن بداخله هرباً من الرصاص والقذائف المدفعیة التی انهالت علیهم، الأمر الذی أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 17اخرین وصفت حالة 6 منهم بالخطیرة جداً.
المصدر: الموقع الرسمی للإعلام الحربی التابع لسرایا القدس